المقالات

ما أدراك ما كربلاء الحسين!

1742 15:12:00 2008-11-06

( بقلم : طالب عباس الظاهر )

بقعة ارض شرفها الله سبحانه ، بل أراد لها أن تكون مقدسة منذ الأزل بمقتضى مشيئته العليا ومكنون علمه بالأشياء ، وليس بإنشاءات البشر الرخيصة مهما عظمت ، فأودع بها عميق أسرار الخلق ، وواسع حدود رحمته فيها ، منذ الانطلاقة الأولى لركب المسيرة البشرية على هذي الأرض، وتحرك جحافل الزمان بهبوط أبانا آدم عليه السلام ؛ وابتداء حضارة خليفة الله وهو الإنسان .

ارض طيبة معطاء لم تنقل لنا المصادر؛ إن هناك بقعة سواها تعرج إلى السماء وتصير جزءاً من الجنة إلاها ، وقد قال عنها خاتم الأنبياء والمرسلين وأكمل الخلق أجمعين: " ترعة من ترع الجنة " إنها أرض كربلاء إذن بترابها وماؤها وهواؤها.كربلاء الإباء. كربلاء الوفاء والمحبة. كربلاء الخير والأمن والسلام

إنها كربلاء الخلاص من ربقة أهواء وشهوات هذي الحياة الفانية ، والأرض الطاهر المطهرة بدم الحسين الخالد ، الشهيد ، المظلوم ، المهتضم ، ودماء أهل بيته وأصحابه ، لذا ازدادت بنهضته الإلهية المباركة قداسةً ، فأزاحت عن وجهها غبار الأزمان ، وانتشلها دمه المقدس من فجوات التاريخ ، لتكون أكثر هيبة، وأكثر بريقاً، وأكثر نظرة ، ولكي يتوجها كأميرة أزلية خالدة على مدن الأرض وبقاعها قاطبة ، فلا يدانيها بهذا الشرف الرفيع شرف آخر ، ولن يطال مجدها ورفعتها الإلهين ، المتطاولون على مرّ التاريخ وتعاقب الحقب ؛ فتتقزم جوار مهابتها هامات كل الأباطرة والسلاطين والملوك ، وتتهاوى أمام رفعتها العروش، ويفر من سطوعها كل الجبابرة والطغاة والظلمة ، كونها مدينة للنور ، وقدرها أن تكون توأم للشمس ابدآ ، ومحبوبة مقدسة تسكن حدقات العيون المؤمنة ، وشغاف القلوب الوالهة بحرارة العشق الحسيني الأصيل .

إذاً فقدر أن تكون مقدسة، وقدر أن يتخضب ثراها بقدس دمه ، والدماء الطاهرة لصحبه ، وقدر أن تتشرف بضم جسم الحسين وأجسام أهل بيته ، فتودع أجسادهم الشريفة طي ترابها المقدس ، وقدر أن تصير مسرحاً لأضخم صراع شهدته وستشهده البشرية إلى يوم الدين، وقدر كذلك أن تكون حاضرة جرح السماء !.في كل شبر من أرضها، وفي كل ذرة من ترابها المقدس؛ هنالك سرُ وهناك غاية، ولو قدر لها النطق لحكت للأجيال والقرون؛ ألف ألف قصة مجد سطرها بحروف دمه ودمعه وعرقه هذا الإنسان . فهاهنا كانت خيام معسكر أبي عبد الله وأهل بيته وأصحابه ، شاهد يشمخ بعظمته على مرّ الأيام ، وعلى هام تلك التلَة وقفت الحوراء زينب تنادي أخيها الحسين وترقب سير المعركة ، فتتلقى بصبرها من سقط ومن ينتظر ، وتعض على الجرح بكبرياء ، خجل الزمان من تهاويه بين يديها ، وهي شامخة كالطود الأشم ، تلقنه درس الإباء والعظمة! .

وهناك على ضفاف نهر العلقمي هوى القمر؛ ليضيء دروب الإنسانية بالوفاء مقطوع اليدين ؛ فلم يكتف بما قدم من شجاعة وشهامة وإقدام ، وهو يكشف غبرتهم عن وجه المشرعة ؛ فجاد للجود بكفيه! .وعلى مرمى البصر قام الحر من رقدته الأبدية بشموخ ، معصوب الجبين بأنامل الحسين المقدسة ، لتنحني له الأجيال احتراماً ويطأطئ رأسه الموت له إجلالا وهو مرفوع الرأس نحو السماء .أخيراً.. فماذا يسعنا أن نقول لمن لا يدرك حقيقة شأن كربلاء وقداستها ، ويحاول أن يحجب بصره عن رؤية هذه الملايين الزاحفة صوبها ، والمتكاثرة أبداً على مرّ الأيام وبصيرته

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الياسري
2008-11-06
اذن ياسيدي من اجل هذا يحق لنا ان نفتخر بكربلاء المقدسة000 نفتخر وبلا غرور00 نفتخر لانها معزة الهية00 في بطولاتها 00 وقدسيتها000 ولاننسى ابدا000 ان هذا العصر وحسب رأيي هو من احسن الفرص لدينا لخدمة كربلاء وقدسيتها000 وما حشود الزائرين من الخارج الادليل على نهوض الثورة الحسينية من جديد00 بفضل الله سبحانة وتعالى00 اذن اليوم نحن مطالبون وبالخصوص المسؤؤلين في كربلاء ببذل الجهود لخدمة مدينة ابا الاحرار00 وجعل المدينة جوهرة العراق المقدسة00 وهذا شرف لكل من يدعي شرف خدمة المدينة المقدسة 000
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك