( بقلم : د. نزار كامل الحلي )
ارتكاب الاخطاء الفادحة غالبا ما يدفع الى خلق التبريرات واظهار الحجج ليس من باب المعالجة التصحيحية وانما يكون تارة لحفظ ماء الوجه واخرى لادامة المكانة التي يتربع عليها او لعدم صرف النظر عنه ليبقى في نظره الرجل المناسب في المكان المناسب.. والاغراق في نشوة السلطة والعيش في نزعة الاعجاب بالنفس وتجاهله قضية التقويم وتصحيح الاخطاء والاستفادة من التجارب التي يمر بها , ولعل ما نشر من كتاب للدكتور الجعفري كان دليل على حالة الصراع التي يعيشها , وربما اطلع الكثير على الكتاب الذي نشر بعنوان (( تجربتي في الحكم )) وتضمن انجازات نسبت للجعفري اثناء فترة حكمه اقصد اثناء "تجربته في الحكم " , ثمة هناك عدة اثارات جدلية وارجوا ان لا يبدر في ذهن المتلقي ان هذه الاثارات وراءها نزعة شخصية او أي نوايا اخرى , بل كانت من منطلق الحوار والشفافية .. التي نودي بها من قبل ..
القضية الاولى التي اثارت الغرابة هي ان الدكتور في كتابه يذكر نصا ً " انه يتفهم ان يكون الوزير سنيا او شيعيا ولكنه لا يتفهم ان تكون الوزارة سنية او شيعية " .. وهنا سؤال ينتظر الرد الم تكن وزارة الامن الوطني - على سبيل المثال - في وقت الجعفري محصورة فقط بالتيار الصدري والعصابات المجرمة ؟؟ التي استخدمت هذه الوزارة غطاء لتنفيذ مخططاتها الاجرامية وعمليات التصفية الجسدية وكلها كانت بفضل الجعفري عندما جلب تلك العناصر المجرمة لهذه الوزارة وتسخير الامكانات المادية لهم واصبح لهذه العصابات المعارضة للعملية السياسية نفوذ حتى على المؤسسات الحكومية الاخرى ناهيك عن العجلات والاسلحة التابعة لوزارة الداخلية والتي اعطيت لهم لتقوية هيمنتهم ونفوذهم ..
هنا نقطة اخرى ايضا يذكرها الجعفري في كتابه " كانت عدة سيدات يعملن في مكتبه الخاص وهن سافرات " نقولها مع شديد الاسف هل وصلت الحالة بالدكتور ان يشيد بالسافرات ويعتبرهن مثل اعلى يقاس به للديمقراطية ؟! لكي لا يقال عنه انه اسلامي غير منفتح ؟!! والمشكلة انه في مطلع مقالته يتبجح بذكر المفكر السيد محمد باقر الصدر !! هل اصبح السفور للنساء دليل على الحضارة والثقافة !! ياليت السيدة الطاهرة بنت الهدى حاضرة لترى وتسمع ما يقوله الجعفري !!
ومن انجازاته ايضا "انفتاح التجربة الديمقراطية على الجامعة الدول العربية " - كما ذكر في الكتاب – وهنا نود ان نذكر الدكتور بحضوره لاحد مؤتمرات الجامعة الدول العربية حيث وقعت هناك مشادة كلامية ومشكلة عويصة بينه وبين احد الحضور بسبب خلاف طائفي !! .. اين التجربة الديمقراطية مع الدول العربية يادكتور ؟! ما ذكر في الكتاب ايضا انه في تجربة الجعفري في الحكم " ارتقت الحكومة بالقوات العراقية الى مستوى الاعتماد الذاتي " ؟! هنا نوجه سؤال , ولكن لا نوجهه الى محلل سياسي ولا عسكري ... وانما نوجهه الى مزارع او بقال مستقل ,بسيط , " مع اجلالنا واحترامنا" فماذا سيكون جوابه .. واعتقد الجواب واضح لان القوات العراقية الى الان هي في طور الاعداد وتحتاج فترة تقدر بسنتين او ثلاث كحد ادنى لتصل الى مستوى قد يكون مقبول .. والجعفري يقول – قبل سنتين – انه اوصل القوات العراقية الى الاعتماد الذاتي ( اكيد استعمل مع القوات العراقية اسلوب الحوار والشفافية واوصلهم الى الاعتماد الذاتي ) !!...
ذكر في المقال قضية مهمة جدا وهي اقرب الاعتراف منه الى الانجاز كما يزعم الجعفري وهي دعم الميليشيات والعصابات المسلحة من خلال تطرقه الى الاحداث التي وقعت في النجف بين القوات المشتركة والعصابات المسلحة ويعتبر من انجازاته هي " تجنب استخدام الطائرات والمدفعية " اثناء مواجهة العصابات , حيث يقر انه كانت من مساعيه تجنب الرد على العصابات في النجف مما ادى الى انتهاك قدسية المرقد الشريف وانتهاك حرمته من قبل هذه العصابات وتسبب في ضرب قبة الامام علي ( ع ) كما ضربت من قبل ...... والحليم تكفيه الاشارة ,,
والشيء الاخر المثير انه يشبه نفسه في مقالته بـ ’’النجاشي ’’ ملك الحبشة حيث قال انه ملك لا يظلم عنده احد !! لا بل تعدى ذلك الى تشبهه بالصحابي الجليل مالك الاشتر ( رض) ويذكر انه كان يعامل الرعية من زاوية انسانية !! هذه الامور تدل على دلالات كثيرة منها الاعتراف بالخسارة والطيش السياسي وغيرها من الامور التي يهمنا ذكرها .. كما ويشن الجعفري في مقالته هجمة على الدستور ويتهمه بالمحاصصة ويذكر " ان المحاصصة كانت لها لمساتها المهمة في صياغة بعض فقرات الدستور " ولكن من زاوية اخرى ممكن ان تعتبر كلام الجعفري صحيح بشان المحاصصة لانه لولاها لما نال منصب رئيس الوزراء سابقا مع وجود اشخاص اكفأ منه من الناحية القيادية والادارية .......
https://telegram.me/buratha