بقلم : سامي جواد كاظم
ولاية الفقيه هذه العبارة التي ظهرت على سطح الاحداث مع انتصار الثورة الاسلامية الايرانية وبدات تاخذ ابعاد نقاشية تثير الجدل بين التاييد والرفض وادخلت ضمن الفقه الشيعي واراء فقهائنا بها وهنالك من يرفضها والاخر ينادي بها وبين هذا وذاك هناك من يطالب بالجزئية لا بالكل ، وهذا ليس مدار حديثنا . المهم في ايران نظام الحكم فيها خاضع لولاية الفقيه وهذا امر معروف للملآ ولم يعد سياسة خفية لحكومة ايران ، ومن بين تلك الطعون هو الطعن الموجه الى كيفية اختيار المرشحين للانتخابات الايرانية وانهم لا يتم الموافقة عليهم الا بموافقة ولي الفقيه بل وحتى ان الفائز بالانتخابات ينتظر تصديق المرشد الاعلى للثورة الاسلامية الايرانية على هذا الفوز حتى يستطيع تثبيته رسميا رئيس لدولة ايران .
هذه الصلاحيات المطلقة للفقيه كثيرا ما تنتقدها دول الغرب واكثرهم امريكا ولو قمنا بدراسة الالية الامريكية مثلا في ترشيح روؤسائها للانتخابات فاننا نجدها عين الاصل لالية الانتخابات الايرانية .فلا يمكن لاحد في امريكا ان يرشح نفسه للرئاسة ما لم يوافق عليه اولا حزيه واذا اشتدت المنافسة بين اثنين يتم اجراء انتخابات بينهم لترشيح احدهم وبعد ذلك ياخذ الكونغرس الامريكي دوره في الموافقة او الرفض لهذا المرشح حيث من غير استحصال موافقة الكونغرس الامريكي لا يمكن لاي امريكي ان يرشح نفسه للانتخابات ن وهنالك موافقة خفية لا بد منها للمرشح ان يحصل عليها حتى يستطيع من ترشيح نفسه الا وهي ال سي أي ايه شعبة الكونغرس الامريكي والتي من خلال موافقتها تاتي موافقة الكونغرس الامريكي على المرشح .هذا بعينه يجري في بريطانيا فحزب المرشح يوافق اولا ومن ثم مجلس العموم البريطاني حتى يتسنى للمرشح ترشيح نفسه .أين الاختلاف بين هذه الآلية والية ولي الفقيه في اختيار مرشحيه ؟ بل ان الحق لولي الفقيه في اختيار مرشحيه لان ذلك الاختيار ناجم عن احد الوسائل الصحيحة في الحفاظ على انجازهم الثوري الذي دحر الطاغية محمد رضا بهلوي .واما موافقة ولي الفقيه بعد اعلان نتائج الانتخابات فهذا امر سليم وعادي جدا والكل يعمل به ، انتظار موافقة الفقيه لا يعني احتمال رفضه بل انتظار المصادقة على الانتخابات وانها خالية من الخروق والطعون ومن ثم التصديق والموافقة .والمرشح الامريكي فانه لايدخل البيت الابيض الا بعد مرور اكثر من شهر على اعلان نتائج الانتخابات حيث ان هذا الشهر كاف جدا لاجراء اللازم للمصادقة على فوز المرشح للانتخابات ، هل تذكرون ان جورج بوش الابن في دورته الاولى فاز بقرار محكمة وليس بالانتخابات .
بل وحتى في الدعاوى القضائية هنالك فقرة تقول اكتساب الدرجة القطعية بعد اصدار الحكم وهذه الفقرة الغاية منها ضمان عدم وجود التباسات او مستجدات تؤثر على القرار. وطالما أن أمريكا تنتقد صلاحيات الفقيه وان المرشح لا يمكن له ان يرشح نفسه الا بموافقته فهنا سؤال يتبادر الى الذهن الا وهو انكم طالما تشيدون بالمرشح الإصلاحي مير موسوي وانه على خلاف المحافظين فكيف وافق عليه الفقيه للترشيح المطعون بموافقته من قبلكم ؟
بقي أمر واحد هل أن اختيار الفقيه لقراراته صحيحة وخالية من الخطأ ؟ الجواب كلا لأنه ليس بمعصوم ونفس السؤال نوجهه إلى الكونغرس الأمريكي هل كل اختياراتكم لرؤسائكم جاء اختيار سليم ؟ ان قلتم نعم فكثير من الرؤساء قُصم ظهرهم بفضائح ومنها وترغيت مثلا وهلم وجرى ، وان قلتم كلا اذن التفتوا الى عيوبكم بدل الالتفات الى عيوب غيركم .هنالك بعض المرشحين لرئاسة بعض الدول الاوربية فازوا وهم على خلاف النهج الامريكي فتم اما ابعادهم كما في النمسا اتهم بميوله للنازية واما بالاغتنيال كما في هولندا اتهم بالتطرف واليمين
https://telegram.me/buratha