بقلم :(علي الملا).
في عام 1993عندما اردت انجاز معاملة تسريحي من الخدمة العسكرية وبمعاملة اصولية من ( سوق مريدي) وصلت الى دائرة تجنيدي بالبريد العسكري طلب مني ضابط التجنيد جلب كتاب تأييد من الاعدادية الجوية في الحبانية تؤيد تسريحي وزودني بكتاب الى الاعدادية اعلاه , ولم اجد بدا من اللجوء الى الواسطة فاتصلت بأحد مساعدي قائد القوة الجوية آنذاك وكان عديل أخي وهو برتبة عميد طيار , وبعد ان شرحت له موقفي قال لي ان المسألة بسيطة وطلب مني انتظاره في الساعة الثامنة الا ربعا صباحا قرب مزاد الزهور , وجئت في الموعد المحدد ولم انتظر طويلا حتى جاءت سيارة مرسيدس عسكرية ووقفت بجانبي وفتح لي الباب مرافق العميد وصعدت الى جانبه وانطلقت بنا السيارة حتى دخلنا الى مبنى قيادة القوة الجوية في المنصور وصعدت مع العميد الى غرفته فقام بالاتصال بآمر الأعدادية الجوية وطلب منه ان يزودني بكتاب التاييد مباشرة وأرسل سيارته العسكرية معي الى الحبانية وحصلت على الكتاب بيسر كبير مع الأحترام والتقدير وعدت برفقة السائق الخاص الى القيادة ودخلت الى غرفة العميد الطيار وشكرته على مساعدته لي , وفي اثناء جلوسي معه دخل علينا رجل يرتدي (كفية وعقال) فقام مساعد قائد القوة الجوية لاستقباله وبعد الترحيب به سأله قائلا ً(شلون صارت شغلتك)؟ فأجابه (الحمد لله لقد تمت على خير لأنني ذهبت الى ابو عدي وقلت له يا أبو عدي هل تذكر ايام النضال السري في عهد عبد الكريم قاسم عندما كنا موظفين في دوائر الدولة وكانت تأتينا التعليمات من الحزب ان لا ننفذ أوامر الدولة وان نعمل عكس ما يطلب منا حتى نجعل نقمة الشعب تزداد على الحكومة لكي تتهيأ لنا الارضية لتحشيد الجماهير ضدها ) .
هنا اكتفي بالحديث عن تلك الجلسة لان مايهمني هو هذا المقطع الاخير الذي ذكرته من كلام الرجل (المناضل) لأن في هذه الكلمات تتضح صورة عمل البعثيين واسلوبهم والذي نراه جليا واضحا في هذه الأيام وكأن التاريخ يعيد نفسه والأحداث تتكرر والحكومة المنتخبة لم تحرك ساكنا وكأنها ليست على علم بما يفعله البعثيون في دوائر الدولة ويكادون ان ينجحوا في مخططهم الرامي الى اثارة غضب الجماهير وتأليبها على الحكومة من خلال تعطيل العمل بالقوانين التي تخدم المواطن وعرقلة المعاملات فكل بعثي يعمل من موقعه وكأن ( النضال السري ) عاد من جديد ونخشى ما نخشاه ان يقطف البعثيون ثمار هذا النضال بنسخته الثانية كما قطفوا ثمار نضالهم بنسخته الأولى واذا كانت الدولة غافلة او متغافلة أو مستغفلة فأن (الشعب) لا يحمي المغفلين .
https://telegram.me/buratha