( بقلم : حميد الشاكر )
اعظم الاحلام فائدة لمستقبل الانسان وادامة حركته والاحتفاظ بنشاطه في هذه الحياة هي الاحلام التي تكون كبيرة وبعيدة وعظيمة وقريبة من صناعة المستحيل ونوال المطلوب ، وهذا هو بالضبط شكل الاحلام الذي آمنت به رسل الله سبحانه وانبياءه على هذه الارض في بداية جميع احلامهم الاصلاحية الانسانية التي تبدأ دوما بفرد وتنتهي بصناعة أمة وخط ومنهج ودين وشريعة وحياة !.فالحلم دافع وخطة وأمل ومشروع وقدر ومستقبل .... أكثر منه حاضر ولحظة واستسلام وركون وسكون ونهاية !.والحلم بحث وحلّ وحركة وشيئ وقوّة وانتاج .... بعكس العجز والموت والتخثر والركود والمللّ !.فالانسان الحالم انسان حيّ بلاريب في ذالك ، بعكس الانسان الواقعي فهو انسان ميّت وواصل للنهاية بلا ادنى شكّ في هذه النتيجة ؟.وحلم كحلم رؤية يوم ليس فيه (( حالة )) اسرائيل في وطننا العربي والاسلامي ، من اعظم الاحلام التي تجدّد النشاط وتدفع للحركة وتعطي الامل ، ولاتغلق الابواب في وجه القدر ، ولاتلغي الامكانية في صياغة الحياة مرّة اخرى ومن جديد !.وهذا بعكس واقعية القبول بحالة اسرائيل في الوجود ، فهي واقعية تنهي الحكاية وتقفل الرواية ، وتسدل الستار على أمل الانسان بموت حلم من الاحلام الكبيرة في هذا الزمان !.انه مجرد حلم !!. وفي زمن الديمقراطية لم يوضع قانون بعدُ يجرّم الاحلام على نائميها ، وان كان هذا الزمن لايقبل ان يكون للانسان اي حلم يجدد له الذاكرة ويوقظ فيه الامال وينعش له حياته بالشجاعة والحرية !.لكن ماهي قصة حلم حالة زوال اسرائيل ، في مقابل واقعية وجودها الكابوسي في منطقتنا العربية والاسلامية ؟.بمعنى آخر لماذا نسمي نحن أسرائيل (( حالة )) شبيهة بحالة العارض المرضي ، بينما يرى الواقعيون ان أسرائيل وجود قائم وشاخص موجود وعلامة مميزة في هذا العالم ؟.اننا نرى ان أسرائيل حالة وليس وجودا اصيلا بسبب ان احلامنا لاتبنى على مناقضة الاصيل في الوجود ، كأحلام الانبياء والرسل بالتمام عندما كانت احلامهم ترى الواقع الانساني القائم حالة مرضية لااساس لها من الاصالة شيئ ، وبالأمكان رمي حلم الحق على باطل الواقع فيدمغه فاذا هو زاهق ، فكانت لاحلامهم معنى ، ومن منطلق هذه الاحلام الرسالية كانت لاحلام الرسل والانبياء صفة المشاريع والامال والمخططات والمستقبلية والقدر ..... وأمكانية التحقق ، وكذالك هي احلامنا ترى في أسرائيل حالة لم تزل لاتملك الاصالة في الوجود ، ولو كانت أسرائيل وجودا أصيلا في منطقتنا العربية والاسلامية ، لما توجهت احلامنا لازالة حالتها من الوجود ، ولما كانت لاحلامنا صفة الامال البعيدة والاحلام الكبيرة ، ولاكتفت بأن ترى أسرائيل مجرد شبح على افق الطريق !.لكن عندما تمثل لنا اسرائيل واقع لايملك من الاصالة الوجودية اي رصيد يذكر ، عندها تكون احلامنا مشروعة بازالة حالة الباطل الطارئة على جسم الحق ، فتقذف احلامنا بروح الحق اشباح الباطل فتدمغها فاذا هي زاهقة !.ان اول ماتفيض به احلامنا علينا من قيمة عظيمة بفضل الله سبحانه وتعالى : هي ان تعلمنا كيف ننظر للاشياء الموجوده في هذا العالم ولكن بشكل مختلف في قوانينه وحركته ، فعالم الاحلام من اسراره العظيمة انه العالم المختلف الذي لاتقيده قوانين عالم الواقعية الانسانية المحدود الحركة ، فالانسان في واقع الحياة لايستطيع التحليق في السماء عاليا بلا اسباب ، بينما في عالم الاحلام يستطيع الانسان ان يحلق بانسيابية غاية في الابداع وهو ينتقل من مكان الى زمان بلمح بالبصر وبلا اجنحة !.وهكذا مع قوانين الواقعية وقوانين الاحلام ، فبينما من الصعب رؤية عالم عربي واسلامي خالي من أسرائيل الصهيونية ، نرى في عالم وقوانين الاحلام ان عالما بعربه ومسلميه خال من اسرائيل هو الامر الطبيعي في هذا العالم الشفاف ، بل هو العالم المحكوم بقوانين احلام الواقعية باعتبار ان قوانين عالم الاحلام من صفاته رفع الحالات العرضية التي تطرأ على الوجود الانساني من خلال غشّ قوانين الواقعية الوجودية الانسانية المباشرة لتكون الحياة في عالم الاحلام اكثر صدقا من عالم الواقعية الثقيل الظلال الكثير المناظر المشهورة بالسراب !.انه مجرد حلم ، ومجرد صراع طبيعي بين عالم وقوانين الاحلام وعالم وقوانين الطبيعة ؟!.أما لمن الغلبة ومن هو المنتصر في نهاية الموضوع عالم وقوانين الاحلام ام عالم وقوانين الواقعية ؟.فهو السؤال الذي دائما يعتمد على معادلة سؤال : من هو الاقوى بعالمه وقوانينه الحلم ام الواقعية ؟.هل الاقوى الامل والتطلع والبحث والانتظار والسعي والحركة والقدر والثورة على ماهو موجود ... في الاحلام ؟.أم الترهل والجمود والسكون والنهاية والاستسلام والرضا .... في الواقعية ؟.مرّة سولت ليّ نفسي حلما عجيبا يشرح المستقبل في كيفية أزالة حالة اسرائيل من الوجود ، فرأيت في الرؤية حلما : (( كأن غربانا سوداء طائرة من بغداد ومن دمشق ومن مكة ومنخراسان ومن القاهرة ومن بيروت ... نحو فلسطين التي يسكنها الكثير من الجراد الاخضر ، وعندما رأى الجراد سواد السماء من الشرق والشمال والجنوب مقبلة عليه ، بدأ بالتقافز باتجاه الغرب وهو يحمل حقائبه وقليل من الطعام بين اسنانه ، وماهي الا سويعات حتى فرغت فلسطين تماما من جميع الجراد الاخضر ، لتبدأ الارض بالنبات من جديد وينموالزرع ويخرج الزيتون من بين الصخور ، وبعد لحظات وقبل وصول الغربان السوداء الى ارض فلسطين ، يتحول سواد السماء الى غيوم ماطرة انزلت قطرات المطر لتغسل الارض من بقايا الجراد )) ؟!.فأولت الغربان السوداء عندما استيقضت في فجر يوم جديد : بانها صواريخ تطلق نحو الاحتلال .وأولت تقافز الجراد الاخضر : قرار الصهاينة بالسفر من ارض الموت العربية الفلسطينية الى مقر سكناهم القديمة في الغرب !.وأولت : الطعام في فم الجراد الاخضر ، هو نهب مااستطاع اليهودي نهبه من فلسطين في زمن هروبه منها !.وأولت : انبّات الارض وتحول سواد السماء الى مطر ، بانه الخير الذي سيعم منطقتنا بعد الانتهاء من حالة اسرائيل الصهيونية !.انه مجرد حلم يتصارع مع الواقعية ، وكم من فئة قليلة غلبت كثيرة بأذن الله .اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha