( بقلم : شوقي العيسى )
ربما يكون اليأس العربي من أن العراق قد خرج من بودقة الحرب الارهابية الموجهة ضده ، وربما يكون الوهن قد اصابهم لعدم ادامة الحرب الاهلية، وربما يكون التسابق نحو الحصاد الأكبر والغنيمة العظمى ، وربما كل هذا وذاك يصب في دائرة العربان في الآخرة والأولى.لا يخفى على الجميع من أن الزيارات الأخيرة للحكام العرب قد بدأت تضع خطاها نحو مرحلة التجسير بين العراق وبين الدول العربية بعد أن بحت أصوات المسؤولين العراقيين من الدعوات للدول العربية للقدوم والتمثيل الدبلوماسي داخل العراقي ، وربما كانت زيارة ملك الأردن الى العراق أحد المصاديق التي تؤكد المصالح العربية في العراق بعد أن كانت دعوات ملك الأردن والتحذير من تكوين هلال شيعي في المنطقة قد تجاوز كل تلك التصورات السياسية والرؤيا الحتمية التي أنطلقوا منها.
لقد كانت ساحة الضيافة مدينة بغداد التي لا شك قد يتجرعوها الحكام العرب كتجرع كأس المنية عندما تطأ أقدامهم أرض العراق بعد رحيل صدام عنها ، لا شك ولا ريب أنها المصلحة الكبرى وانها الغنيمة التي لا بعدها غنيمة أن نفط العراق الذي يباع بأبخس الأثمان على الدول العربية التي تقايض العراق بكل شيء.
ولم تكن زيارة السنيورة والحريري إلا لأجل المصالح اللبنانية داخل العراق ولأجل السبب الذي جاء بملك الأردن جاء بفؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني الذي قال" ان الحكومة العراقية اعربت عن استعدادها تزويد لبنان بالنفط باسعار تفضيلية" واضاف انه "لمس وجود استعداد حقيقي" من رئيس الوزراء العراقي لاعطاء لبنان معاملة تفضيلة في اسعار النفط". ولم تكن زيارة النائب سعد الحريري للعراق زعيم تيار المستقبل إلا لأجل المصالح التي وجدت في العراق خصوصاً وأن العراق فتح ذراعيه لكافة المستثمرين العرب لأجل فائدتهم والاستفادة منهم ولكن الغريب في الأمر أنها "الزيارة" استقبلت من قبل الجانب العراقي بحفاوة وتكريم فقد استقبله رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان وهذا ما سنوضحه ادناه .
اذن فهو نفط العراق وخيرات العراق والاستثمار فيه ، بعد أن كانت غالبية الدول العربية تقف موقف المتفرج على العراق والعراقي بالذات وهو يذبح بسكين العرب ،فكم من انتحاري من الدول العربية فجر نفسه في احد الاسواق العراقية؟؟؟؟ ، وكم من بهيمة مفخخة تم تفجيرها داخل مساجد ومراقد العراق؟؟؟؟ ، وكم كانت مناشدات الحكومة العراقية للدول العربية بتوقف تدفق ما يسمونهم بالمقاتلين العرب؟
فكانت المحطة الأخيرة هي الزيارات النفطية للعراق من قبل حكام الدول العربية الذين انطلقوا لتلبية مصالحهم قبل تلبية النداء العربي الذين يتباكون عليه عندما دخل العراق مرحلة الاحتلال الامريكي واصبح كل منهم المدافع عن مصلحة العراق والعراقيين وماهم بكذلك وانما خوفاً من سرقة مصالحهم النفطية والخدمية على حدٍ سواء ، فأصبح التسابق يقاد الى العراق ناسين ومتناسين تلك القطيعة التي أحيطت بالعراق فأصبح كاليتيم الضائع.
الغريب بالأمر أن الحكومة العراقية قد ارتسمت على محياها البسمة والسرور لتعاقب تلك الزيارات العربية للعراق الذي نعزوه الى أمور مهمة أولها : أن الحكومة العراقية غير متأكدة بأنها تحكم مقدرات العراق وهي تنال الاعتراف بها من قبل الزيارات التي قام بها الحكام العرب.
ثانيهما: كسب ود الدول العربية كافة باعتبار أن حكماء الدول العربية جلهم من السنة وأن الحكومة العراقية بقيادة شيعية ما يعطي فكرة لرؤساء الدول العربية بحتمية المصالحة الوطنية في العراق التي دعا اليها رئيس الوزراء العراقي .
ثالثهما: كسب ود القيادات السنية داخل العراق باعتبار أن أغلب الدعم العربي هو من قيادات سنية وهذا ما يجعل العملية السياسية تسير على خطىً حثيثة.
ولكن الذي غفلت عنه الحكومة العراقية هو الشعب العراقي الذي ذاق الامرّين واكتوى بنار الارهاب القادم من الحدود العربية والمعتقلات والسجون العراقية تشهد بذلك ، كل ذلك سوف يجعل الحكومة العراقية بدائرة ضيقة يحكم عليها بدائرة المصالح القيادية وحب السلطة على حساب الابرياء.
وكان على الحكومة العراقية الموقرة فتح آفاق المصالح والزيارات المشتركة مع شعبها العراقي وتقوية أواصر ودعائم وبنية الشعب مع الحكومة قبل فتحها امام العرب ، على أقل التقادير لفترة زمنية معينة أقلها خمس سنوات بعمر الارهاب الذي واجهه ويواجهه يومياً أبناء دجلة والفرات
https://telegram.me/buratha