احمد نعيم الطائي ||
لاتختلف حكومة نتنياهو عن بقية حكومات الكيان الصهيوني السابقة بقناعاتها الجازمة بان المواجهة او الحرب مع العرب هي انتصار مسبق لها مهما توحدت الارادات العربية سياسياً وعسكرياً واقتصادرياً،
لذلك جاء قرار العدوان الصهيوني المتفرد بالرد الوحشي على غزة مستنداً بأطمئنان على هذه القناعة والاعتكاز على الدعم الاميركي والغربي.
ان تغيير مسار هذا العدوان واحداث تخلخل في موازين القوة المتفردة في الحرب على غزة جاء بعد دخول الجمهورية الاسلامية الايرانية المعركة ودعمها لمحوري المواجهة مع الكيان “فصائل المقاومة الاسلامية في غزة وحزب الله وبقية فصائل المقاومة في العراق واليمن التي تشتبك مع العدو عن بعد “.
هذه الجبهات القتالية الستة المترامية للمقاومة الاسلامية التي تنطلق من (الجمهورية الاسلامية وغزة ولبنان واليمن والعراق وسوريا) اصبحت تشكل محاور قتال صلبة دفعت “نتنياهو” للسقوط في مواجهة غير متوقعة كانت تستند على حسابات الحرب التقليدية مع العرب ، مما جعلته يندفع بهستيرية منفلتة بارتكاب حماقات سياسية وهجمات وحشية انتقامية لم ولن تحقق له انتصاراً على الارض ولا مستقبلاً سياسيا مرتقباً، على الرغم من انه يخوض حرب غير متكافئة.
ان سياسة “نتنياهو” الغاطسة في دوامة هذه الحرب المترامية المستنزفة تشير الى اصراره على اطالتها لحين ايجاد سبل تحقيق له نصراً افتراضياً ينقذ مستقبله السياسي والوجودي،
امام هذا الاصرار توحدت ارادة محاور المقاومة الاسلامية بتغييرها لمسار المواجهة مع العدو عبر توجيه ضربات نوعية استثنائية غير متوقعة طالت ولاول مرة في تاريخ الحروب مع الكيان قواعده العسكرية والصناعية ومقاره الاستخبارية ومنشآته الحيوية،
فضلاً عن جعلها حرب استنزاف طويلة سترغم بالقريب العاجل الكيان على اعلان وقف العدوان والتسليم بواقع جديد يفرض توازن في موازين القوة بالشرق الاوسط والعالم.
https://telegram.me/buratha