المقالات

البرلمان ...انفصام في الشخصية!

1410 14:20:00 2009-06-03

علي الخياط

التجربة البرلمانية العراقية التي تعد تجربة حديثة بالنسبة للدول والحكومات الديمقراطية، حققت جملة من الانجازات المهمة، وخاصة في سن القوانين واجراء الانتخابات وكتابة الدستور ،ومن خلال الدور المهم في مراقبة عمل الحكومة وفي المجال التشريعي، أن العمل الحقيقي للبرلمان هو داخل اللجان المنبثقة منه والتي تدير الدفة في الاتجاهات المطلوبة والمهمة، بالنظر لكون العمل في إطارها يتطلب جهدا كبيرا من أعضاء البرلمان، وتشكيل لجان تقصي الحقائق بخصوص قضايا معينة، علاوة على الدور الذي تضطلع به في ما يتعلق بالدبلوماسية البرلمانية التي تساهم في الدفاع عن القضايا العالقة والمهمة والمستجدة، ومن خلال المتابعة لعمل البرلمان تظهر العديد من الجوانب السلبية المرتبطة بنشاط البرلمان مثل الغياب المتكرر عن الجلسات، والتصفيات السياسية التي يمارسها النواب فريق ضد الفريق الآخر. ومجلس النواب بصفته الممثل الحقيقي المنتخب من قبل الشعب ، عليه الابتعاد عن التكتلات الطائفية والولاءات الفئوية والمحاصصة الحزبية في تسيير اعمال المجلس، والتصدي للمفسدين والارهابيين وخاصة من النواب المتهمين اولا ورفع الحصانة عنهم ثانيا حتى يتسنى للمجلس القيام بواجبه كممثل حقيقي للشعب ، فان اطروحاته ستلاقي قبولاً لدى المجتمع ، ومصداقية في خدمة العراق وشعبه.

كثيرةٌ هي الدعوات التي تطالب اليوم باستدعاء او استجواب او مسألة هذا الوزير او ذاك ، واغلب هذه الدعوات تحمل في طياتها الازدواجية في الطرح،وما دعواتهم الا محاولة للاطاحة بالاخر وتصفية حسابات سياسية فاحدى الكتل تطالب باستجواب هذا الوزير الفلاني لانه رفض ان يعين ما ارسل له أو اكتفى بتعيين قسم منهم حسب الاستحقاقات فراحوا ينتظرون الفرصة المناسبة للانقضاض عليه، وصار البرلمان كأنه ساحة تصفية حسابات، وليذهب الشعب وارادته للجحيم، وهذا ما يؤيده المتابع للواقع البرلماني، ففي البرلمان مطلوبين بقضايا ارهابية مؤكدة، المطلوب رفع الحصانة الممنوحة لهم من المجلس، ولا بد ان يكشف اوراق المتورطين مع الارهاب وبشكل علني، ويكفي التستر على امثال هؤلاء ومجاملتهم، ويكفي الشعب ماقدم من تضحيات و ما نزف من دماء بسبب فتنتهم الطائفية، هنالك الكثير من الوقائع الدامغة والملموسة التي تدين اعضاء في مجلس النواب سواء بتورطهم المباشر في دعم او مساعدته اوالتستر على بؤره وتضليل العدالة.. ومن المؤسف ان يكون شخص على مستوى وزير او عضو مجلس النواب (ممثل الشعب)متهم بالارهاب او الفساد الاداري ،وبعضهم من ثبتت التهمة ضده ،فهرب الى خارج العراق مستغلا جهات تدعمه وتدافع عن ارهابه ،ويصل الامر الى الاعتقاد ان الله اعمى بصيرة من يدافع عن قتلة الشعب ،فلا ينظرون الى الوسائل الدامغة لجريمته ،والادلة الملموسة التي تدينه واعترافات شركاءه بالجرم،ان اطلاق العنان لقتلة الشعب من المستترين بمناصبهم الحكومية وحصانتهم الدبلوماسية والبرلمانية، واعطائهم الحرية في العمل والتصرف فيخدشون الناس ويقتلونهم ويهجرونهم وماخفي كان اعظم من اعمال هوجاء يتمادون فيها ظنا منهم ان لااحد يستطيع ملاحقتهم ،والقبض عليهم (لانهم فوق القانون)ثم يستثيرون عاطفة (عصبيتهم الطائفية)حين تكشف على الملأ جرائمهم المخزية ،امر لايمكن السكوت عليه ولايمكن ان نتقبل تهديد هؤلاء (الشركاء بالجرم)ممن يدافعون عن المجرمين والهاربين من العدالة ،من سياسيين او برلمانيين او ممن يحملون اي تسمية اخرى ان القانون فوق الجميع ومن يهرب منه متهم ويجب ان نطالب به في اي مكان كان او تحت حماية اي دولة اخرى والهاربين امثال الوزير الهارب اسعد الهاشمي اوالنواب الاخرين ممن ثبت عليهم الجرم بالارهاب،مثل مشعان الجبوري وعبد الناصر الجنابي وغيرهم من يسكنون في عواصم عربية او اوربية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك