بقلم : سامي جواد كاظم
وسيلة الحاكم في حل الخلافات هي القانون والقمع وطبيعة الخلاف مع القانون يتفقان وما يرغب فيه الحاكم ، وعندما يتشعب الخلاف ليشمل التاريخ فلا الحاكم ولا القانون ولا القمع يستطيع ازالة الخلاف بل الذي يحاول ازالته مستخدما القمع يكون التاريخ شاهدا على طاغوتية هذا الحاكم .اسلوب استخدام القانون لقمع الحقائق التي تثير غضب الحاكم استخدمته الدول الاوربية المتحضرة عندما شرعت قانون بمحاسبة كل من يشككك بالمحرقة اليهودية المزعومة على يد هتلر وبالفعل فقد تعرض بعض الكتاب والباحثين الذين اثبتوا زيف ادعاء اليهود الى محاكمة وملاحقة من قبل اجهزة هذه الدول التي شرعت هذا القانون .واليوم بدأت الخلافات السنية الشيعية تاخذ منحى اخر بعد ما عجزت السلفية والوهابية من ان تثبت ما تعتقده من معتقدات وزاد الطين بلة بالنسبة لهم ازدياد موجة الاستبصار لمذهب اهل البيت عليهم السلام وهذا مما جعل السلفية ان يحثوا الخطى والتفكير في كيفية معالجة هذا المد الشيعي .فكانت حركة القرضاوي احدى هذه المواجهات التي مانفعتهم بل انها زادت من معرفة الشيعة اكثر .وقضية السيد محمد باقر الفالي هي الاخرى حلقة من هذه الحلقات التي تحاول من خلالها اثبات صحة ما يعتقدوه وخطأ غيرهم ، وكما قلت هنا يحاول الحاكم ان يجعل المواجهة قانونية طبقا لما يسنه هو من قوانين ولا يعلم ان التاريخ لا يتاثر بالقوانين .وعلى خلفية قضية السيد الفالي اقترحت جمعية في الكويت رعاية مؤتمر بين السنة والشيعة يعتمد عشرة نقاط للحوار خمسة سلفية والاخرى شيعيةفالقضايا الخمسة الخاصة بالمطلب السني لمناقشتها هي "قضية سب الصحابة وموقف آل البيت والشيعة منها، وما يثير بعض الشيعة حول ظروف وفاة السيدة فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها، وقضية التطبير "اسالة الدماء في عاشوراء" ومدى اضرارها بالاسلام وموقف علماء الشيعة منها، وقضية عصمة الأئمة، وقضايا زواج المتعة".أما القضايا التي يريد الشيعة وضعها في جدول أعمال مركز الحوار السني الشيعي – حسب البيان – فهي "حديث العترة ومدى صحته وما يترتب عليه، وحديث الكساء ومدى صحته وما يترتب عليه، وحديث غدير خم وصحته وما يترتب عليه، والولاية في الكتاب والسنة المحمدية، ومقتل الأئمة علي والحسن والحسين رضي الله عنهم، والظروف والملابسات والخطاب الديني في الماضي والحاضر".فالمطالب السنية هي لاتقبل الحوار بل تريد الزام الشيعة بها وان مسالة سب الصحابة يعني ان الشيعة تسب ويجب ان تكف ، وقضية العصمة حقيقة تستحق الوقفة فانهم لا يقرون بها وان الاقرار بها يعني خطا الصحابة في المسائل الخلافية مع اهل البيت عليهم السلام أي ان هنالك خلافات بين علي (ع) والصحابة مثلا فان العصمة تجعل علي مع الحق والمخالف له مع الباطل لهذا لا يريدون مناقشة العصمة مع الشيعة بل يريدون من الشيعة الغاء العصمة .واما اذا لم يوجد خلاف مع اهل البيت عليهم السلام فلماذا يحقدون وينكرون على شيعة اعتزازهم بالائمة واعتقادهم بعصمتهم ؟؟.واما زواج المتعة فهو ليس بالفرض ولكنه امر ان اقدم عليه رجل وامراة بشروطه فهو حلال واذا ارادوا الغائه فليلغوا اشكال الزواج المتعددة والمبتكرة يوميا في مجتمعاتهم فان هذه المسالة كثيرة البحث بين السنة والشيعة والمناظرات الحوارية وطلبهم هذا دليل عجزهم والا لو كانت الادلة الى جانبهم لما طلبوا الالغاء .واما مسالة التطبير فانها حالة يعتقدها من يحب الامام الحسين عليه السلام وتاتي بمشاعر ذاتية لا علاقة للفتوى فيها ، وطلب السلفية من الشيعة الغائها او تحريمها فهذا يدل على تاثير هذه الشعيرة على كشف الحقائق لواقعة الطف حيث الى الان هنالك من يقول يزيد خليفة المسلمين والحسين عليه السلام وحاشاه من هذا ـ انه شق وحدة المسلمين والخارج عن طاعة وليه يزيد .والحديث عن مظلومية الزهراء دون بقية المظالم التي تعرض لها اهل البيت هو لان الطرف الظالم لها هو مقدس لديهم اكثر من عصمة الائمة لدى الشيعة ، وحتى لا اشغل بال القاريء في هذا الصدد سادرج له بعض المصادر السنية التي تقر بالمظلومية وعندها فما عليهم الا مراجعة كتبهم قبل تقديم طلباتهم الى الشيعة .من هذه المصادر - ذكر المسعودي صاحب تاريخ (مروج الذهب) المتوفى سنة 346 هجرية ، وهو مؤرخ مشهور ينقل عنه كل مؤرخ جاء بعده ، قال في كتابه (إثبات الوصية) عند شرحه قضايا السقيفة والخلافة: "فهجموا عليه – أي علي عليه السلام- وأحرقوا بابه ، واستخرجوه كرهاً وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسناً ".- قال الصفدي في كتاب (الوافي بالوفيات) الجزء 6 في صفحة 76 في حرف الالف ، عند ذكر إبراهيم بن سيار ، المعروف بالنظام ، ونقل كلماته وعقائده، يقول: " إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها". - نقل أبو الفتح الشهرستاني في كتابه (الملل والنحل) الجزء 1 في الصفحة 57 وقال النظام: "إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان يصيح [عمر] أحرقوا دارها بمن فيها!! وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين".- ابن الحديد في ( شرح نهج البلاغة) في الجزء 14 في الصفحة 193 دار أحياء الكتب العربية ، بعدما ينقل خبر هبار بن الأسود وترويعه زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حتى أسقطت جنينها ، فأباح النبي صلى الله عليه وآله وسلم دم هبار لذلك وهذا الخبر أيضاً قرأته على النقيب أبي جعفر رحمه الله ، فقال : "إذا كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أباح دم هبار بن الأسود لأنه روع زينب فألقت ذا بطنها ، فظاهر الحال أنه لو كان حياً لأباح دم من روع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها ... ألخ" - محمد بن جرير الطبري في (تاريخ الطبري)في الجزء 3 في صفحة 203 وما بعدها ، قال:" دعا عمر بالحطب والنار وقال: لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقنها على من فيها! ، فقالوا له : إن فيها فاطمة ! قال : وإن".- محمد بن جرير الطبري في (تاريخ الطبري) في الجزء 2 في الصفحة 233 دار الكتب العلمية : - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن زياد بن كليب قال : " أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين ، فقال : والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبيراذا كانت هذه مصادركم فما ذنب الشيعة في ذلك ؟!!! واما مطالب الشيعة من السلفية والتي كلها تنتهي الى نتيجة واحدة وعليه لو تم مناقشة مطلب شيعي واحد من هذه الخمسة فالنتيجة هي نسف ما يتبجح به السلفية على الشيعة .والتاكيد على فشل السلفية والوهابية على اثبات حقهم فانهم بصدد اقرار قانون يمنع فيه سب الصحابة حتى لا تنكشف عوراتهم وهذا ما يتعرض له السيد الفالي فلو كانت لديهم ثقة فيما يدعون وفي مصادرهم لما احتاجوا لهذه البلبلة والزعيق من اجل التشويش على صوت الشيعة الذي بات له صدى في كل اذن لا تعلم ماهية الشيعة .
https://telegram.me/buratha