( بقلم : د.سناء الحربي )
في لقاء أجراه الزاملي مع نفسه عن طريق صديقه خضير طاهر جاء رد الفعل الذي كنتُ قد انتظرته و توقعته .. الحق إنني لم أكن أتوقعه بهذه السرعة و بكل هذه المباشرة الصارخة . فبعد إعلان الزاملي عن كونه مجرد هاوٍ و لا يخفى أن هذا يجري عكس ما كتبه عنه بعض أصدقائه الذين رشحوه لمناصب و مهام ، و ما قاله الرجل عن نفسه في لقاء مع موقع قطائف الالكتروني عام 2003 أقول بعد ذلك الإعلان الذي أراد به الزاملي التبرؤ من المقالات الهابطة و البعيدة عن معنى كونها مقالات بل مجرد هذيان و هلوسة و خواطر لمجموعة من المتعلمين الصغار الذي ينتظرهم مجهود كبير و طريق طويل لمجرد معرفة معنى مقالة أدبية ، و كيفية كتابتها باللغة العربية – بالطبع ثمة استثناءات ولا شك – جاء هذا اللقاء الذي وضعه في صدر صفحته السياسية و لندرك أولا أن وضعه في الصفحة السياسية له معناه بالنسبة للزاملي . اللقاء كان "تحشيشة " متكلفة من قبل الرجلين ، فهي محض حوار عن البطيخ و الرقي و الدعابل .. يقول خضير طاهر أنه أراد مع الزاملي أن يكون اللقاء ( كرد فعل على ما ينشر من لقاءات مع الكتاب والأدباء والسياسيين ... وما تحمله هذه اللقاءات من جعير وزعيق وتمشدقات وإدعاءات وتمسح بالمصطلحات وتمنطق واستعراض عضلات ثقافية مدفوعة بمرض حب الظهور الذي يسببه الشعور بالنقص ) ..
الحق إن الأمر ليس كذلك بالمطلق ، إنما كان ردة فعل زاملية تجاه الإفاقة المتأخرة على النقص الحقيقي ثقافة و أخلاقا و وعيا له و لشلّته فأراد جبر ذلك بهذه الطريقة الصبيانية التي لا تخفى على المتابع اللبيب . يحق لي شيء من الغبطة لكوني استطعت دفع أياد الزاملي و جماعته إلى هذا المستوى من الافتضاح و الهلوسة و تحقير الذات .. يحق لي ذلك دون حرج من قولها فقد لاغوا و هذوا طويلا بسبي و شتمي و التعرض إلى ما لا يحسن بإنسان سويّ يحترم نفسه و يحترم من حوله الولوج و التقصي إلى تلك الأعماق النتنة عن كل فضلات اللغة السوقية و كل ما يخطر في ذهن شياطين الكلام البذيء .. أما السطور الأخيرة التي ساقها خضير طاهر لتبرير تلك الهذرمة فهي لا تستحق المناقشة لولا أن ذلك من حق القارئ الكريم للتوضيح ليس إلا .. إذ لا أدري هل إن خضيرا و أيادا يريدان أن تكون حوارات و لقاءات المثقفين و السياسيين على هذا النحو ليمكن إلحاقها بكتابات كتابات و كي تساوقها و تناغمها في السوقية و السطحية و الابتذال و الكلام الفارغ الذي يعد مضيعة لوقت القارئ ؟ إنه تأكيد على شعور داخلي واضح بالعدمية الثقافية و النقص المرير عن مجاراة الآخرين من المثقفين الحقيقيين و السياسيين الذين أغلبهم و لسنا هنا في معرض مدحهم إنما و الحق يقال ذووا مقدرة و فذاذة على التعبير عن آرائهم و بألسنة ذربة و تسلسل للأفكار و مقدرة على طرح المواقف .. و من المناسب ألا يفهم القارئ من أننا في معرض التعميم فلاشك ثمة من لديه قصور يشبه قصور الزاملي و جوقته .. لكن المؤلم بالنسبة لهم هو إن القسم الأول ممن يمتلكون مهارة الحديث و ثقافة واسعة تتبدى واضحة في لقاءاتهم و حواراتهم هم من يناصبهم الزاملي و ملحقاته من تلك الكائنات العداء اللدود لأن أهدافهم ليست سواء و غاياتهم تتقابل تقابل الوطنية و اللاوطنية الصدق و الكذب الإخلاص و الخيانة . لقد تجلى أياد الزاملي مصطنعا و ليس مألوفا ، و متكلفا و ليس عفويا ، و هذا يناقض تماما ما ادعاه خضير طاهر من سبب للقاء و دافع لذلك الهذيان الطفو لي الغبي .. أما قضية الجعير وزعيق وتمشدقات وإدعاءات وتمسح بالمصطلحات .. الخ فليراجع خضير كتاباته و كتابات زملائه في موقعهم ليتسنى قبول ما يقوله ليبرر ما لا يقبل التبرير و يحتج لما ليس له حجة ..
إن هذا اللقاء هو محاولة غير واعية من الزاملي لإقناع الذات بنمط الكتابات التي ينشرها و نوعيتها التي لا حظ لأصحابها على الأعم الأغلب في قليل أو كثير من الوعي الثقافي و الإدراك و النظر الحصيف فضلا عن الافتقار المزمن لأبسط أدوات الكتابة و التعبير . على سبيل المثال ثمة مقالة نشرت في نفس الموقع و الوقت للمدعو سلام صالح ردا على مقالتي المعنونة بـ " فصاحة آية الله مقتدى الصدر " التي لم تكن إلا ردا على ادعاءات راسم المرواني و لهذا وضعت رابط مقالة الأخير الذي يخيل لمن يقرأ ما كتبه أن مقتدى هو سيبويه العصر و أفقه علماء الأرض ، بالطبع لدينا حساسية من هذا الكيل لأطنان المديح لشخص لا يحسن حتى الحديث باللغة العامية فكيف إذا ما لعب الشيطان في قلبه و خرج علينا بادعاء أنه آية الله العظمى ؟ ماذا سيكتب المرواني و حجي سلام و غيرهم من أتباع ؟ أؤكد أن تلك المقالة أردت من خلالها فضح زيف ادعاءات راسم المرواني ليس أكثر و لبيان أن مقتدى ما زال يحبو في الصفوف الأولى لطلب العلم الشرعي و مادام في عمر كهذا ولا يزال في مرحلة الحبو فلا يعني الأمر سوى أن قطار تحوّله إلى آية قد فات .. مقالة حجي سلام لم يناقش فيها السقطات النحوية المخجلة لمقتدى الصدر بل انتقدنا على أمور استشفها من تلقاء نفسه وراح يحاسبني عليها رغم أنني لم أتطرق إليها و لم ينس كيل الشتائم و الاتهامات لكل من يعارض مقتدى و أتباعه و حاول أن يوظف كل مفردات قواميس الهستيرية الزاملية بدءا من عنوان فضائحي للمقالة و حتى ختمها بألفاظ و عبارات أقل ما يقال أنها اختلاقات أدمنها كل من يشعر بالنقص و الضعة و اللامسؤولية .. أعترف أنني عاجزة عن استيعاب و تصديق أن الموت و الخراب و الدكتاتورية و الاحتلال و الفساد و الانحراف الخلقي و التمزق و الصراعات .. الخ كلها بسبب المجلس الإسلامي الأعلى .. ! لأن ما كنا نقف عليه في العراق و ما زال كما يخبرنا القريب و البعيد العدو و الصديق ليس صادرا من جهة واحدة و لا دليل على هذه التهم و التقولات .. بل أن أحزابا و جهات على رأسها التيار الصدري هو المسؤول عن جزء كبير مما يحدث و الدليل واضح للعميان ، فبعد سحق جيش المهدي هدأت الأوضاع فدلونا و أفتونا يا أولي العقول كيف هدأت الأوضاع و استقرت بعد هذا التغيير .. بعد أن فرضت الدولة سيطرتها و نفوذها و كبحت نفوذ و سطوة المليشيات ؟؟؟
من كان يخرب و يدمر و ينحرف و يبذر الشقاق و الصراع .. من يساند القانون و يسعى لبناء الدولة و إن خالفته أنت أو أنا سياسيا أم من لا يعرف غير لغة البطش و التصفية و القتل و الخروج في الشوارع كالمجانين لأتفه الأسباب ؟ فإن قيل وما بال الفساد الإداري و سوء الخدمات و قلة مظاهر الإعمار و غيرها ؟ فأنا سائلة بدوري ألم تكن محافظة ميسان بيد مطلقة للصدريين يا حجي سلام فماذا فعلوا بها ؟؟ سلوا أهلها و حسب .. و بالتالي فلا يعني الأمر إلا أن ثمة أزمة عامة لا يمكن مهما خالفنا أحدا بل و لو كنا حاقدين كارهين له أن نحمّله مسؤولية كل ما يحدث من ألف الاحتلال إلى ياء الفساد الإداري لا أدري هل تستحق كائنات و أشياء الزاملي عناء الكتابة لمحاولة كشف الحقيقة و إقناعهم بشمس النهار أنها مشرقة ؟ هل تستحق هذه الأشياء التافهة العمياء جهد كتابة مقالة و نشرها ؟
https://telegram.me/buratha