المقالات

تهديدات مقتدى الصدر.. تعميق للجرح العراقي واطالة لامد الوجود الامريكي في العراق

1342 14:29:00 2008-11-19

( بقلم : جميل الحسن )

اعلان مقتدى الصدر الاخير وتهديده للقوات الامريكية في العراق بالرحيل عنه فورا يمثل حلقة اخرى من مسلسل اشعال الحروب وتعكير صفو الامن والاستقرار في العراق ومحاولته جر الاوضاع في العراق الى تعقيدات ليست في صالحه .فمن حق مقتدى الصدر الاعتراض على الوجود الامريكي في العراق والمطالبة بانهائه في اسرع وقت لكن ليس من حقه التكلم باسم الشعب العراقي ودعوته الى اشعال نيران التمرد والحروب من جديد والتي سبق له وان جربها في السابق ولم تعط النتائج التي كان يتمناها ,

بل كاد مقتدى ان يذهب ضحية لها والتي لا تمثل المصلحة الحقيقية للشعب العراقي بل ان المصلحة الحقيقية للعراقيين هي في الواقع من خلال اعتماد الاساليب السلمية في مناهضة المحتل الامريكي الذي يرغب هو في مغادرة العراق باسرع وقت ممكن كما ان وجود حكومة منتخبة في العراق يجعلها دستوريا هي صاحبة الحق الشرعي في مطالبة الامريكيين بالانسحاب والتفاوض معهم بشان هذا الموضوع من دون الحاجة الى اية مزايدات او شعارات مجانية تعمق الجرح العراقي وتزيده اتساعا في الوقت الذي نحتاج فيه الى من يداوي جروحنا ويشفيها .ثم انه ما الغاية من هذا الاعلان وفي مثل هذا التوقيت بالذات فهل يرغب مقتدى في منح الامريكيين فرصة لقتل المزيد من المواطنين الفقراء الابرياء من اهالي مدن الصدر والشعلة والبياع وحي العامل الذين تتعرض مناطقهم الى مداهمات واعمال قصف مستمرة نتيجة للهجمات التي يتعرضون لها من قبل عناصر جيش المهدي .وهل ان خروج القوات الامريكية من العراق يتم بهذه الطريقة التي يرغب بها مقتدى نفسه الذي لم يسأل نفسه يوما كم عددا من المواطنين العراقيين الابرياء قد قتلتهم العبوات الناسفة التي كان يزرعها انصاره في الشوارع والطرقات لكي تستهدف القوات الامريكية والتي كانت وما تزال تقتل المزيد من العراقيين ممن يشاء حظهم العاثر المرور بالقرب منها وقت التفجير .

ان مقتدى الصدر يعلم جيدا ان امريكا لن تخرج من العراق بطريقته ,بل بطريقتها التي ترغب بها وبالامكان ممارسة الضغوط عليها من اجل اخراجها بوسائل اخرى اكثر رقيا وتحضرا وبشكل سلمي كما فعل غاندي في الهند عندما انتزع الاستقلال لبلاده من المحتل البريطاني ولكن من دون ان يطلق رصاصة واحدة او يزرع قنبلة او يقتل جنديا بريطانيا واحدا في وقت استلهم فيه شجاعنه واسلوبه السلمي في الكفاح من الامام الحسين (ع) من خلال مقولته الشهيرة :لقد تعلمت من الامام الحسين كيف اكون مظلوما فانتصر .

ان في العراق اليوم حكومة وبرلمان منتخب يملك فيه مقتدى الصدر العديد من المقاعد والنواب وكان عضوا مشاركا في الحكومة ويعلم جيدا بعد التجارب المرة التي حصدها مقتدى من خلال اسلوبه في المواجهة مع الامريكيين من خلال حروب العام 2004 والتي كانت خسارة كبيرة لمقتدى وللعراق عندما فقدنا الاف الشبان الذين اندفعوا بشكل عاطفي غير محسوب الى المواجهة مع الامريكيين من دون ادنى تكافؤ او مبررلتكون النتيجة مصرع خمسة الاف شاب عراقي وتدمير البنى التحتية والمنازل والمدارس في اغلب المحافظات العراقية التي كانت مسرحا لمثل هذه المواجهات ,

بل كادت ان تتسبب بمصرع مقتدى نفسه .ان تصريحات مقتدى بشان شن الهجمات على القوات الامريكية لا تعدوا مجرد دعاية اعلامية نظرا لعدم امكانية جيش المهدي على القيام بشن مثل هذه الحرب خاصة وان عناصره لم تعد موجودة في داخل العراق فضلا عن عدم جدوى هذه العمليات التي لن تحقق اية اهداف سوى منح الامريكيين الفرصة لقتل المزيد من العراقيين ويجعل امريكا توظف جميع امكاناتها لتدمير جيش المهدي والغائه من الوجود كما فعلت مع عناصر القاعدة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
salm
2008-11-20
نتسا ل السيد مقتدى يقولون الصدريين وهم يمثلوك بانكم تستطيعون ان تخرجوا المحتل الامريكي .ولو الحق يقال بانهم ليس محتلين الان صدام الكافر هو الذي ارغم العراقيين ان يستعينو ابهذا المحتل بعد ما طفح الكيل من ظلمه وبعد ما تخلوا عنه جميع من الذين يريد مصلحه العراقيين. الكل تتشمت به ؟و نسال اين كنت لما كان الشعب العراقي يعذب بالسجون ويدفن حي بالمقابر؟ اليس كان هذا شعبك اليس عراقيين من جلدتك ولماذا لم تسجن مثلهم ؟ وانت باعتبارك ابن عالم ؟ والان جئت على حين غره ان تتحكم بالشعب باي صفه ؟وشوهت الصدريين
الدكتور شريف العراقي
2008-11-20
هل يصدق عاقل أن يقف أحد ضد حكم تحكم فيه طائفته مع طوائف اخرى بعد أن كانت هذه الطائفة هي التي تحكم من طائفة اخرى أذاقتها مر العذاب لمئات من السنين مضت.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك