المقالات

ابشروا...هنالك مؤتمرات لحل كل الازمات...

1194 18:55:00 2009-06-26

الدكتور يوسف السعيدي

هنالك مؤتمر لبحث الأزمة".. تقفز( الخبرية ) بين المكاتب تتلقاها صناديق البريد الإلكترونية والتقليدية.. ترن لها الهواتف النقالة والثابتة.. وتعلنها وسائل الإعلام للعامة فيتلقف الشيفرة أشخاص معينون معنيون وحدهم دون سواهم. ينشغل الرأي العام وتتجند الأجهزة بكامل تشكيلاتها، يتشنج الإعلام وينغل. ينفرد الصمت تقديسا للموقف ورهبة منه في الوقت عينه. وترتحل الكروش تعلوها ربطات العنق وتحل في مكان ما تبحث وتناقش وتعمل على حل كل مشاكل الأمة؛ من إيجار المنزل وتسعيرة ربطة الخبز وصفيحة البنزين، إلى البطالة وحقوق المرأة وعمالة الأطفال، إلى الحدود والتوطين والإستراتيجيات الدفاعية والمواطنة والعلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة. أهم في المؤتمر دائما هو الظهور الإعلامي من كافة الأطراف لكن تلك التي تريد أن تظهر فحسب. تتوزع الأدوار بين منظمين وممولين ومشاركين على حد سواء.. فكل طرف منهم يعرف تماما ما يريد من هذا الظهور، ولا أحد سيخرج خاسرا في نهاية المطاف. أما الخاسر الأساسي فبعيد دائما عنهم لا يظهر على طاولات غدائهم أبدا ولا يهتمون به إلا بالكلام الفارغ لا البطون الممتلئة. فهو لا يليق بنجوم المكان الخمسة والستة والسبعة حتى المليون ولا يأتون به إليها، وإذا أتوا به فعليه أن يظهر بمظهر لائق لا "يسدّ نفوسهم" عن الأكل الذي قد يكون أمامهم أو قد يعطى لهم في جيوبهم وحساباتهم المصرفية كي يأكلوا ما شاءوا و"على ذوقهم" في رحلة العودة، وعليه كذلك ألاّ يقلق ويعكر صفو مائهم وخضرتهم والوجوه الحسنة أمامهم. كلام واستراحات مشروبات ساخنة... وكلام مجددا واستراحات مشروبات باردة وحلويات.. وكلام بعدها وغداء وختام... أو امتداد لأيام متتالية تفتح أمام المشاركين غرف الفنادق و"بوفياتها" وتجهيزاتها المتكاملة مادية وبشرية.

غالبا ما تنجز الغرف المغلقة وحدها كل شيء. ربما تكون في فنادق أو في قصر أو في شقة مزعومة في الضاحية الجنوبية لبيروت فحسب.. المهم أن كل ما هو مفتوح للإعلام هو مادة تسلية في الغالب لا تقدم ولا تؤخر بشيء. يستغلها الصحافيون لملء جرائدهم بالكلام، وشاشاتهم وإذاعاتهم بالمساحات الصوتية والمرئية.من رأس الهرم إلى أدناه.. من أكبر القضايا إلى أصغرها.. بمختلف اللغات التي أعدت لها آلات ترجمة فورية.. وكذلك بتنوع مصادر التمويل والشراكة وتباينها بين وطني وأوروبي واسكندينافي وبريطاني وأميركي وديمقرطي أميركي وجمهوري أميركي وعربي وعديد من العربي.. يبقى الوضع دوما على ما هو عليه. تنصب الموائد وتفتح الدفاتر وتتعالى الأصوات.. أكل ونقاش وشرب وخطط وتحلية ونتائج.خلف كل تلك الفوضى والهمروجة الكاذبة شخص واحد أو شخصان بالأكثر يجلسان معا، وربما أكثر من مجرد جلوس، يقول أحدهما كلمة واحدة ويجيب الآخر بكلمة أخرى. عندها ينشأ "الإتفاق" و"المعاهدة"، والتسوية"، و"الميثاق" و"السمن على العسل" و"الكنافة بالقشطة".. فتزف المعاهدات إلى الإعلام بهمة الآكلين وفصاحتهم اللسانية والكرشية يزفها بدوره إلى جماهير الإنتظار الطويل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور يوسف السعيدي
2009-06-28
قراءة ما بين السطور...هي المقصوده...شكرا ...لقد فهمت المغزى...
صباح طالب
2009-06-27
معذرة سيدي قصدك مؤامرات وليست مؤتمرات لأننا لم نتعود بعد على المؤتمرات التي يكون الفقراء بها هم اصحاب الكلمة لأن اصحاب الكروش المذكورين لديكم يبدوا انهم ينوون العودة مجددأ وهذا ما هو ظاهر والله تستر مما بطن.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك