علي الخزعلي
كثيرة هي الذكريات التي تبقيها المواقف المشرفة لشخصيات عظيمة سجل لها التاريخ اسمى السطور ،شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ونحن نعيش ذكرى استشهاده الاليمة ماعلينا الى ان نستذكر بعض المشاهد التي بقت تصدح في الذاكره الانسانية من خلال بعض المقربين من الذين عاصروه ،في المهجر سنوات الجهاد الفكري والعسكري ،سنوات الايثار والتضحية والصمود لسيف شامخ من سيوف ال الحكيم قاد الثوار نحو طريق الحرية والجهاد ضد قوى الاستكبار والمتجبرين .
سائق السيد قال :كان السيد الشهيد محترما للوقت والعلم والمطالعة وعندما كان يؤدي البرنامج الذي اتخذه بالمهجر كان عند الرجوع الى مدينة من مدن الغربة في وقت الواحدة ليلا كان السيد يامرني باشعال الضوء الداخلي للسيارة وكان يواصل الكتابة حتى ان نصل المدينة المرجوة من خطط العمل والبرامج وغيرها .وعن حرص السيد الشهيد تحدث احد حمايته :يوم من الايام كنت متعبا ونائما اثناء الواجب لما استيقضت شاهدت السيد ماسك البندقية وواقف للحراسة بدلا مني فاختني الدهشه والخوف وقمت اعتذر من السيد فهدئني ولم يزعجني او يغضب عني بل هو اخذ يعتذر بقوله"اني ازعجتك" وقال لي:عليك اذا كنت متعبا ان تخبر مسؤول الحرس.
ابو احمد قال بحسره مؤلمة :لما ناتي الى المقر نخلع ملابسنا متعبين مرهقين كان السيد وهو متعب ايضا ياتينا بالماء ليسقينا من العطش. ابو زينب العسكري وهو يطلق اهات الذكرى :عندما كنا نذهب للحضور الى مجلس التعزية في مكتبه وكان شخصيا هو يقوم بتوزيع الثواب وكانت مناسبة اباالفضل العباس (ع) فكان يتسابق ويطمع ان يوزع الطعام من خلاله لكل الحاضرين ،مما ادى الى المتولين بالتوزيع بمغافلة السيد من اجل عدم ارهاقه من الجهة الخلفية للمكتب.واضاف العسكري وعيناه تقطر دموعا ساخنة :عندما كان يذهب للسفر لا يقبل ان يساعده احد فكان يشارك في توزيع الطعام وغسل الاواني .ابو اياد الكناني قال:كان يرفض عند زيارته المتواصلة المسائل البرتوكولية السائدة في استقبال القياديين والوجهاء وكان يحبذ بلقاء ابسط المقاتلين ،تابع الكناني ذكرياته وهو يقول :كان اغلب حمايته من حرس الجمهورية الايرانية فعندما يريد السيد ان يخطب كانوا يسبقونه قبل مدة من الزمن لتفتيش المنصة فكان السيد الشهيد يرفض ذلك قائلا "انا بين اولادي واخوتي فلا حاجة للتفتيش والحماية المشددة ". .بعد وهلة من الزمن استذكر ابا اياد قائلا :جاء لنا في زيارة في يوم من الايام الى احد المساجد التي كنا نقيم فريضة صلاة الظهر فانا وقفت كصفة (منبه للصلاة)كان الحرس يمنعني في ذلك خوفا عليه مما انتفض السيد الشهيد مخاطبا للحرس:هذا الرجل احرص منكم عليّ لان اهله عاشوا على حب السيد محسن الحكيم (رض).ابو مهدي الذي سالناه عن ذكرياته مع السيد شهيد المحراب تغيرت مراسيم وجهه وكفي يداه تلاقت الواحدة بالاخرى قائلا:ذات مرّه زارنا في معسكر "سنقر" من توابع كرما نشاه وكان من جملة الحضور المحافظ ومساعديه وعدد من المسؤولين الكبار فاعددنا وليمة كبيرة وضخمة تتناسب مع الشخصيات المدعوه وبعد صلاة الظهر استدعي السيد الى مقر الفرقة وعندما وضع الطعام قال السيد بالحرف الواحد "هل كان المجاهدين نالوا حصة هذا الطعام ؟فلم يجب قائد الفرقة بل صمت وهلة من الزمن ومن ثم قال هذا الطعام معد الى ضيفنا العزيز .اجاب السيد افتحسبني ضيفا بين اهلي واخوتي ..اريد ان ااكل بما ياكله المجاهدين .ومن ثم ذهب السيد الى المطبخ بنفسه وشارك العاملين بالمطبخ وجبة الغداء البسيطة .
وتابع ابو مهدي قائلا:كان السيد الشهيد عندما يزورنا بالجبهة كان القادة يحرصون على سلامته حيث يقولون له انت بقاءك هو بقاء ديمومة الاسلام بالعراق وبقاءك يشكل ثقل سياسي بالواقع العراقي كان السيد لا يلتفت لهذا الكلام ابدا فيرى الجميع اندفاعه الى الخطوط الامامية من الجبهة وكان دائما يقول "ان جدي عليا (ع)لم يكن في يوم من الايام بالخطوط الخلفية وانما كان قائدا وجنديا باسلا في الصفوف الامامية .
https://telegram.me/buratha