علي الخياط
مواقف السعودية سلبية ازاء العراق رغم مبادرات الحكومة لايجاد علاقة طبيعية وايجابية بين البلدين ، هذا ما صرح به السيد رئيس الوزراء ازاء العلاقة مع الجارة السعودية ، الانظمة العربية الباقية ومنها النظام المصري وغيرها من الانظمة ، تعيش قمة الازدواجية وخاصة في مجال علاقاتها مع العراق ، فالعرب يتباكون على النظام المقبور وفترة حكمه الذهبية بالنسبة لهم ،متناسين حقائق مهمة جدا ،انهم اول من المساهمين بالاطاحة بازالة هذا الكابوس الذي كانت تعيشه المنطقةـ انذاك ـ فالحكومات العربية هي التي استنجدت بقوات التحالف عقب غزو النظام للجارة الكويت، وتهديده المستمر بأجتياح السعودية والوصول الى اسرائيل وتخليص الاسلام والمسلمين من خائن( الحرمين الشريفين) كما كان يحب ان يسمي ملكها ، واستخدمت خلالها الامكانيات الخليجية والعربية من اراضي ومواني وسماء وضعت في خدمة قوات التحالف ،
ونقلت اغلب المعدات الحربية والترسانة العسكرية الامريكية والبريطانية من خلال المياه الاقليمية (المصرية) راعية العروبة كما تدعي، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد فالجيوش العربية قد استخدمت لضرب الجيش العراقي ومواجهته اثناء الحرب ،وبعد ان تم تحرير العراق من عصابة المقبور صدام شعرت بعض الانظمة العربية بالخطر ، وخاصة من التجربة( الديمقراطية) العراقية ، وازالة حكم الطغاة المستبدين وفرض ارادة الشعب ، مما هدد عروشهم المقيتة المبنية على ارض رخوة وعلى فرض القمع على شعوبهم المحرومة ، وبعد ان جزعت الشعوب العربية من حكامها الذين يفوزون بالانتخابات دائما بنسبة (99،9) وهذا ما يحدث في معظم الحكومات العربية،فحاولت بعض الحكومات جاهدة ايقاف التجربة الديمقراطية ومحاولة افشالها بدعمهم للجهات الارهابية والمسلحين المدفوعين الاجر واشاعة الفرقة بين المجتمع،وافتعال الحرب الاهلية بين السنة والشيعة ، وحرق الاخضر واليابس حتى لا تفكر الشعوب بنجاح هذه التجربة العراقية والبقاء في الحكم لمدى الحياة ليسلمها من بعده الى وريثه المرتقب .. وهكذا .
ولكن هذه المحاولات الخاسرة لا يمكن ان يكتب لها النجاح لانها مغايرة للحقيقة ، وربما عطلت هذه الجماعات الارهابية المدعومة من الخارج مسيرة التقدم في العراق بعض الشيء ولكنها قطعا لا تستطيع مطلقا ان تعيده الى الوراء (حكم السادة والعبيد) فالعراق قد خطى خطوات كبيرة الى الامام ،وما صرح به السيد المالكي الا دليل على ما يختزنه العراق من مرارة من جراء تصرفات (الاخوة العرب) ومعرفته التامة بكل ما تقدم به هذه الانظمة من تأمر ضد الحكومة والشعب العراقي ، وكان من الاجدر من الحكومات العربية ان تمد يد المساعدة الى الحكومة المنتخبة وهي حكومة الشعب ، وان تبادر الى فتح صفحة جديدة ، وافاق واسعة للتعاون مع الحكومة وتقديم المعونة اللازمة والممكنة ، لا ان تكون مجردة حجر عثرة ونقطة توقف في مسيرة العراق الجديد، وتحولاته الايجابية بناء على ظن خاطيء وتراكمات ورواسب مذهبية وطائفية معروفة لدى القاصي والداني
https://telegram.me/buratha