المقالات

اعتقال الحقوق

1019 14:27:00 2008-11-08

( بقلم : محمد المرهون (القطيف) )

من يتابع الساحة المحلية يلحظ بشكل جلي العمق الذي تتحلى به بعض الشخصيات الحقوقية من آراء ورؤى متقدمة في قضايا الحقوق، تتجاوز في فهمها الأطر المحلية والإقليمية إلى الأطر الأممية والدولية بكل ما تحمل مسألة الحقوق من حس إنساني، إلا أن هذه الشخصيات بهذا الفهم المتقدم لا تروق للأطراف الأمنية التابعة للحكومات القمعية والاستبدادية، بحكم تضرر مصالحها من تفتيح عيون الشعب المهضوم على أدنى الحقوق الطبيعية.إن أدنى عمل يمكن أن تقوم به الحكومات الظالمة تجاه هذه الشخصيات هو محاولة إخراسها أو اعتقالها وزجها في سجون القهر والكبت من اجل قطع صوتها عن الناس وحرمانها من توجيهاتهم ورؤاهم. وهذا العمل في حقيقته ظلمٌ آخر يمارس على الناس في مصادرة من يمثل أصواتهم وأفكارهم، وكبت للكلمة التي أفصحت عن مكنوناتهم، وسحق للكرامة والمشاعر الدينية التي تتنمي له هذه الشخصيات، إذ لا تكتفي السلطات بمصادرة الحقوق وإنما بتجريمها باتهام أصحابها أو المطالبين بها.وإن ما يمارس الآن من تجاوز على العلماء والمثقفين الإسلاميين الشيعة في السعودية إنما يمثل تجاوز على الطائفة في العالم بشكل عام- والتي تمثل ثقلاً كبيراً في العالم الإسلامية لا يُتجاوز لأهميته وفاعليته - من جهة وعلى كبت سياسي وطائفية دينية في داخل بلدهم بشكل خاص.إن اعتقال سماحة العلامة الشيخ نمر باقر النمر من قبل السلطات السعودية لعدة مرات – وآخرها وبشكل خبيث من داخل مبنى محافظة القطيف قبل أشهر- يُعد تعدّي سافر على المقدسات التي تمثلها العمامة، الهدف منه إخراس الصوت الذي يندد بهضم الحقوق ويطالب بإعادتها وفتح المجال لها، وهو أمر مرفوض من عامة المجتمع والطائفة، لأن الشيخ نمر إنما كان يطالب بالحق، ولم يكن تحركه من اجل منصب أو وجاهة وإنما من اجل أن تُعاد الحقوق لأصحابها، ومن اجل أن يمارس الناس حياتهم ودينهم بحرية أكبر.كما أن الضغط والإكراه الذي مورس ضد سماحة الحجة الشيخ توفيق العامر بالإحساء – مدينة الهفوف- من قبل السلطة هناك في شأن شعيرة دينية، لم تسفر إلا عن وجه الاستبداد المستشري في كيان الدولة.وآخرها اعتقال أحد الشخصيات المثقفة والأدبية والناشطة، وهو الأستاذ فريد النمر- من مدينة العوامية- من على جسر الملك فهد (السعودية-البحرين) قبل أيام وهو قادم مع أهله يثبت ويرسخ الصورة النمطية لسياسة التخويف والتخوين الحكومي.إن هكذا سياسة تمارس ضد الناس لهي سياسة خرقاء ومشوهة، إذ أن هذه السياسة تريد أن تلغي حقوق الشعب في التنعم بحريته وكرامته ودينه، في حين أن الله قد ضمنها لهم في الحياة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك