بقلم : سامي جواد كاظم
طرف جاءها بالتنديد واخر لا يعلم ماذا يريد وكثر اللغط حولها ولو تتبعنا الخلاف لنجده يصب في محورين حصانة الجندي الامريكي وقواعد القوات الامريكية ومدة بقائها . والطرف الاخر المهم الذي يعتبر المحور فيها هو سماحة السيد السيستاني المرجع الاعلى في النجف الاشرف ، ومن هذه التجاذبات استجدت لنا مواقف وظهرت لنا عواصف ومالت نحوها عواطف والمحصلة النهائية ( هبياض ) .لنناقش المحورين اللذين دائما يثار حولها الحديث والتنديد وهما الحصانة والقواعد الامريكية .
هل يعلم من يرفض الحصانة ان الجندي الامريكي يتمتع بالحصانة عالميا اينما وجد ففي قطر او السعودية او الكويت او عمان او المانيا او اليابان وغيرها من بقاع العالم التي توجد فيها قواعد امريكية حيث لا يخضع الجندي الامريكي للمحاسبة من قبل اي دولة الا دولته ، واعلموا ان امريكا لم توقع على معاهدة العدل الدولية والتي بموجبها يستدعى كل من يعترف بهذه المحكمة الى المحاكمة اذا ما اقتضت الضرورة الا الجندي الامريكي.كما وان الجندي الامريكي منذ سقوط الصنم الى اليوم هو يتمتع بالحصانة ولا احد يستطيع محاسبته ، فهل هذه نقطة حقا تستوجب الجدل والنقاش ؟
واما البقاء الامريكي والقواعد الامريكية فان مدة بقائها يكون اسوة ببقية المعاهدات الامنية التي وقعتها امريكا مع من دخلت حرب من اجل تحرير شعوبها منها المانيا وفرنسا مثلا وهذا التحرير وسيلة لغاية اكبر وهي المصالح الامريكية ، فمسالة بقاء القوات الامريكية امر محسوم ولكن الى متى هنا النقاش ، واذا ربط بقائها مع تاهيل القوات العراقية فان هذا التاهيل يستوجب ردحا من الزمن والذي احدى مقوماته التسليح الحديث وهذا لا يتم الا بعلم الادارة الامريكية والتي ترفض اي اتفاق تسليح قد يكون افضل من التسليح الاسرائيلي .
واما مسالة دول الجوار وخوفها من وجود القوات الامريكية بجنبها فهذا حقها والمقصود ايران فقط بهذا الامر وانا بدوري اسال ايران هل كان لامريكا قواعد في الدول المجاورة عندما فكرت باحتلال العراق قطعا كلا وان القواعد الموجودة في المنطقة كانت غير كافية لعمل عسكري بهذا الحجم وقد جاءت الحشود العسكرية الامريكية من المانيا والاراضي الامريكية وبقية اصقاع العالم متجهة نحو الخليج وعابرة قناة السويس واحتلت العراق فان هذا سيحصل ان فكرت بعمل عسكري اتجاه ايران سواء كان لها قواعد في العراق ام لم يكن ، ولا اعلم هل تجهل ايران ان لامريكا قواعد عسكرية في افغانستان المجاورة لها ؟والذي يفكر بالانجلاء التام للقوات الامريكية فانا اذكر فقط ولعل الكل يعلم علاقة امريكا بكوبا الى اي مدى سيئة ولعلكم تعرفون معتقل غوانتنامو فهل تعلمون انه معتقل تابع للقوات الامريكية ومكانه على الاراضي الكوبية ، ليس لغز ولكن واقع .واما باقي بنود الاتفاقية فان كل الرافضين لها يجهلونها ولاعلم لهم الا الفقرتين اعلاه ولو سالتهم عن البديل فلا اجابة .
هنا استوقفني احد خطباء المنابر يطلب من المالكي رفض الاتفاقية وان الله والشعب معه وانا اذكر هذا الخطيب فهل الله عز وجل يتخلى عن محمد (ص) وهل المسلمون يتخلون عن رسول الله ومع العدة والعدد نجد ان رسول الله وافق على طلبات قريش في صلح الحديبية فهل هذا يعني والعياذ بالله خذلان ، وهل خسارة رسول الله معركة احد يعني تخلي الله عز وجل عنه ؟ الافضل لهذا الخطيب ان يدرس الاتفاقية من كل جوانبها .
هنا اعود لازيد علم الذين لا يعلمون الا الحصانة والقواعد الامريكية ان لامريكا معاهدة ( صوفا ) على غرار هذه المعاهدة التي من المزمع عقدها مع العراق لها معاهدة مع كوريا الجنوبية مثلا عام 1966 هل تعلمون كم صفحة هذه المعاهدة انها 150 صفحة، فضلا عن تضمنّها 30 مرفقا ، فهل كانت فقط الحصانة والبقاء ؟ واخر معاهدة عقدتها امريكا كانت مع تيمور الشرقية بثلاث صفحات مع العلم ان تيمور لم تستعن بالقوات الامريكية كما هو الحال مع العراق .اياكم ان تعتقدون انا اقول بالرضوخ لامريكا ولكن اقول استوعبوا المعاهدة جيدا ونددوا شريطة ان تقترحوا ، واذا ما عرضت المعاهدة على البرلمان فانها ستكون عرضة للمهاترات السياسية بين البرلمانيين ولا نصل الى نتيجة .
اهم مسالة ان الطرف العراقي هو الحكومة العراقية ذات الاغلبية الشيعية والتي لها تاريخ بالرفض ايام الاحتلال الانكليزي للعراق بداية القرن العشرين وجاء غيره وقع بدلا عنه وقطف الثمار .وطالما انا ذكرنا الشيعة فلابد من ذكر موقف السيد السيستاني الذي يلجم الافواه ويقطع كلام المتقولين . فقد اكدت كل الاخبار والبيانات والتصريحات الخاصة بالسيد انه يؤكد على السيادة العراقية ( فارسي يؤكد على السيادة ) ومن هنا جاءت المشورة البريطانية لامريكا ( العاجزة في كثير من الاحيان والمستعينة بالخبرة الانكليزية في المواقف الحرجة ) هذه المشورة هو ارسال وسطاء من السياسيين الشيعة الذين على علاقة مع السيد السيستاني وتم لهم ذلك وجاء التاكيد السيستاني على سيادة العراق .
هذا الرجل صمته مدوي كلامه فصل رايه حكمة والسامع مخير ويبقى الترقب الامريكي لصمت السيد السيستاني .واما من يقول الافضل ابرامها الان او بعد الانتخابات الامريكة فهذا الامر لا يؤثر على المحصلة النهائية للاتفاقية واما التهويلات والوعيد الامريكي في حالة المماطلة او الرفض فانه امر شائن بحق امريكا وان هذا الاسلوب وان كان صفتها الا انه لا يعد في صالحها ولكن الاهم ان هذا الوعيد هل له مقومات على الاراضي العراقية ؟ نعم له مقومات فهل تعلمون في العراق اكثر من مئة شركة امنية مرافقة للقوات الامريكة بطريقة غير قانونية ، اضافة الى العصابات التي تعمل في العراق بامرتها وترتكب الجرائم بل ارتكبت الكثير من الجرائم بحق الشعب العراقي ، وقد قال عنها اكثر من مسؤول بانها خلايا ارهابية نائمة .اكشفوا الاوراق الامريكية واجعلوها صديقة وجنبوا الشعب العراقي الماسي فالذي فيه يكفيه .
https://telegram.me/buratha