( بقلم : كريم النوري )
ثمة فكرة عسكرية تصلح ان تكون سياسية أو اجتماعية وهي "ليس المهم ان تمسك الهدف او الارض ولكن الاهم ان تحافظ عليها". وما حصل من تطورات امنية ايجابية بعد صولة الفرسان وام الربيعين وبشائر السلام وبشائر الخير انعكس بشكل واضح على الواقع العراقي السياسي وفتح آفاقاً إيجابية ليس على مستوى الوضع المحلي بل على مستوى التفهم الاقليمي والدولي وبدد كل القناعات المهزوزة المعتمدة على اتهامات ومعلومات مضللة عن العراق الجديد.
ان اندحار العصابات الاجرامية في حرب ليست تقليدية بل حرب عصابات وشوارع لا يعني نهاية هذه العصابات الى الابد وقد تعود بمجرد وجود ثغرة امنية او استرخاء امني لانها كالفايروس المعدي الذي ينشط في الاجواء المظلمة والمريضة ويضمحل في المناخات السليمة التي تمتلك مناعة اقوى. وتأسيساً على هذا ينبغي ان تستنفر القوى الامنية كل جهودها وقدراتها ومعلوماتها الاستخبارية لتعزيز الوجود الامني في المناطق التي تم تحريرها من هيمنة واستهتار هذه العصابات.الحضور الامني الفاعل واستنفار قوانا الامنية وتطوير قدراتها وجاهزيتها سيكون مؤشراً على تعزيز ثقة المواطنين باجهزتهم ونهاية ابدية للعصابات الاجرامية.
وهذا التطور الامني وتعزيزه في المناطق التي كانت ساخنة او تحت سيطرة العصابات الخارجة عن القانون سيغلق الباب امام كل مزايدات ومتاجرات سياسية فيما يتعلق بكل اتفاقات امنية وما تتركه من سجال في الشارع العراقي ،وان أي تحول كبير في جاهزية قواتنا الامنية سيعجل بانهاء القوات الاجنبية في العراق.
واما الحديث عن مجالس اسناد او مراكز صحوات فهي في المناطق الساخنة وليست الآمنة والمستقرة امنياً فان انتفاءها في المناطق الآمنة بانتفاء مبرراتها واهميتها فلا مجال لاي خطوة اسنادية او صحوية يمكن ان تثير الشكوك وتكون بديلة عن القوات الامنية الرسمية.
https://telegram.me/buratha