( بقلم : محسن عبد علي دهش )
مرارا و تكرارا قلنا إن التيار الصدري مجموعة مراهقين و مخابيل بدأ من قياداتهم و انتهاء برعودي الخبل . لا شيء يطمع المرء بأن تفكير هذا المسمى بالتيار سيتغير يوما من الأيام . مألوف الأحزاب السياسية في دول العالم أن تتعامل مع القضايا السياسة بوصفها قضايا مصيرية حساسة تهم البلاد و العباد و لا تحتمل العبث و الصبيانية . و صاحب الأهداف و المبادئ يعمل وفقا لمعطيات الواقع كونه " أبن آدم " كرمه الله بالعقل و منحه القدرة على التمييز بين خياراته الناجعة و تلك الخاسرة ، نلمس هذا في سيرة البشر عموما و الأنبياء و الأوصياء و الأئمة و الصالحين الذين لم يسجل لهم التاريخ تهديدا و لا وعيدا لتحقيق هدف أو غاية مهما كانت نبيلة و فاضلة و فيها مصلحة للناس . ينطبق هذا الأمر على كل مخاليق السياسة و أتباعهم في المجتمعات المتحضرة أو المتوسطة الواقفة في نصف المسافة أما المتردون في التخلف و التفكير البدائي فهم بلا شك لا يعرفون للخيار الصحيح و العقلاني و المنطقي موضعا يذكر و لا طريقا سالكا يؤثر . الصدريون محض حشد ديماغوجي بربري و فوضوي ، الشيء الوحيد الذي يحسنه مقتدى الصدر زعيم هذا الحشد الشاذ هو التهديد و الوعيد بكتائب و أيام و حملات تنتمي للقرن الهجري الأول أو ما قبله من غزوات القبائل في الصحراء .
تجربة الخمس سنوات بالتمام و الكمال كانت كافية لإثبات أن خيارات عنتر بن شداد الصدري عبث في عبث تضر و لا تنفع ترسخ الاحتلال الذي يدعي مقاومته و لا تعجل بانسحابه أو خروجه . جديد مقتدى الصدر هو ألبوم اليوم الموعود الذي يتوعد به العراقيين في حالة توقيع الاتفاقية الأمنية التي ستجعل العراق في مصاف الدول المتحضرة و التي ترسخ له علاقة إستراتيجية طويلة الأمد تحلم بها الكثير من الدول لضمان مصالحها و مصالح شعوبها . رفض مقتدى الصدر لا نشك أنه انعكاس و ترديد لرغبة الجارة إيران التي يتمتع مقتدى بضيافتها الخاصة . لعاقل أن يسأل ما الذي سيغنمه العراقيون في حال عودة مظاهر العنف ثانية إلى شوارع المدن ؟ طبعا لا مجال للتصديق بشروط و اشتراطات ..
حدود و تحديدات بيانات مقتدى من أن أسلحة كتائبه الموعودة ستكون موجهة للمحتل حصرا لأننا سمعنا هذه الـ " حصرا " من أول يوم غزت و احتلت فيه مليشياته المدن و القرى و نشرت الفوضى و تسببت مباشرة بقتل الناس الأبرياء مدعين أن ذلك ضريبة جهادهم المزعوم . و كانت الحصيلة نهرا من الدم تنوء به رقبة مقتدى الصدر يوم يجلس بين يدي العزيز الجبار ليسأل عن كل قطرة نزفت بغير حق و عن كل خفقة امرأة أو طفل صغير خفقها قلبه المسكين نتيجة دوي صواريخ زمره المجرمة و انفلاق قنابل جبنهم بين البيوت الآمنة . لن يكون سيناريو لواء اليوم الموعود مختلفا في شيء . فلن تفزع الصواريخ و الإنفجارات سوى الأطفال و الشيوخ و المرضى و لن تقع إلا على رؤوس الناس و ممتلكاتهم و يمكن للصدفة أن تلعب دورا بالطبع فيقع أحد الصواريخ في قاعدة و قد يقتل أو يجرح جنديان أو ثلاثة و لكن لن يكون ذلك نقصا يجبر الأمريكان على أن يأخذوا لهم ( صفنة ) أو ترتعد لهم ( فريصة ) لتهديدات مقتدى و لوائه المردود . بل على عكس ذلك تصب في مصلحتهم بمجملها و تفصيلها . حقا ألف حيف و حيف على مدرسة السيد الصدر الذي لو رأى ما يفعله ولده و أتباعه لقضى كمدا و حسبنا الله و نعم الوكيل .
https://telegram.me/buratha