المقالات

الحبل والبعثي وعقدة الملالي

1151 13:40:00 2008-11-08

( بقلم : حامد جعفر )

في ليلة شديدة الظلام, اختفى قمرها وانتشرت نجومها وكواكبها المتلآلئة, حتى اذا نظرت اليها رايتها متقاربة وكانها تتدافع بالمناكب. كان يدور بيننا حوار حول الكوميديا في الافلام والمسلسلات العربية وكيف تراجعت حتى اصبحت في الحضيض بعد مجد وعز وكانها غني فقد ماله وعياله ولم يبق له الا طربوش قديم يحرص على الاحتفاظ به ليلبسه بالمناسبات للتذكير بغناه الغابر .

ولما كان الشيء بالشيء يذكر, فقد ذكرني هذا الحديث بشيخ الكوميديا الفرنسية رحمه الله وقد نسيت اسمه, ولقد شاهدت له مع فريقه من الممثلين افلاما كانت تقلب احزاني افراحا وعبوسي ضحكا يشتد احيانا حتى تكاد انفاسي ان تنقطع وامسك بقلبي لاهديء من خفقانه ..... في احدى افلامه كان يقوم بدور جندي احمق طبعا, وذات يوم جاء دوره في حراسة باب المعسكر وقال له القائد محذرا : كن يقظا ولاتسمح لاي كان بدخول المعسكر الا اذا كان يعرف كلمة السر والا فقم باسره او اطلاق النار عليه فقال للقائد : وماهي كلمة السر ياسيدي ؟؟ فحدثه القائد بحذر وقال : حبل ... فحمل بندقيته وراح يحرس بوابة المعسكر , ولم يطل به الامر حتى جاء عدد من الرجال لايعرفهم واقتربوا منه فصاح بهم محذرا فقالوا له: نحن اصدقاء جئنا لمقابلة القائد.. فما كان منه الا ان قال لهم صائحا : وهل تعرفون كلمة السر التي هي حبل ... فبهتوا قليلا ثم قالوا له مستدركين: طبعا انها حبل .. فبش في وجوههم وفتح لهم الباب وقال لهم ادخلوا امنين ....!!!!

ولما كان الشيء بالشيء يذكر فان كلمة حبل ذكرتني بقصة والي بغداد في ايام العثمانيين الذي امر بالقضاء على الكلاب السائبة وقضى باستخدام طريقة غريبة في القضاء عليها وذلك بان تحاصر الكلاب ثم يحاولون صيدها بواسطة الحبال كمثل افلام الكاوبوي عندما يصيد راعي البقر الامريكي ثورا هاربا او حصانا بريا ... ثم يسحل الكلب وينقل الى مقبرة اليهود ويربط هناك.. ولست ادري ماذا بعد ذلك, فهل كان يترك ذلك الكلب المسكين حتى يموت جوعا وعطشا ام انهم كانوا يقتلونه هناك؟؟ ويقال والعهدة على الراوي ان الاطفال في ازقة بغداد في تلك الايام كانوا اذا شاهدوا كلبا صاحوا : حبل.. حبل .. فما ان يسمع الكلب هذه الكلمة حتى يقشعر بدنه ويهرب كالصاروخ وهو يعوي خوفا ورعبا .

ولما كان الشيء بالشيء يذكر, فقد ذكرني خوف الكلب من كلمة حبل بخوف البعثي من كلمة ملالي .. ولما كان اكثر القياديين البعثيين السابقين اميين تفريبا, فقد يكون خوفهم من كلمة ملا انهم واكثرهم قرويون من العوجة, قد انتظموا بالكتاب في طفولتهم, ولسوء خلقهم وكثرة غيابهم وشدة غبائهم كانوا يعاقبون بالفلقة حتى تزرق اقدامهم القذرة.ولذلك اصبحت كلمة الملالي تشكل للبعثي عقدة نفسية تحتاج لعالم عظيم مثل سيغموند فرويد ومنتجع نفسي خاص لتخفيف اثرها عليهم ... ومن المعروف ان صداما كان يعالج نفسيا على يد كبار الاطباء عراقيين واجانب .. ولما استفحل العداء بين العراق وايران واشتعلت الحرب ارتعب البعثيون وتخيلوا رجال الدين في ايران كالملالي الذين كانوا يسومونهم سوء العذاب والتحقير .. فاطلقوا عليهم كلمة الملالي ... ونحن نعلم ان رجل الدين شيء والملا شيء اخر لايتشابهان .

واليوم صرنا نعرف البعثي ابو النعلجة من ذكره لهذه الكلمة فما يذكر رجل الدين الا وقال الملالي لان ذلك صار عادة وعبادة للبعثي الخبيث المهزوم في الوقت الحاضر .... وها هم على قناة المستقلة وقد سقطت عنهم ورقة التوت, من امثال البعثي الخائب المرتزق سرمد عبد الكريم المقيم في الدنمارك, واعلنوا انهم بعثيون ويحلمون بعودة جرذان البعث الذين يسمونهم مقاومة الى سدة الحكم ثانية ... ونحن نقول لهم كما قالت ام كلثوم : عايزنا نرجع زي زمان ... قل للزمان ارجع يا زمان .

حامد جعفر صوت الحرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك