المقالات

غريب الفتاوى الوهابية والازهرية

2656 13:16:00 2008-09-07

بقلم : سامي جواد كاظم

الفتوى تعتبر سلاح خطير اذا ما اشهرت بوجه المعادين للاسلام واستخدمت بالشكل الصحيح ولكن عندما تكون عبثية تصبح عبث على الاسلام وسلاح بيد المعادي . قد يتراكم الغبار على فتاوى قديمة سلبية تضحك الثكلى عليها لا نص شرعي يسندها وتعد في طي النسيان الا ان العناصر الهدامة وادواتها تبحث عن هكذا فتاوى فتزيل التراب من عليها وتظهرها ثانية لغرض الاستهزاء بالاسلام .

اضف الى ذلك هنالك مشايخ اسلامية تبتكر فتاوى تعد المهزلة بعينها والتي تضاف على سابقتها فيصبح لدى الغرب كم هائل من هكذا فتاوى تستخدم ضد الاسلام بدلا من ان تنهض بالاسلام . ومع هذه الفتاوى هنالك فتاوى حقا احدثت زوبعة في العالم الغير اسلامي فيحاول وصفها اعداء الاسلام بالسلبية من غير تبرير ادعائهم .

وفي مقال سابق لي تحدثت عن مجلة امريكية ( فورين بوليسي ) تبحث عن كل ما هو غريب ومؤثر على السياسة الامريكية سلبا او ايجابا وتعد دراسة ونتائج لهذه الدراسة فكانت جولتها هذه المرة في سوق الفتاوى الاسلامية وما استجد من خزعبلات تروي لها ظمأ الشماتة والاستهزاء بالمسلمين بفضل مشايخ الوهابية ومن حذا حذوهم من الازهرية . كانت حصة المجلة من هذه الفتاوي واحدة قديمة وثلاثة حديثة ودمجت فتوى للخميني قديمة اعدتها من الفتاوى الخطيرة وهي الخاصة بسلمان رشدي .

ولنبتدأ بالفتاوى الوهابية والازهرية منها مثلا فتوى رضاعة الكبير لرئيس قسم الحديث السابق لجامع الازهر السيد عزت عطية ، حيث ان الموظفة العاملة في غرفة واحدة مع موظف يحق لها ان ترضعه خمس رضعات ليكن ابنها بالرضاعة وعندها يزال الحرج والحرمة والخلوة الغير شرعية بينهما ، هذا ما افتى به الشيخ الازهري ، وتسببت الفتوى في موجة غضب عارمة اجتاحت العالم الاسلامي، مما أدى الى قيام جامعة الأزهر بوقف عطية عن العمل واحالته إلى مجلس تأديب، ثم قررت عزله من منصبه كرئيس لقسم الحديث بكلية أصول الدين، وابقائه على المعاش، معتبرة أن تلك الفتوى توجب العزل من الوظيفة لأنها سببت بلبلة في العالم العربي والاسلامي وعلى المستوى العالمي، إلى جانب كونها اهانة للاسلام بعد أن أصبحت مصدرا للنكات والتشنيع على الدين، كما صارت وسيلة لبعض الشباب لمعاكسة البنات وجرح حيائهن وفق ما نقلته صحيفة الأهرام المصرية في 17-9-2007، ولا اعلم لماذا لم يرفضوا موطأ مالك مثلا الذي افتى بهذه الاهانة ويحيلونه على المعاش ؟!!

الفتوى الجديدة التي ما انزل الله بها من سلطان والتي لا مبرر لاصدارها واذا كان هنالك مبرر فهو اثارة سخط العالم على الاسلام وهذه الفتوى للشيخ رشاد حسن خليل العميد السابق لكلية الشريعة بجامعة الأزهر، هي اذا تعرى الزوجان اثناء ممارستهما العلاقات الزوجية تعد الزوجة طالق ، بالله عليكم أي منطق يقبل هكذا فتوى لا موجب لذكرها ولا نص يسندها ومن هو السائل ولماذا الاجابة ؟

اما الفتوى الاخرى تخيلوا العناء الذي تتحمله هذه المجلة من اجل اصطياد غرائب الفتاوى الاسلامية للتشهير بها فقد عثرت على فتوى في احدى قرى الباكستان تحرم على ابنائها اللقاح ضد شلل الاطفال خشية من كذب العاملين على التلقيح واعطاء الاطفال غير مادة التلقيح مدعين انها تنشر العقم بين ابناء القبيلة ، وان كان هذا غير مستبعد على الغرب ولكن كان لابد من التاكد قبل اصدار الفتوى

لو اردنا مناقشة تلك الفتاوى الغبية ومدى تاثيرها على المفتي والملتزم بها والاسلام عموما يمكن لنا ان نجد فيها اكثر من ثغرة تستحق الانتقاد والاشمئزاز ولكن عندما تجعل هذه المجلة فتوى الخميني من ضمن هذه الفتاوى والتي افتى بها قبل اكثر من عشرين عام تظهر مدى تاثيرها وفاعليتها ولكن لماذا المجلة ترفضها ؟ لا لشيء لانها تنظر أي المجلة بازدواجية الى المتعلق بالاسلام وتجعله تحت بند الحرية ولا تنظر الى فلم الاغواء الاخير للمسيح الذي عرضته احدى دور السينما الاوربية تظهر العلاقات الجنسية للمسيح عليه السلام بماريا والذي اثيرت مظاهرات واحتجاجات وحرقت دار السينما وسقط ضحايا بسبب ذلك وجاء امر المنع الذي اصدرته المحاكم الاوربية لهذا الفلم هنا لا احد يتطرق الى الحرية ؟ ولكن عندما يتهجم اقذر مخلوق على اشرف مخلوق وانبل كتاب تصبح الحرية حاضرة . وحتى تعلم ولو انها تعلم ان الشيعة الامامية لا تحوي مثل هكذا خزعبلات افتائية تصدر ممن يقال عنهم مشايخ اسلامية فانا اوفر العناء على هذه المجلة واذكر لها غريب الفتاوى حتى تعلم ان هنالك اسلام حقيقي يرفض كل من يتهجم على الاسلام باسم الاسلام .

هذه الفتوى من الجزائر للشيخ علي فركوس الملقب ابو عبد المعز يقول هذا الشيخ في فتواه يحرم اكل الزلابية هذه الحلوى التي لها حضور في رمضان فاستهجن المسلمون في الجزائر هذه الفتوى ورفضوا الامتثال لها مع انتقاد الصحف لهذه الفتوى مما دفعه إلى إصدار فتوى "تحلل أكلها" يوم 4-9-2008، حيث جاء في فتوى منشورة تحت رقم 934 في صنف فتاوى الأطعمة والأشربة، قول الشيخ " فاعلم أنَّ (الزلابية) كغيرهَا من الحلْوى مَعْدُودَةٌ من الطيِّبَات يَتَغَذَّى بها الجسْم كسائرِ الأطْعمةِ التي يكونُ لها أثرٌ طيِّبٌ على قِوامِ بدنِ الإنسانِ، والأَصْلُ فِيهَا الحلُّوالفتوى الاخرى الغريبة التي افتى بها هي " فتوى جواز تقديم الرشوة من الملتحي الذي يريد إصدار جواز سفر بلحية إذا رفضت الإدارة استخراج هذه الوثيقة، وبحسب الصحيفة الجزائرية ، فإن الشيخ فركوس أفتى بجواز نزع اللحية من الصورة بواسطة جهاز سكانر تجنبا للوقوع في المحظور.

فتوى اخرى تتحدث عن جواز التبرك ببول الرسول لمفتي مصر علي جمعة  بعد هذه الفتاوى كم سيعتقد المشايخ الذين اصدورهكذا فتاوى مدة وقوفهم بين يد الله عز وجل للمسائلة ، ومن افتى بغير علم فليتبوء مقعدا في النار

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ali
2008-09-08
حبيبي لاتستغرب من المجلة فهنالك فرق بين نسخها لان رئيس تحرير النسخة العربية هو اعرابي اسمة نعيم موسى
Mahmoud Al-shimmary
2008-09-08
ياأستاذ سامي أنا في مشكلة عويصه ولا أعلم كيف أتصل بالأزهر لأستتفتيهم في قضية أحد جيراني فهو أصلع ! وسؤالي هل يجوز أن أكلمه أم لا ؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك