المقالات

جسر الأئمة نقطة الالتقاء

1027 14:30:00 2008-11-15

بقلم : الشيخ خالد عبد الوهاب الملا

مرة أخرى يلتقي العراقيون على أساس الحب والبناء والتعايش السلمي المشترك وقبول الآخر ونبذ العنف والإرهاب والتكفير والقتل والتهجير، لأننا نعلم جيدا أن الإرهاب ليس من جنس العراقيين ولا من أخلاقهم ولا من طبيعتهم وطبعائهم وقد أخذ حيزا كبيرا حينما فُرض على العراقيين بأجندة خارجية حاقدة وظروف كانت قاسية عليهم جميعا باعتبار أن أعداء العراقيين لن يرتضوا للعراقيين واقعهم الجديد بعد أن تحرروا من سنوات الظلم والتقييد فثارت ثائرتهمم وتحركت غريزتهم وحركوا علينا عصابات الإجرام والتكفير بعد أن خلعوا ملابسهم التي كانوا عليها في النظام السابق ولبسوا ملابس الدين والإسلام كذبا ونفاقا وأطلقوا اللحى وأصدروا فتاوى القتل والذبح والسلخ والتفجير والتفخيخ والتهجير غير أن إرادة العراقيين كانت أقوى وفكرهم أوعى فتحزموا بوجه هذا التيار الجارف وضربوا أروع الأمثلة في الوحدة والتقارب والتسامح ولربماكانت الكارثة على جسر الأئمة حين سقطت المئات من الضحايا في النهر بسبب التدافع والإرهاب والحقد على العراقين هنا هنا انجلى موقف عثمان الأعظمي وهو يشير إشارة واضحة وعلامة دالة على أصالة العراقيين وطهر معدنهم فيوم أن ألقى بنفسه لكي ينقذ إخوانه العراقيين فهو لم يلتفت إلى مذهبهم أو اسمهم أو توجهم انه كان لا يرى إلا العراق وحبه فيهم.

فقدم نفسه قربانا لأجل الوحدة الوطنية والإسلامية وصعدت روحه إلى خالقها راضية مرضية ترفف في سماء الموحدين, في سماء المؤمنين الصادقين، الذين بذلوا أرواحهم لأجل الوحدة الوطنية واللحمة العراقية وبعدها بدأت ضمائرنا جميعا تتحرك مسرعة نحو نفض غبار الإرهاب والتكفير فانتفض العراقيون جميعا انتفاض الأسد نحو عدوه ورفعوا أصواتهم إلى خالقهم لا للإرهاب, لا للتكفير, لا للقتل والتهجير, نعم للوحدة والتعايش, فانكمش الإرهاب وولى فخسر أتباعه خسارة كبيرة وهم ينهزمون من كل جانب وصوب وتطاردهم إرادة العراقيين المؤمنة ويتعافى العراق ويقوى عُوده وهكذا بعد سنوات من الألم والانقطاع بين أهل الكاظمية والأعظمية بين مدينة الإمام النعمان والإمام الكاظم يُفتح جسر الأئمة لكي تنفتح القلوب والأرواح ويلتقي العراقيون من جديد على جسر الأئمة الذي أراد التكفيريون أن يجعلوه سببا في تقاتلنا وتقاطعنا, والأئمة هم أئمة الهدى وأئمة أهل البيت الكرام الذين ضربوا أروع الدروس في الشجاعة والحب حتى مع أعدائهم وقاتليهم فضلا عن غيرهم من المؤمنين.

نعم اليوم تلتقي الاعظمية مع الكاظمية لتبقى هذه المدينة تحتضن (الإمام الأعظم) والكاظمية تحتضن الإمام (موسى الكاظم) ومن خلالهما يقوى الحب وتقوى الآصرة بيننا وهكذا فالتاريخ يعيد نفسه أن الإمام أبا حنيفة النعمان وهو من مشاهير علماء أهل السنة قد وقف مع ثورة الإمام زيد حين ثار زيد على الباطل كما وقف الإمام مالك مع النفس الزكية وهكذا الشافعي وغيرهم من العلماء ولقد أثبت العراقيون قوة وصلابة في وحدتهم وتراصا في صفوفهم وخسر أعدائهم وخابت آملهم وانتهوا حيث لا رجعة لهم ويبقى واجب العراقيين أن يحافظوا على انجازاتهم التي قدموها خلال السنوات الخمس الماضية حيث قدمنا الغالي والنفيس لأجل أن يبقى العراق الجديد الذي نتطلع اليوم فيه إلى حياة كاملة واستقرار منيع وبناء سريع.

الشيخ خالد عبد الوهاب الملارئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو عبدالله
2008-11-17
لابد أن نلتقي والاّ فسنفنى لأن قدرنا أن نتعايش معا لأننا أخوين من أب واحد,لذا ترى البعث والأرهاب حريص على تفرقتنا حتى يتمكن منا سنة وشيعة.ياشيخ الخير ,ياشيخ الحق انت وغيرك من أبناء العراق الخيرين هم المعول عليهم بلم الشمل والتصدي للباطل فتوكل على الله ولاتدخر جهدا لفعل الخير وتهدأة النفوس والتواصل مع الأخوان.
محمود الشمري
2008-11-16
نعم ياشيخنا الجليل نحن واحد وليس اثنين نحن يد واحده كنّا وسنبقى رغم أنف القاعدة والتكفير ومقتدى والبعث.الشهيدان أبو ريشة وعثمان صفعا البعث ونسفا مشروع التفرقة البعثقاعدية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك