المقالات

يوم الوعد المليشياوي

1167 12:53:00 2008-11-16

( بقلم : محسن عبد علي دهش )

مرارا و تكرارا قلنا إن التيار الصدري مجموعة مراهقين و مخابيل بدأ من قياداتهم و انتهاء برعودي الخبل . لا شيء يطمع المرء بأن تفكير هذا المسمى بالتيار سيتغير يوما من الأيام . مألوف الأحزاب السياسية في دول العالم أن تتعامل مع القضايا السياسة بوصفها قضايا مصيرية حساسة تهم البلاد و العباد و لا تحتمل العبث و الصبيانية . و صاحب الأهداف و المبادئ يعمل وفقا لمعطيات الواقع كونه " أبن آدم " كرمه الله بالعقل و منحه القدرة على التمييز بين خياراته الناجعة و تلك الخاسرة ، نلمس هذا في سيرة البشر عموما و الأنبياء و الأوصياء و الأئمة و الصالحين الذين لم يسجل لهم التاريخ تهديدا و لا وعيدا لتحقيق هدف أو غاية مهما كانت نبيلة و فاضلة و فيها مصلحة للناس . ينطبق هذا الأمر على كل مخاليق السياسة و أتباعهم في المجتمعات المتحضرة أو المتوسطة الواقفة في نصف المسافة أما المتردون في التخلف و التفكير البدائي فهم بلا شك لا يعرفون للخيار الصحيح و العقلاني و المنطقي موضعا يذكر و لا طريقا سالكا يؤثر . الصدريون محض حشد ديماغوجي بربري و فوضوي ، الشيء الوحيد الذي يحسنه مقتدى الصدر زعيم هذا الحشد الشاذ هو التهديد و الوعيد بكتائب و أيام و حملات تنتمي للقرن الهجري الأول أو ما قبله من غزوات القبائل في الصحراء .

تجربة الخمس سنوات بالتمام و الكمال كانت كافية لإثبات أن خيارات عنتر بن شداد الصدري عبث في عبث تضر و لا تنفع ترسخ الاحتلال الذي يدعي مقاومته و لا تعجل بانسحابه أو خروجه . جديد مقتدى الصدر هو ألبوم اليوم الموعود الذي يتوعد به العراقيين في حالة توقيع الاتفاقية الأمنية التي ستجعل العراق في مصاف الدول المتحضرة و التي ترسخ له علاقة إستراتيجية طويلة الأمد تحلم بها الكثير من الدول لضمان مصالحها و مصالح شعوبها . رفض مقتدى الصدر لا نشك أنه انعكاس و ترديد لرغبة الجارة إيران التي يتمتع مقتدى بضيافتها الخاصة . لعاقل أن يسأل ما الذي سيغنمه العراقيون في حال عودة مظاهر العنف ثانية إلى شوارع المدن ؟ طبعا لا مجال للتصديق بشروط و اشتراطات ..

 حدود و تحديدات بيانات مقتدى من أن أسلحة كتائبه الموعودة ستكون موجهة للمحتل حصرا لأننا سمعنا هذه الـ " حصرا " من أول يوم غزت و احتلت فيه مليشياته المدن و القرى و نشرت الفوضى و تسببت مباشرة بقتل الناس الأبرياء مدعين أن ذلك ضريبة جهادهم المزعوم . و كانت الحصيلة نهرا من الدم تنوء به رقبة مقتدى الصدر يوم يجلس بين يدي العزيز الجبار ليسأل عن كل قطرة نزفت بغير حق و عن كل خفقة امرأة أو طفل صغير خفقها قلبه المسكين نتيجة دوي صواريخ زمره المجرمة و انفلاق قنابل جبنهم بين البيوت الآمنة . لن يكون سيناريو لواء اليوم الموعود مختلفا في شيء . فلن تفزع الصواريخ و الإنفجارات سوى الأطفال و الشيوخ و المرضى و لن تقع إلا على رؤوس الناس و ممتلكاتهم و يمكن للصدفة أن تلعب دورا بالطبع فيقع أحد الصواريخ في قاعدة و قد يقتل أو يجرح جنديان أو ثلاثة و لكن لن يكون ذلك نقصا يجبر الأمريكان على أن يأخذوا لهم ( صفنة ) أو ترتعد لهم ( فريصة ) لتهديدات مقتدى و لوائه المردود . بل على عكس ذلك تصب في مصلحتهم بمجملها و تفصيلها . حقا ألف حيف و حيف على مدرسة السيد الصدر الذي لو رأى ما يفعله ولده و أتباعه لقضى كمدا و حسبنا الله و نعم الوكيل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك