( بقلم : علاء الموسوي )
بدأ السباق التنافسي المستعر لانتخابات مجالس المحافظات يزداد يوما بعد اخر، في خضم الديمقراطية الوليدة في العراق الجديد، والتي افرزت الكثير من المظاهر السياسية المنسجمة مع حجم المشروع التغييري بعد التاسع من نيسان. ففي الوقت الذي كنا نأمل ان يستثمر هذا المناخ الديمقراطي (الوحيد في المنطقة) بشكل يتلاءم والامال المعلقة عليه من قبل الشعب، الا ان الشعارات والهتافات الرنانة من قبل المتلونين في كل حدب وصوب، اخذت تنحى بهذا التغيير الى باحة التزويق والتنميق فقط للمنجزات الوهمية والفارهة.
والظاهر ان هؤلاء الحرباويين يؤمنون حق اليقين بنظرية (اكذب حتى يصدقك الناس)، فتراهم يخترعون الكذبة ويروجون لها بشتى الوسائل المتاحة لهم، حتى وان كانت على حساب مصداقية الجهة التي ينتمون اليها. المتابع لهوية بعض القوائم المرشحة لانتخابات مجالس المحافظات يلمس تلك الظاهرة (الحرباوية) لاصحاب تلك القوائم، حيث تجد الاسلامي (سابقا) ينسلخ من اسلاميته ليعلن اليوم عن علمانيته المفاجأة... وتجد من كان يلتحف في الامس بعباءة المرجعية، يتبرىء اليوم من تلك المرجعية التي حفظت كيانه بين الشعب، عبر تصويبها الشرعي في حلحلة اعقد الازمات طيلة السنوات الخمس الماضية. من يزايد اليوم في الانتخابات على حساب المعتقد والدين والوطن، سيفاجىء بما يمتلكه الشعب من وعي واصرار في الحفاظ على اعز ما يمتلكه من ثوابت ومقدسات لايمكن التفريط بها يوم من الايام، وتحت اي مسمى كان. ما يشاع اليوم من تيارات اصلاحية وتجديدية وعلمانية..... الى غيرها من المسميات والعناوين، لايمكن لها ان تخبىء معادن المنتمين لها، بل ستكشف للعيان والتاريخ حقيقة اولئك المتزلفون عن مواثيقهم ووعودهم التي اطلقوها في فترة من فترات تسنمهم للحكم، وما تسببوا به من مآس والام للشعب، جراء استبدادهم واحتكارهم للرأي والمشورة.
اعتقد ان الاصابع البنفسجية وليدة التغيير الحقيقي في العراق الجديد، لن تسمح باعتلاء اولئك (الحرباويين) مناصب في الادارة والمسؤولية مرة اخرى، فهي تدرك الحقيقة بعينها، وقد لمست من خلال متابعتها لادنى القضايا التي مرت بها العملية السياسية، من هم المسؤولون الحقيقيون عن كل ما مر به العراق من تلكوء في الاعمار والامن والامان، وهي تعلم حق اليقين، ان المكون السياسي الثابت على معتقده ومذهبه الفكري المرتبط بجذور تأريخية ووطنية صادقة، هو الرابح الوحيد في ذلك المضمار الذي جمع بمناخه الديمقراطي، الصالح والطالح بمسمى واحد وبوعاء مختلف في المضمون والمحتوى.
https://telegram.me/buratha