المقالات

رسالة الى الشيخ عبد الملك السعدي..!


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(طرتُ فرحاً) حينما قرات (بيان) باسمكم دون ان افتحه واقرا مضامينه، وهل احتاج فتح بيانكم لكي اعرف مضامينة، وانتم احد كبار رجال الدين السنة في العراق، فمن المؤكد ان البيان يخص التحدي الكبير الذي تتعرض له الامة الاسلامية، وبالخصوص الشعب الفلسطيني الذي يباد من قبل العدوالصهيوني، عدوالمسلمين جميعا دون ان يستثني مكونا او مذهبا او طائفة من الاسلام،

كيف لا، ورئيس الكيان يتلو مقاطع من (التلمود) ليعلنها حربا دينية ضد الاسلام والمسلمين؟!

بلا ادنى شك، فان ايَّ محب للاسلام وحريص على دماء المسلمين لا يشك للحظة بان هذا البيان من العلامة السعدي سيكون بقوة صواريخ رجالات حماس والجهاد الاسلامي، وبقوة صواريخ رجالات حزب الله الذين استرخصوا الارواح من اجل اشرف واقدس قضية اسلامية معاصرة، قدموا اعظم قياداتهم في مواجهة العدو الوجودي للاسلام والمسلمين،

فما بين سيد شهداء المقاومة نصرالله، والقائد الكبير فيها اسماعيل هنيه عشرات القيادات الاسلامية المقاومة راحوا قرابين القضية المقدسة.

في معركة تماهت فيها كل الخصوصيات المذهبية والطائفية، بل هي المعركة الجامعة لكل المسلمين، فالقدس تمثل اولى القبلتين بلا اختلاف، والشعب الفلسطيني شعب مسلم بلا ادنى شك، والعدو عدو صهيوني متوحش متعطش لدماء المسلمين بلا ادنى اختلاف، فاي معركة اقدس من هذه؟.

نعم حاول البعض ان يجعل منها معركة عربية، ثم حاولوا ان يجعلوها معركة سنية، وحاولوا ان يبعدوا رجالات الشيعة ومراجعهم عن شرف المشاركة فيها بحجة انها عربية مرة وسنية اخرى، لكن كما تعلم ايها الشيخ العزيز فان مدرسة امير المؤمنين علي عليه السلام وسيد الشهداء ابي عبدالله الحسين هي المدرسة التي تنتمي لها مراجعنا وقادتنا تعلمنا منها وجوب الذوبان في قضايا الامة الكبرى، وجعلها من اولى الاولويات، دون النظر الى التفاصيل الخلافية التي يراد لنا ان ننشغل فيها ونتصارع.

لهذا افتى مراجعنا منذ لحظة انطلاق طوفان الاقصى بوجوب الوقوف مع الشعبين الفلسطيني (السني) واللبناني (الشيعي) دون اي فارق بينهما، بكل السبل المتاحة، بالسلاح او المال اوالمساعدات الانسانية، وبيانات المرجع الاعلى في النجف الاشرف السيد علي السيستاني، وولي امر المسلمين الامام الخامنئي اوضح من الشمس في رابعة النهار

نعم افتقدنا و(استوحشنا) غياب (كبار) علماء ومراجع السنة عن شرف هذه المعركة، ونتساءل في اي معركة مقدسة اكثر من هذه يفتي كبار علماء السنة للدفاع عن الاسلام والمسلمين؟.

اين علماء الازهر؟ اين كبارعلماء (سنة) العراق؟ اين كبار علماء الشام وتركيا وغيرهم؟.

اين مقولة (وامعتصماه)؟ ونحن نعلم ان شسع نعل اسماعيل هنية ونصرالله اشرف من المعتصم وسائر خلفاء بني العباس، فلماذا هذا الصمت؟.

اليست هذه المعركة معركتهم في كل المقاييس الاسلامية والعربية؟.

عندها قرات بيانا صادر من (سماحتكم)، قلت في نفسي، الحمد لله فقد بان الموقف المشرف من سماحة الشيخ السعدي، رغم انه متاخر بعد مرورعام، والشعب الفلسطيني يُطحَنُ طحنا ويُسحًقُ سحقا؟.

فتحت بيانكم (سماحة الشيخ) ويا ليتني لم افتحه، فقد خرت قواي و(صُعِقتُ) من هول ما فيه من قضية تفصيلية لا تتناسب مع حجم الهول العظيم الذي تتعرض له الامة.

الشيخ العلامة عبد المالك السعدي: بعد مرور عام كامل على ابادة شعب اعزل باطفاله ونسائه لم يحرك ساكنا، رغم اننا تعلمنا منكم- علماء الامة- حديث رسول الله في مختلف صحاح المسلمين (من لم يهتم بامورالمسلمين فليس منهم)، ولا نتصور ان امرا اعظم عند الامة مما يحصل في غزة وبيروت، فالعالم كل العالم مشغول فيها، ما عدا كبار علماء السنة فهم في عالم اخر.

على العموم صدمت ايها الشيخ الجليل عندما قرات بيانكم في (ثلاث) صفحات، وهو يتحدث عن تعديل قانون الاحوال الشخصية المزمع اقراره في البرلمان العراقي.

نعم انها صدمة لكل محب ومؤمن ومخلص عندما يقرا مثل هكذا بيان في هذه الظروف التاريخية.

استوعبت الصدمة ايها الشيخ الفاضل، فقلت دعني اقرا راي سماحة الشيخ في هذه المسالة، وبخاصة وان هناك هجمة علمانية يقودها اشباه الرجال واشباه النساء من خصوم الاسلام ودعاة الانحلال القيمي والاجتماعي، فليدلو سماحة الشيخ بدلوه، فربما هو يعيش في دولة (مطبعة) لا يعلم باخبار اطفال ونساء غزة الجريحة.

المصيبة اني قرات بيانكم سماحة الشيخ فوجدتك لا تعلم ما ذا تريد بالضبط من هذا القانون، فلقد بدات هجوما (طائفيا) ضد تعديل القانون، ثم انتقدت القانون النافذ الحالي، كونه قانونا وضعيا، واخيرا ختمت بيانكم بتوصية تطالب بكتابة مدونة (كما ينص تعديل القانون) لتتضمن التشريعات المتعلقة بالاحوال الشخصية وفق اشهر المذاهب السنية.

والعجيب ان انتقادك لتعديل القانون كونه يقسم الناس على اساس مذهبي، والعجب كل العجب من قولك هذا .

الم تعلم ايها الشيخ الفاضل اننا في العراق ننتمي الى مجموعة مذاهب نتعبد الله فيها في الاحوال الشخصية وفي بقية العبادات في الفقه والعقيدة، مع حفظ الاحترام والخصوصيات لكل مذهب ودين؟.

ثم اذا كنت تنتقد تعديل القانون كونه يعطي الحق لكل مذهب ان يمارس ابناؤه حقهم في عقود الزواج والطلاق والميراث، فما هو البديل في نظرك؟ هل لديك طريقة جامعة لمثل هذا القانون ليست فيه خصوصيات مذهبية؟.

اين المشكلة الفقهية والشرعية عندما يعطى الحق لكل مسلم ان يطبق الاحوال االشخصية وفق مذهبه؟ علما ان الخلاف ليس بين المذهبين الشيعي والسني، بل داخل المدرسة السنية هناك مذاهب واتجاهات فقهية مختلفة، فماهو الحل في نظرك؟.

كما انك انتقدت (مشكورا ) القانون الحالي الذي تم تعديله في زمن حقبة البعث المقبور، وكنتم حينها من رجالات الدين واصحاب النفوذ، ولم نسمع لك رايا مخالفا.

واخيرا نجدك تعود الى نفس النقطة التي انطلق منها في تعديل القانون لتطالب بكتابة مدونة تتضمن خصوصيات كل المذاهب السنية، وبهذا انت تعترف بوجود خصوصيات فقهية يتعبد بها كل مذهب من مذاهب المسلمين وهو الاساس في اسباب تعديل القانون .

ارجو ان لا تنسوا اطفال ونساء غزة من الدعاء في حلس الظلام.

مع خالص دعائي لكم بالتوفيق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك