( بقلم : جميل الحسن )
تذكرني الرسالة الاخيرة التي طالب فيها مقتدى الصدر العراقيين بالبيعة للامام المهدي بالدم بالرسائل التي كان يتلقاها كل يوم من شلة المنافقين والطبالين والمتملقين والتي كانت ترضي غرور الطاغية المقبور ,حين ترسل له مثل هذه الخطابات التي تعلن له فيها عن ولائها التام واخلاصها عبر تجديد البيعة له بالدم .ثم لماذا يؤكد مقتدى على تضمين البيعة للدم ؟الم تكفي تلك السنوات الاربعين التي سبقت وتلت سقوط نظام الطاغية المقبور صدام والتي نزف فيها العراقيون من الدماء ما يعادل ما سفكه هولاكو اثناء غزوه لبغداد وهذه اللغة الدموية التي تحدث بها مقتدى في رسالته كأن الدم هو عنوان حضاري اراد مقتدى ان يوصله الى الجميع في الوقت الذي زاد من النفور منه ,
ثم انه ما علاقة الامام الحجة (ع)ببيعة الدم التي يطالب بها مقتدى واذا كان المقصود بها التاكيد على الولاء والطاعة فهل الطاعة والولاء بحسب مفهوم مقتدى تقاس وتختبر عن طريق الدماء .لقد كرس مقتدى في رسالته نزعته الدموية والتي هي امتداد لسلوك مرحلي امتاز به عن جدارة من خلال الحروب التي خاضها لتدمير العراق وشعبه واثارة الازمات في البلاد وتحريضه على اعمال الارهاب والعنف ودعواته المستمرة لاتباعه بحمل السلاح لاخراج المحتل ليس بالطرق السلمية او الطرق الاخرى المعروفة بل عن طريق الارهاب والعنف من خلال مهاجمة القواعد الامريكية التي تتواجد في وسط الاحياء السكنية وقراره بجواز ضربها حتى وان ادى الى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين او تهدم الدور السكنية على اصحابها نتيجة لاطلاق الصواريخ عليها . كما ان اعلانه الاخير بتشكيل مجاميع خاصة تتولى امر اخراج المحتل ولكن على طريقة مقتدى الخاصة التي تقوم على ارتكاب المجازر بحق المواطنين العراقيين الابرياء بذريعة مهاجمة المحتل ,حيث يصر مقتدى وبعناد على تجاهل حقيقة واضحة ومهمة تتمثل بوجود حكومة وطنية منتخبة في البلاد وهي وحدها من يحق لها النظر بموضوع الاجنبي في البلاد وتقدير مصلحة البلاد بعيدا عن وصاية اي احد اخر .
ان استخدام موضوع الامام المهدي من قبل مقتدى ومحاولة تمرير رسالة دموية اخرى عن طريقه انما تكشف في الواقع عن وجود رغبة كبيرة لدييه لتقمص الزعامة في البلاد والهيمنة عليها وفق نهج اقصائي طالما اعتاد مقتدى واتباعه على القيام به من خلال قتل المعارضين للتيار الصدري وملاحقة ومطاردة المواطنين الذين يرفضون التعامل مع التيار وجيش المهدي او يقدمون على انتقاد تصرفاته ,فضلا عن احكام السيطرة على عدد من المناطق والمحافظات واغلاقها لحسابه بالكامل ومنع اية جهة اخرى حتى وان كانت الدولة من العمل بها اواقامة اي من المشاريع العمرانية فيها مما جعل هذه المناطق من اكثر المناطق تخلفا وبؤسا في الواقع .رسالة مقتدى الاخيرة لم تكن مفاجئة ولم تحمل اي جديد باستثناء تاكيد النزعة الدموية لديه ورغبته في سفك المزيد من الدم العراقي .
https://telegram.me/buratha