بقلم : سامي جواد كاظم
في الاوضاع المستقرة تجد دين وديدن الدول التدخل احدهم بشؤون الاخر ويكون حجم التدخلات بين الدول المتجاورة اوسع واسهل من المتباعدة ، ولا اريد سرد الامثلة على تدخل دول كثيرة في شؤون بعضها البعض ولكن لنبقى بالشان العراقي فقط . قبل السقوط وايام الطاغية هل يستطيع احد ان ينكر تدخل العراق في شؤون دول الجوار الستة دون استثناء ؟الجواب كلا فالعراق مشهود له التدخل السافر بكل شؤون الدول المجاورة سرا وعلانية .
وفي الطرف الاخر فان بقية الدول المجاورة هي الاخرى كلها تدخلت في شؤون العراق ايام النظام السابق .والان وبوضعية العراق هذا والاهتزازت المتكررة لدول الشرق الاوسط والتدخل الاجنبي العلني وبناء القواعد الامريكية وتسهيل مكوثها من قبل الدول العربية المجاورة والاقليمية اصبحت اللعبة الطاغية على الساحة العراقية هي تدخل هذه الول في الشان العراقي . كما لا يمكننا انكار تدخل صدام في شؤون الدول المجاورة لا يمكننا انكار تدخل الدول المجاورة في الشان العراقي . المهم هو حجم التدخل ومدى تاثيره والادلة عليه لاثباته ؟
ولاختصر الحديث فان التدخل السعودي بات واضحا وارهابييهم في العراق مع التصريحات الرعناء التي تصدر من حكومتهم بين الفينة والاخرى هي دليل على التدخل السعودي والسوري من خلال تصدير الارهاب والاردني من خلال ايجاد مرتع لازلام النظام السابق مع ( المقاومة الشريفة ) في عمان ومنحهم ملاذ امن يمارسون ارهابهم بحق الشعب العراقي ، والكويت كذلك من خلال التجارة وسلب النفط وتامين منافذ لبيع النفط المسروق واما تركيا فتدخلها بات علني بعد الهجمات العسكرية على شمال العراق مع الاتهامات الكردية المتكررة في تدخلها بالشأن العراقي الكركوكي .ايران هذا البلد الذي اثير اللغط حوله هل يمكن له ان يتدخل في الشان العراقي في مثل هكذا ظرف ؟ نعم يتدخل وتدخل والظروف الراهنة والعلاقات الامريكية الايرانية كفيلة بجعل ايران تتدخل في الشان العراقي . المهم هو حجم التدخل ومجاله .
اغلب الاخبار التي تتحدث عن التدخل الايراني مصدرها الادارة الامريكية من جانب والدول العربية المجاورة والغير مجاورة من جانب اخر والتي لا تتمتع بعلاقات طيبة مع ايران ولو تفحصنا في هذه التدخلات المعلن عنها نجدها اما مضخمة او كاذبة . ومن الطبيعي مثل هكذا اخبار كاذبة تنطلق اقلام الذين لا يتفقون والمذهب الايراني فتبدأ بسرد اكاذيب لايمكن لها ان تثبت بل حتى ان بيت العنكبوت اصلب منها .
وفي مقال نشرته جريدة الشرق الاوسط السعودية بقلم المستشار المستقيل ولاسباب شخصية يعتقدها هو انها خافية على الغير انه وفيق السامرائي ، ونقول عفا الله عما سلف ولكن هذا الذي سلف جاء من فراغ ام من افكار تاصلت وتجذرت في عقل السامرائي ؟ قد تكون الاجابة عليه بين المد والجزر ولكن اذا ما نظرنا الى سيرته قبل وبعد السقوط يمكن لنا ان نحكم على ماهية هذا الرجل .
في مقاله الاخير الذي نشره في جريدة الشرق الاوسط ليوم الثلاثاء 26/8 تعرض الى التدخل الايراني في العراق ، وتثبيت التهم على الجانب الايراني هو نفس الاسلوب في تثبيت تهمه على الابرياء الذين كان يعتقلهم عندما كان رئيس لجهاز المخابرات الصدامية ، فالتدخل الايراني هو حقيقة موجودة ولكن ليس بالشكل الذي ادعاه السامرائي وهو يقول ان فيلق القدس هو فيلق الارهاب وان الاطلاعات لها دور في المحافظات الجنوبية ودور الحرس الثوري وما الى ذلك من كلام ، هذه الادعاءات هل تكلف مدعيها اذا كان لا يهتم للحقيقة عناء في سردها ولصقها بمن يشاء ؟ فانا استطيع ان اقول ان السامرائي له مليشية من ازلام النظام السابق وعناصر المخابرات التي كانت تعمل بمعيته وان له دور في تسريب معلومات الرئاسة من خلال منصبه مع الطالباني وما الى ذلك من اتهامات رخيصة .
والكلام في احاديته وغمط الحق بادي في مقاله المتهري والذي وجد له مرتع واي مرتع انها جريدة الشرق الاوسط المعروفة السر والسريرة يقول (وإذا كان المطلوب من العراقيين تعزيز إحباط مشاريع فيلق الإرهاب، فإن المطلوب من الدول العربية كثير على بساطته، وأول ما هو مطلوب فتح الأبواب أمام العراقيين لغرض السياحة والتجارة والعلاج، من دون النظر الى حرفي (الشين) و(السين)، ولو إنه غير منظور أساساً ) ، هل يستطيع ذكر مشاريع فيلق الارهاب بالادلة من غير سفاسف الكلام ؟ والنقطة الاهم انه يطالب العرب بالتعاون مع العراق ليس لانهم عرب بل لان التسهيلات الايرانية في هذه المجالات باتت واضحة فلابد للعرب العمل بالضد وانظروا لاخر عبارته الباطلة وهي (ولو انه غير منظور اساسا ) اي ان الطائفية في التعامل مع العراقيين غير منظورة في تعاملات الدول العربية ( الشقيقة ) تكذب على من ياسامرائي وتضحك مع من في كلامك المسموم هذا ؟والله انا لا ادافع عن الجانب الايراني ولكن هل يستطيعون مسك واظهار ادلة كالتي مثلا تظهر التدخل الارهابي السعودي . كل ادعاءات التدخل الايراني تبدأ من مقال في الصحف الامريكية او مسؤول امريكي او خبر في وسيلة اعلامية امريكية او تابعة لها ولو قلت لهم اين الادلة على ما تدعون ؟ سنجد اتهاماتهم الى السفارة الايرانية وقتصلياتهم من غير الادلة الثبوتية .
الانتقاد الذي تستحقه ايران هو تصريحات مسؤوليهم التي لا تتمتع بالدقة في الطرح والتي يترتب عليها التاويل السيء ولو جئنا للحقيقة فان تاويل هذه التصريحات للجانب السيء يتحمل وزره المسؤول الايراني فعندها عندما يقولون ان الغاية من التصريح كذا وكذا يكون الجانب الايراني هو الذي وضع نفسه في هذا المطب .وكذلك هنالك بعض المطلوبين للقضاء العراقي هربوا الى ايران وهروبهم هذا يعني ان هنالك من وفر لهم مكان امن ، هذه الحقائق لا يمكن انكارها لان الادلة موجودة لاثباتها .
https://telegram.me/buratha