المقالات

*أيتام السيد بعد استشهاده*

741 2024-10-13

 *أبو فاطمه الشويلي*

 

في إحدى الليالي المظلمة، حيث اجتمع القمر مع النجوم ليشهدوا صراع الأقدار، هزّت الدنيا كلها نبأ استشهاد الرجل الذي كان سندًا للأمة، وملاذًا لكل ضعيف ومظلوم. ذاك السيد الذي عرفته الأرض كما تعرف السماء؛ هو السيد حسن نصرالله، الرجل الذي كرّس حياته في سبيل الحق.

كأنما نعى الزمان نفسه حين ضجّت الأصوات تردد: "استشهد السيد!"، وكأنما الكون كلّه حزن لفراقه. كانت لحظة تقشعر لها الأبدان وتدمع لها الأعين.

ولكن، في ظلال هذه الفاجعة، كان هناك من فقد سندًا أكبر من أي قائد. كانوا هناك، في زوايا الدنيا، الأيتام الذين احتضنهم السيد بكلماته وفعاله، فأحبوه كأب، واتخذوا من نصره وسيرته نبراسًا ينير دروبهم المعتمة. لم يكن السيد بالنسبة لهم قائدًا فحسب، بل كان رمزًا للحياة ذاتها. هؤلاء الأطفال الذين غابت عنهم ملامح آبائهم في ساحات النضال، كانوا يجدون في السيد وجه الأب الذي انتظروه طويلًا.

بعد استشهاد السيد، خيّم الحزن العميق على قلوبهم الصغيرة. كيف لا، وهو الذي كان يواسيهم في كل لحظةٍ تذرف أعينهم الدموع على فقدان آبائهم؟ كيف لا، وهو الذي وعدهم يومًا أن الحق سيعود، وأن الشمس ستشرق من جديد على تلك الوجوه التي اغتالتها الحرب؟

في مشهدٍ مؤثر، رأيت طفلةً صغيرة، تحتضن صورة السيد وتبكي كما لو كانت تحاكي روح أبيها الشهيد. كانت تمسح دموعها بيدين صغيرتين، وتقول بصوتٍ مرتعش: "من سيعطينا الأمل الآن؟". وتقدّم نحوها شابٌ صغير، عاقدًا العزم في قلبه، وكأنه يقول للعالم بأسره: "لن ننسى ما علّمنا السيد".

لقد ترك السيد خلفه إرثًا من القيم والإيمان الذي لن يمحوه الزمن. وبينما قد يكون العالم قد فقد رجلًا عظيمًا، فإن أيتامه لن يفقدوا البوصلة التي أرشدتهم نحو الطريق المستقيم. سيظل ذكراه حيًّا في قلوبهم، وستمضي أرواحهم مستنيرة بذلك النور الذي زرعه فيهم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك