المقالات

حارث العبيدي .. حين يترجل الفارس من درب التبانة !

1126 12:31:00 2009-06-14

عمار البغدادي

بالأمس هوى حارث العبيدي حيث يترجل الرجال الكبار عن صهوة القمم العالية شهداء على طريق الحرية والاستقلال والكرامة ملبين رسالة الوطن منطلقين إلى أفق أوسع من هذا الذي نعيش فيه تاركين وراء ظهورهم رصاص القاتل المأجور وهو يتحدث عن قصة الخيانة والغدر وغياب الرجولة .

حارث العبيدي رجل الاعتدال السياسي كما وصفه رئيس الوزراء والركن المهم في العملية الوطنية كما وصفه نواب والأخ الكبير الذي كان يمثل حلقة الوصل لصلة رحم تحولت إلى قضية التباس سياسي بين فرقين أساسيين شكلا قاعدة التفاهم المشترك بين الشيعة والسنة وحركا منذ القدم المياه الراكدة بين الطوائف والملل والشعوب في محيطنا العربي والعالم .

أن شــهادة حــــارث العبيدي لاينبغي قراءتها في إطار الحزن العراقي المقيم أو نتدرج في التعاطي معها بوصفها تعويذة سياسية ‘ إن العبيدي شهيد وطن قبل أن يكون شهيد مجلس النواب وصريع مشروع وطني قبل أن يكون قتيل محراب وإذا كان الجو السياسي ابنه بهذا التوصيف اللائق فان الأليق هو أن يتحول هذا الشهيد الكبير خطا في الاعتدال السياسي يجد منعكسه الوطني في مفردات حياتنا العراقية .

حارث العبيدي لم يهو لأنه نائب عن جبهة التوافق أو رجل مسؤول في مجلس النواب أو لأنه خطيب في مسجد بغدادي عريق ولو كان كذلك لجرى التحفظ الأمني على شخصه منذ اليوم الأول لوجوده في الحياة النيابية كما يجري التحفظ الأمني والاحتراس المحلي الشديد على كثيرين اقل من العبيدي في الاهمية والاعتدال .لقد استهدفوا من خلاله الاعتدال السني في خضم مشتجر خلاف على هوية الاعتدال التي بدات تتدرج في سلم المشروع السياسي للأحزاب والقوى الوطنية في هذا الإطار ‘ وإذا كان حارث العبيدي رئيس كتلة التوافق العراقية في مجلس النواب فان الدور الوطني السياسي والاجتماعي والديني الذي كان يؤديه قد تجاوز بكثير مساحة هذه الرئاسة وحدود هذه الوظيفة ‘ لقد استهدفوا الاعتدال والقامة المديدة ورحابة الصدر والمروؤة والكرامة وقيم الاستقلال الوطني .

إن البكاء الشديد لنواب المجلس خصوصا دموع حسن السنيد (الشيعي) دموع عراقية وبكاء وطني وحسرات حقيقية على الرجل الذي ترك مكانه فارغا في قلوب محبيه وإخوانه من كل الطوائف والمكونات السياسية والدينية والقومية ‘ وسيبقى مكان العبيدي فارغا مادام الاعتدال هوى باستشهاده في ساحة سياسية ملتبسة ومشروع وطني بحاجة إلى العبيدي وأمثاله وفي مسيرة عبدتها دماء الشهداء والصديقين من العلماء والمفكرين والشعراء والفدائيين منذ ربع قرن من تاريخ سقوط العبيدي في ساحة الشهداء .

حين رأيت دموع السنيد أدركت(تفاهة الأزمة) بين الأحزاب السياسية العراقية التي حفرت أخاديدها في وجوه العراقيين طيلة السنوات الست الماضية ونالت من جهودهم الوطنية الكبيرة لنيل الاستقلال واستحصال السيادة المنقوصة والفوز ب(كل) الحرية والكرامة ومغادرة أخر جندي من القوات الأمريكية والمتعددة الجنسيات من العراق ‘ أن هذه الدموع هي التي ستقرر قيامة الوحدة الوطنية وترسخ قواعد الانسجام السياسي وتقيم أركان (الحكومات الرشيقة ) حين يأتي قطاف الانتخابات القادمة بحكومة وحدة وطنية ثانية .

ان هؤلاء الذين يتصيدون نوابنا الكبار ويلتقطون الرجال الأشداء منهم سيدركون يوما ما خطا الحسابات وخطل المراهنات ورعونة التعويل على القتل نظرية يومية لكسر شوكة التحدي بالوقوف إلى جانب شعبنا في معركة نيل الاستقلال وإعادة البناء والأعمار وإصلاح ماخربته السياسات السابقة للنظام البائد ولن يفلح الرصاص المنهمر من مسدساتهم في النيل من كرامة النائب العبيدي الذي رفعته يد الله (ويد الله فوق أيديهم) إلى عليين وفي سماء مجد هذا الشعب قبل أن ترفعه اكف الأصدقاء والشخصيات النبيلة وقادة البلاد .إلى اسرة حارث العبيدي وبناته وشقيقته أقول .. أن حارث هو شهيدنا المشترك وشتان بينك ياشهيد الاعتدال وقامة الوطن وبين حارث الضاري ! .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك