( بقلم : هدى الجابري )
لقد أجاز الإسلام للمرأة أن تشارك في الانتخابات السياسية والبرلمانية ومجالس المحافظات . فقد قال تعالى :( وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ ءَاثِمٌ قَلْبُهُ ). [ والشهادة واجبة على الرجل والمرأة ،والانتخاب هو شهادة حق فيها إخبار عمن يصلح لقيادة الأمة . والانتخاب اجتهاد لا تمنع منه الأنوثة لأن الفتيا تصح من المرأة ، كما أن عملية الانتخاب في عصرنا الحاضرمنظمة وتجري في فترة قصيرة لاتعطل المرأة عن وظائفها الأصلية كزوجة وأم مربية . وهذا بعكس ما إذا أرادت المرأة أن ترشح نفسها نائبة في البرلمان فإن الإسلام لايقف من هذا الموقف الا بالشيء الايجابي وذلك لاهلية المرأة لذلك فهي تنشا جيل من ابناءها جيل مفكر وناشط سياسياً وهذا الشيء غير مخالف لأحكام الشريعة وآداب الإسلام وأخلاقه ، فبامكان المراة الناجحة التي تنجح داخل الاسرة وتربية ابناءها بالصورة الاسلامية الصحيحة ان تمارس حقها السياسي خارج البيت وهذا لا ينقص من واجباتها تجاه البيت والعائلة, بل وربما ستمتلك المراة قدرة قيادية ودراية اكثر بحيث تستطيع الانصراف ل معاجة شؤونها بكل هدوء وطمأنينة ] , لأن متطلبات العمل السياسي المعاصر كثيرة ومتنوعة , فمن خروج من البيت ساعات طوال لمواكبة الأحداث اليومية ، ,وكثرة المتغيرات السياسية , كل هذه الأمور لاتتعارض مع طبيعة المرأة ومهمتها كزوجة و كأمٍ وكمربيةٍ للأجيال .
وحتى إذا تولت المرأة المناصب السياسية فلن يغير هذا العمل من صفاتها التي فطرهـا الله عـليها , وستبقـى الرقة والحنان هي طبيعتها التي تميزها عن الرجل . والدلائل على ذلك كثيرة فكوني أختي المسلمة مقتدية بنساء اهل البيت عليهم السلام في الشجاعـة جريئـة وقافـةً عند حدود الشـرع ذكية حكيمة في تدبير الأمور , بصورة تنـاسب فطرتك التي فطرك الله عليها . والتزمي بالضوابـط الأخلاقيـة والأحكـام الشرعيـة وتذكـري قــول الله تعـالى :( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم ). فهذه الآية من أوضح ما يدل على أن المرأة تشارك الرجل في سياسة المجتمع .
https://telegram.me/buratha