المقالات

مجالس المالكي و مخاطرها

1439 22:46:00 2008-11-11

( بقلم : محسن عبد علي دهش )

يبدو أن السيد المالكي ماضٍ في خطته الرامية لتشكيل مجالس إسناد عشائرية لحزبه حزب الدعوة ، رغم المخاطر التي من شأنها أن تترتب على عملية خلط السياسي الحزبي بالمؤسسة الأمنية أو بعبارة أدق إقحام الحزبية بالمؤسسات الأمنية عن طريق مجالس الإسناد هذا من جانب و من جانب آخر التأسيس لقضية استغلال المنصب من قبل المسؤول الأول في الحكومة لأغراض ضيقة تتعلق بحزبه و رفع شعبيته بهذه الطريقة التي فيها الكثير من المخاطرة . وهو ما يعد ضربة توجه في صميم العملية الديمقراطية حيث أن استغلال المنصب الحكومي لأغراض حزبية أمر لا يسوغ في النظم الديمقراطية لما ينطوي عليه من ظلم و إجحاف بل و السير تدريجيا نحو العودة للدكتاتورية و لكن بصورة مقنعة و غير مباشرة .

لقد خصص السيد المالكي جزء من موارد الدولة لا سيما مخصصات رئاسة الوزراء لإنشاء مجالس الإسناد و شراء ذمم بعض شيوخ العشائر الذين كانوا ينتظرون مثل هذه الفرصة التي اعتادوا عليها في زمن النظام الصدامي البائد و أغلب هؤلاء ممن تشربوا بروح التملق و خدمة النظام مقابل المال و الجاه و الأبهة . إن إنشاء هذه المجالس لا يمكن أن يكون للغايات و الأهداف التي يعلنها رئيس الوزراء و حاشيته فالملف الأمني في المحافظات التي جرى و يجري فتح مكاتب الإسناد العشائري فيها كانت ذات يوم أحوج ما تكون لفعاليات من هذا النوع و لكن لم يقم بها رئيس الوزراء فيما نرى أنه بعد استقرار الأوضاع بشكل تام في بعض المدن و شبه تام في مدن أخرى يأتي قرار تشكيل هذه المجالس و متزامنا مع بدء الحملات الانتخابية للأحزاب التي ستتنافس على مقاعد مجالس المحافظات بعد قرابة أحد عشر أسبوعا من الآن ! ليس من شك لدى أي مراقب أن هذه المجالس إنما وجدت لغرض واحد هو محاولة زيادة شعبية حزب الدعوة جناح نوري المالكي و هي فكرة تفتقت في ذهن المالكي و مستشاريه من الحزب بعد نجاح صولة الفرسان و كأن هذا النجاح حققه حزب الدعوة لنفسه و بنفسه فقط و لم تكن حصيلة توحد المواقف من قبل الأحزاب الأخرى لا سيما المؤثرة في المناطق التي يجري الآن فتح مكاتب الإسناد فيها ! إضافة إلى تعاون المواطنين للخلاص من عصابات جيش المهدي و غيرها .

لقد دعمت أحزاب و جهات عديدة صولة الفرسان في البصرة و الصولات التي تبعتها و دفعت في سبيل ذلك ثمنا غير يسير حيث تعرض بعض كوادرها للتصفية و الاغتيالات من قبل المليشيات الخارجة عن القانون كذلك وجت لها التهم على خلفية بعض الانتهاكات التي قامت بها عناصر من الجيش في مناطق معينة . و قد روجت المليشيات و الجهات الساندة و الداعمة لها أن أحزاب معينة كالمجلس الأعلى هو من يقف وراء تلك العمليات العسكرية و يبدو أن هذا الترويج كان لغرض وضع خط رجعة لحزب المالكي كي يعيد تحالفاته السابقة مع تلك الجهات و بالفعل فإن ما يحدث مؤخرا من مغازلة للصدريين يبرهن على حقيقة ما يحاول البعض إخفاءه .

إن استغلال منصب حكومي و توظيف المال العام لأغراض و أهداف حزبية أمر مخز و مفجع و لا سيما أن صاحب المنصب يصدع رأسنا ليل نهار بالشعارات الديمقراطية و الحرص على عدم تسييس الأجهزة الأمنية و يبدي نفسه و كأنه قديس المرحلة الديمقراطية في حين يوجه لها ضربة موجعة بسن سنة سيئة هي أن من حق صاحب المنصب الأول في الحكومة تسخير طاقات الدولة لأجل حزبه !!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو هاني الشمري
2008-11-16
لا ادري لماذا هذا التحامل الكبير من الاخ كاتب المقال على السيد نوري المالكي حتى ان من يقرأمقاله يظن بأنه يتآمر على العراق لاجل مصلحته الخاصة وحزبه. اتق الله ياأخي وتأكد بأن المالكي رغم محنة العراق يعمل لك وللعراق لا لحزب الدعوة. والعشائر هي المحور الاساسي في القضاء على بؤر الارهاب لانها الاقرب والاقدر على تشخيص اماكنها من مخابرات الشهواني وقوات البولاني وخطوة المالكي اكثر ذكاء للاسراع بالقضاء على تلك العصابات. فلا تكن بوقا مجانيا للحاقدين على العراق الذين لايريدون رؤيته معافى.
الدكتور شريف العراقي
2008-11-14
على أحزاب آل البيت الدينية والعلمانية التكاتف ضد العدو المشترك الذي يتربص بكم والذي حكم البلاد قبل 2003.
زيد
2008-11-13
سيدي الكاتب حياك الله لماذا هذا التهجم على السيد المالكي ؟ اتعتبره نصرا للوطن و للمذهب ؟ هل ان الحكومة مؤلفة من حزب الدعوة فقط ؟ و الجواب كلا .... اذن لماذا هذا التهجم و على العكس فان هذه المجالس ستقلص على الاقل البطالة و ستؤدي الى دعم قوة الدولة و لا يمكنها عمل شئ سوى تثبيت القانون لنجاح الامن في جميع العراق ... اتق الله في السيد المالكي لان الهجمة ضده شرسة من الامريكان و الكرد و البعثيين لان الشاعر يقول :وظلم ذوي القربى اشد مضاضة
محمد المنسي
2008-11-12
السيد محسن المحترم ..نحن نعيب على البعثيين وغيرهم اتيانهم بالاخبار والتعليقات حسب ما يروه هم ويتصورونه..فلا نمشي على ما مشى عليه الاخرون...فلا يستحق السيد المالكي كل هذا التهجم منك وان كنت حسن النيه ..فهو الشخصيه الالتي يمكن ان يرى للعراق من خلالها امل لمستقبل مشرق..فلا تنساق وراء اقاويل بعض الساسة الاكراد ممن ارتضو ان يساومو العراق ووحدته وعرضوه للامريكان لانشاء قواعد في كردستان في سباق اعتقد في قرارة نفسي انه مذل...وارجومنك ايضا يا سيد محسن ان ترى الانجازات التي حققها المالكي والتي سوف يحققه
محمد البديري
2008-11-12
يبدو ان السيد المالكي لم يحصل على الدعم الكافي من المرجعية الرشيدة فراح يحاول ان يجعل له مرجعية عشائرية تدعم حزبه في انتخابات المحافظات القادمة وهذا سيخلق لنا فتنة جديدة بعد الفتنة الطائفية والقومية وهذا هو الواضح في مدينتنا الديوانية التي بدأ جميع الناس يدركون و يتحدثون ان المالكي يقدم الاموال الطائلة من خزينة الدولة والتي هي اموال الشعب الى بعض شيوخ العشائر ليشتري ذممهم في الانتخابات
ابو علي البغدادي
2008-11-12
مجالس الاسناد احدثت شرخا كبيرا في عشائرنا الاصيلة حيث في كل منطقة يراد عدد معين وتصرف رواتب لهم بالتالي كثير من شيوخ العشائر الذين لم تشملهم هذه الرواتب يتسائلون عن سبب عدم شمولهم فلذا كان من المفروض عدم وجود هذه المجالس لما احدثته من انقسام وعدم رضا وحقد لدى كثير من الشيوخ والوجهاء وهم لم يتم اختيارهم لان من اختار اولئك كان حسب نظام (خالتي وبت خالتي والغريبة افظالتي) وانا والله مستغرب لماذا تسيس العشائر وهي نظام تحكمه التقاليد ومطيع للمرجعية وهذا هو ماتخشاه الدعوه لانها لاتقر عمليا بالمرجعية
قلم رصاص
2008-11-12
سيدي كاتب المقال,مهما كان توجهك او تخندقك فبالنتيجة أنا واثق كل الثقه أنك عراقي ووطني وتعشق العراق ولكنك أخي الكريم وبنظره ثاقبه وسريعه على ما أوردت نرى أنك تجاوزت على بعض شيوخ العشائر المحسبوين علينا عرقا ومذهبا ومواطنة,وشبهت خطوات السيد المالكي وممارساته بخطوات المجرم المقبور نزيل الحفره ,لانجعل لخلافاتنا الفكريه او الحزبيه منفذا ينفذ منه الذين يتصيدون في الماء العكر ولنحترم شخص رئيسنا وتأريخه النضالي وحماسه الوطني,كلنا بدريون وكلنا دعوه وكلنا أبناء للصدرين وللسيد السيستاني,لأننا عراقيين للموت
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك