( بقلم : عبد الكريم الحاج صالح الحيدري )
حالة الجزع والتذمر لدى المواطن العراقي لم ولن تنتهي من اداء وزارة الكهرباء طيلة السنوات الاخيرة من القرن الماضي وسنوات القرن الحالي قرن الرقي والتطور .. ليس التطور في بلادي انما في كل بلدان العالم ومنها البلدان التي كانت تدعى ببلدان العالم الثالث. ربما سابقا كانت الاعذار التي تساق حول تردي واقع الكهرباء فيها شيء من المعقولية من قبيل ان الوزراء والمدراء العامون لهذه الوزارة كانوا مفروضين وليسوا تكنوقراط، او ان البلد كان محاصرا... او انها أي الكهرباء كان قطعها سياسة يتعامل بها نظام صدام على اساس الثواب والعقاب، لكن اليوم نرى العكس تماما بواقع انفتاح العراق على كل بلدان العالم الا اسرائيل حاليا والحكومة ظاهرا تدعي العدالة والانصاف وخدمة الشعب وان وزرائها وخصوصا الطواقم القيادية لوزارة الكهرباء من التكنوقراط واصحاب العقول، كما ان الميزانية المالية انفجارية للدولة العراقية للعام 2008 حتى انها فاقت ميزانيات دول كبرى في العالم ومنها روسيا العظمى.
اعود الى الشعور المتنامي لدى الشارع العراقي من سوء اداء وزير الكهرباء، تظاهرة هنا في النجف وتظاهرة هناك في الناصرية... محافظ السماوة يطالب باحالة وزير الكهرباء الى القضاء ونائب محافظ النجف يطالبه بتحسين حصة المدينة من الطاقة... ولا يمكن تجاهل المطالبات المتكررة من اعضاء مجلس النواب ومنهم همام حمودي وجلال الدين الصغير لكريم وحيد بالاستقالة وترك الوزارة. وهنا دعونا نتسائل ما سر تمسك نوري المالكي بوزير كثر منتقدوه وخصومه؟ حتى اوشك ان يكون الشعب المتهافي ولربما كان باكمله ضد ادائه، وهل ان لرئيس الوزراء صلاحية لاقالة احد وزرائه ام ان صلاحياته فقط ارضاء الكتل السياسية وتعويض الوزارات بوزراء جدد وعلى مدى اكثر من ستة شهور؟
ان سر بقاء وزير الكهرباء بمنصبه برغم كل هذه المطالبات الشعبية والرسمية يكمن في ان اسياد البلد وهم الاميركان راضين كل الرضا عن كريم وحيد، حيث ان الاخير اقدم وقبل فترة قصيرة على رفع خطوط الطواريء عن كل الوزارات والدوائر الحكومية خارج المنطقة الخضراء الا عن فنادق الدرجة الممتازة ( المنصور – الميريديان – الرشيد – بابل .... ) والتي هي تحت الاشراف الاميركي المباشر وتشغلها حاليا افواج اجنبية من وفود وحمايات الشخصيات ( السيادية ) ومنهم وزير كهربائنا.
قبل ان نردد عبارة ان الانتخابات قادمة وان المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين، لابد من كلمة نوجهها الى المرجعيات الدينية التي جعلت الجماهير تخرج وتتحدى المخاطر لتوصل من هب ودب الى سدة الوزارة، اليس من واجبكم الامر بالمعروف والنهي كل النهي عن المنكر وكف الاذى عن هذا الشعب الجريح؟ الاجدر بكم ان توجهوا اصحاب القرار وترشدوهم بداية بالقول الحسن فان اهتدوا فتلك الغنيمة وان لم يهتدوا وللاسف هذا هو الحاصل الان فالاصلح ان تقفوا مع ظلامة الشعب ومحروميه ونامل ان تفقهوا معاناته كما تفقهون كتب الدين والمنطق... لان الانتخابات قادمة والشعب سيختار حياته.النجف الاشرف المحروسة بالله ورسوله واسده الغالب
https://telegram.me/buratha