( بقلم : د. منى البغدادي )
من غرابة الامور ان فينا من يحاول تأسيس الهامشيات وتهميش الاساسيات وتحويل الوسائل الى غايات والغايات الى وسائل وهكذا ندور حول حلقة مفرغة ونبقى كمن يتناقش ليلاً ونهاراً البيضة من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة دون ثمرة عملية تترتب على هذه القضية.
كنا نتوسل بالحكومة والاحزاب السياسية الحاكمة بضرورة تشكيل مجالس اسناد عشائرية او لجان شعبية في مناطق الفرات الاوسط وكانت الحكومة ترفض ذلك بشدة بحجة تكريس الاقتتال الداخلي بينما لم يكن للحكومة اية سيطرة على الشارع الفراتي الاوسطي بحيث كانت تتلاعب العصابات الخارجة عن القانون بالقرار في هذه المحافظات وتشكل المحاكم الشرعية لانصاف المتفقهين يخطفون ويعدمون دون مراقبة او محاسبة.وكان رأي الحكومة ان هذه اللجان الشعبية او مراكز الاسناد تستفز الجماعات المسلحة التي تهمين على الواقع الامني والسياسي بالقوة والقهر والتهديد.
وعندما اغتيل محافظا الديوانية والسماوة الشهيدان خليل جليل حمزة وابو احمد الرميثي طلبنا من الحكومة من التحرك لمتابعة القتلة والمجرمين فكانت تتردد كثيراً لكي لا تستفز هذه العصابات المسلحة وربما تكون الحكومة محقة لانها تمر باسوء حالاتها وضعفها.
وبعد الوقفة الشجاعة لابناء هاتين المحافظتين وتطهير المناطق من هذه العصابات الاجرامية وما اعقبها من صولات حكومية ضد العصابات الخارجة على القانون تفاجئنا الحكومة بقرار خطير ومثير وهو الاسراع بتشكيل مراكز اسناد شعبية داخل هذه المحافظات التي شهدت تحسناً أمنياً وسيطرة اجهزة الحكومة على زمام الامر وبسط القانون وهيبة الدولة على الشارع دون ان تتضح خلفيات هذه المراكز الاسنادية فهل هي محاولة حزبية لملأ الفراغ السياسي والامني في الساحة نيابة عن الحكومة المحلية وتهميش دور القوات الامنية.ام هي مراكز اسناد انتخابية تعمل لحساب حزب معين من امكانات وقدرات الحكومة وتكون بديلة عن المراكز الثقافية التي كانت ضمن نشاطات حزب الدعوة الاسلامية في المهجر. لا ندري ما جدوى وجدية هذه المراكز وماهي المصلحة منها وهي يفترض كانت تتشكل في زمن سيطرة العصابات الاجرامية وتطردها من تلك المناطق بينما هي لم تحرك ساكناً بل كانت تجامل وتغازل هذه العصابات ولا تخطو اية خطوة تعتبرها استفزازية لقادة هذه العصابات.ولا ندري هل صحوة حزبية بعد فوات الآوان ام هي خطوة احترازية للانتخابات وبوقت مبكر؟ثم لماذا مراكز الاسناد في مناطق بدت امنية بشكل جيد وعدم تفعيلها في ظروف كنا باحوج ما يكون لمراكز الاسناد؟
اسئلة بحاجة الى توضيح ونتمنى ان تكون الحكومة بعيدة عن المؤثرات الحزبية والفئوية وهي ليست لحزب او طائفة بل لكل العراق. ان السعي لتشكيل مراكز اسناد في مناطق تسيطر عليها الحكومة المحلية سيؤجج الصراع الداخلي لسبب بسيط هو ما هو مهام مراكز الاسناد في ظل وضع امني جيد بالاضافة الى الروح الحزبية التي تقف وراء هذه المراكز. نأمل ان لا نستنسخ مراكز الاسناد والصحوات في المناطق الساخنة فان مبررات تشكيلها في تلك المناطق منتفية في محافظات الوسط والجنوب.
https://telegram.me/buratha