( بقلم : سليم سوزه )
كانت لي نقاشات عديدة مع اصدقاء لي، بعضهم يخالفني الرأي، والآخر يؤيدني في كثير من الامور، وآخر كان يقف على الحياد مُتربّصاً الوقائع، الى مَن ستكون الغلبة والرجحان، ومَن هو الذي سيسبق حقائق الاحداث برأيه، وهل ستثبت الايام صحة وجهة نظره، ام ستأتي الرياح بما لا تشتهي سفن آرائه.الحق ان عدداً كبيراً من الاصدقاء كانوا يشعرون باليأس وعدم الارتياح لمستقبل العراق في ظل الواقع السياسي والامني المُضطرب جدا آنذاك، نتيجة الاحداث الطائفية الدامية التي شهدها البلد في الفترات الماضية، وكان بعضهم يردّد دوماً عبارة (اشلون راح تخلص والله ما نعرف تاليه).
نقطة نظامي هنا لهؤلاء الاعزاء، تكمن في تذكيرهم بالوضع الحالي وما وصلت اليه الامور بعد العمليات الشرسة التي قامت بها القوات الامنية العراقية ضد الفلول القاعدية والبؤر الميليشياوية التي حاولت بكل ما اوتيت به من قوة، هدم المجتمع العراقي وتخريب بنيته الديموغرافية من خلال عمليات التهجير والقتل المُتبادل.اليوم يشهد الوطن والحمدلله وبفضل ابناءه الخيّرين وضعاً مستقراً نسبياً يستطيع المواطن القيام باعماله الحياتية الطبيعية .. وانتصرت الحكومة العراقية على ارادة الشر والعنصرية الكامنة وراء اقنعة بعض السياسيين واتباعهم.
سأترك عودة المهجّرين، وانتصار خطة فرض القانون، ودحر الميليشيات، وافتتاح المسارح والسينمات والاماكن الترفيهية الاخرى، واغض النظر عن الاعراس والحفلات التي تجري حتى ساعات متأخرة في شوارع وازقة بغداد المختلفة .. لأذكر حالة واحدة تستحق الذكر والاشادة، اَلاَ وهو الحضور الغفير لجماهير الكرة العراقية الى ملعب الشعب الدولي خلال مباريات الدوري الممتاز لكرة القدم .. حيث حضر اكثر من 40 الف مُشجّع الى ملعب الشعب الدولي يوم الاربعاء الماضي في مبارة الزوراء ودهوك ضمن مباريات المربع الذهبي للدوري الممتاز. وهو امر لم يكن معتاداً طوال السنين الخمس الماضية، بحيث تجمّع عدد غفير من جماهير الكرة العراقية في ملعب الشعب وغادر في ساعات متأخرة الى منازلهم، دون ان يعبأوا بالحوادث الارهابية القليلة والواقعة هنا وهناك.
انا اكتب هذا المقال وعيني على الساعة التي قاربت عقاربها لتأذن بموعد مباراة القمة النهائية لنيل درع الدوري العراقي بين الزوراء واربيل، والتي ستقام عصر هذا اليوم الاحد 24 / 8 / 2008 وعلى الملعب ذاته. فرغم عروقي الكردية الجبلية التي تحنّ الى جبال الاجداد في الشمال الحبيب، الاّ ان قلبي وعقلي ووجداني مع الزوراء، الذي لم اشجّع نادياً غيره، مذ كنت عرفت لذة متابعة الكرة ومآسي نتائجها ولحد الآن. يا رب زورائية ان شاء الله.
https://telegram.me/buratha