بقلم : الشيخ خالد عبد الوهاب الملا
مرة أخرى يلتقي العراقيون على أساس الحب والبناء والتعايش السلمي المشترك وقبول الآخر ونبذ العنف والإرهاب والتكفير والقتل والتهجير، لأننا نعلم جيدا أن الإرهاب ليس من جنس العراقيين ولا من أخلاقهم ولا من طبيعتهم وطبعائهم وقد أخذ حيزا كبيرا حينما فُرض على العراقيين بأجندة خارجية حاقدة وظروف كانت قاسية عليهم جميعا باعتبار أن أعداء العراقيين لن يرتضوا للعراقيين واقعهم الجديد بعد أن تحرروا من سنوات الظلم والتقييد فثارت ثائرتهمم وتحركت غريزتهم وحركوا علينا عصابات الإجرام والتكفير بعد أن خلعوا ملابسهم التي كانوا عليها في النظام السابق ولبسوا ملابس الدين والإسلام كذبا ونفاقا وأطلقوا اللحى وأصدروا فتاوى القتل والذبح والسلخ والتفجير والتفخيخ والتهجير غير أن إرادة العراقيين كانت أقوى وفكرهم أوعى فتحزموا بوجه هذا التيار الجارف وضربوا أروع الأمثلة في الوحدة والتقارب والتسامح ولربماكانت الكارثة على جسر الأئمة حين سقطت المئات من الضحايا في النهر بسبب التدافع والإرهاب والحقد على العراقين هنا هنا انجلى موقف عثمان الأعظمي وهو يشير إشارة واضحة وعلامة دالة على أصالة العراقيين وطهر معدنهم فيوم أن ألقى بنفسه لكي ينقذ إخوانه العراقيين فهو لم يلتفت إلى مذهبهم أو اسمهم أو توجهم انه كان لا يرى إلا العراق وحبه فيهم.فقدم نفسه قربانا لأجل الوحدة الوطنية والإسلامية وصعدت روحه إلى خالقها راضية مرضية ترفف في سماء الموحدين, في سماء المؤمنين الصادقين، الذين بذلوا أرواحهم لأجل الوحدة الوطنية واللحمة العراقية وبعدها بدأت ضمائرنا جميعا تتحرك مسرعة نحو نفض غبار الإرهاب والتكفير فانتفض العراقيون جميعا انتفاض الأسد نحو عدوه ورفعوا أصواتهم إلى خالقهم لا للإرهاب, لا للتكفير, لا للقتل والتهجير, نعم للوحدة والتعايش, فانكمش الإرهاب وولى فخسر أتباعه خسارة كبيرة وهم ينهزمون من كل جانب وصوب وتطاردهم إرادة العراقيين المؤمنة ويتعافى العراق ويقوى عُوده وهكذا بعد سنوات من الألم والانقطاع بين أهل الكاظمية والأعظمية بين مدينة الإمام النعمان والإمام الكاظم يُفتح جسر الأئمة لكي تنفتح القلوب والأرواح ويلتقي العراقيون من جديد على جسر الأئمة الذي أراد التكفيريون أن يجعلوه سببا في تقاتلنا وتقاطعنا, والأئمة هم أئمة الهدى وأئمة أهل البيت الكرام الذين ضربوا أروع الدروس في الشجاعة والحب حتى مع أعدائهم وقاتليهم فضلا عن غيرهم من المؤمنين.
نعم اليوم تلتقي الاعظمية مع الكاظمية لتبقى هذه المدينة تحتضن (الإمام الأعظم) والكاظمية تحتضن الإمام (موسى الكاظم) ومن خلالهما يقوى الحب وتقوى الآصرة بيننا وهكذا فالتاريخ يعيد نفسه أن الإمام أبا حنيفة النعمان وهو من مشاهير علماء أهل السنة قد وقف مع ثورة الإمام زيد حين ثار زيد على الباطل كما وقف الإمام مالك مع النفس الزكية وهكذا الشافعي وغيرهم من العلماء ولقد أثبت العراقيون قوة وصلابة في وحدتهم وتراصا في صفوفهم وخسر أعدائهم وخابت آملهم وانتهوا حيث لا رجعة لهم ويبقى واجب العراقيين أن يحافظوا على انجازاتهم التي قدموها خلال السنوات الخمس الماضية حيث قدمنا الغالي والنفيس لأجل أن يبقى العراق الجديد الذي نتطلع اليوم فيه إلى حياة كاملة واستقرار منيع وبناء سريع.
الشيخ خالد عبد الوهاب الملارئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب
https://telegram.me/buratha