المقالات

المرجعية والخيار الوطني

1096 14:04:00 2008-11-18

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

بعد ان ارسى الدستور العراقي قواعد العملية الديمقراطية بشكل واضح، باتت علامات الصحة في المواقف هي معيار النضج والوعي الوطني الذي لايسمح للمزايدات، قد تودي الى تيسير مهمة استدراج الشارع العراقي نحو كمائن وفخاخ بالغة الخطورة التي لها انعكاس سلبي على بناء العراق الدستوري الذي يعد نتاج وطني وليس ايديولوجي كما يريد البعض، فالاصرار على الحقوق الدستورية يعد التعبير الصادق عن المطالب الوطنية والجماهيرية، فان ما افرزته العملية السياسية ومحطاتها الممثلة بالانتخابات الحرة واقرار الدستور الدائم الذي ادخل العراق الفضاءات الرحبة، وهذه المشتركات الوطنية التي وقفت خلف ظهرانيها المرجعية الدينية الرشيدة ممثلة بسماحة الامام السيستاني ودافعت فيه عن حقوق كل العراقيين بمختلف اعراقهم ودياناتهم، فلابد من الخلاص من الارث الماضي وهيمنة المركز والسير بالنموذج الذي يلتصق بالاهداف الحقيقية والانجازات الفعلية التي تعزز الطموحات الاعتدالية العليا لبلدنا التي تبنتها المرجعية الدينية الرشيدة ونخبنا الوطنية ومشاريعها الاستراتيجية بإيجاد مناخات تسهم في رفعة وسمو العراق الجديد،

فالمصاديق الرئيسة لبناء دولة المؤسسات هو تصويب المسارات بقرارات دستورية صائبة. لقد لازم انتصارات العملية السياسية تفعيل الدستور المنتخب من اجل المشاركة في رسم معالم السلطة السياسية، فمن المفيد كما نعتقد وجوب التوقف امام الفقرات الدستورية التي تسهم في ديمقراطية الشعب العراقي، بل نؤكد انه من الخطأ استباق الامور بالقفز على عملية استفتائية مقرة من قبل غالبية العراقيين، اذ يجب الخطو باتجاه السيادة مع التوازن والاعتدال بايجابية نابعة من الثوابت الوطنية والقومية والاسلامية المعلنة لبناء دولة المؤسسات الدستورية، وايمانا بقبول القوى الوطنية الخيار الديمقراطي لحفظ الحالة العامة، والانتظام على العمل ضمن المنظومات التي تسرع بناء البيت العراقي وفق المعايير الذاتية والارتكاز على مقوماته التكوينية، فليس من مصلحة العراق التهاون في الامور المصيرية والاستراتيجية التي تبنتها المرجعية الدينية الرشيدة، وبعبارة اخرى فان التحديات تدفع باتجاه تسريع العملية السياسية لحسم القضايا العالقة باطر وطنية ودستورية فلابد من التسليم بها كونها واقع حال لاقرارها الدستور الدائم الذي صوت له غالبية العراقيين.

اننا نمر بمرحلة التاسيس لبناء حكومة دستورية وطنية قادرة على تلبية واصلاح مفاصل الحياة العامة وترميم المؤسسات والبنى الارتكازية كافة، علاوة على ذلك تضع العراق على جادة الديمقراطية بالاتفاق على المنهجية التي عرضت الصورة الحقيقية للمكونات العراقية، والبحث عن الاختناقات الحقيقية التي تقف بوجه استعادة الانشطة الحيوية لمفاصل الدولة بتحريك بوصلتها لتقديم افضل الخدمات فضلا عن استهدافها الخطط الاصلاحية والمضي فيها من خلال الاشارة الى الملامح الاستراتيجية، وفي ذات الاطار فان اختلاف الراي وتعدد الاحزاب يعتبر ظاهرة شائعة في معظم دول العالم التي تتمتع بالديمقراطية، وهي حالة صحية لتحديد مسار العمل السياسي اذا ما اسيء فهمه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك