المقالات

مَن هم الذين يشترون النصر ؟

561 2024-09-25

بقلم بدر جاسم

 

الحياة هي مسرح للأحداث، وسوق المقايضة، فمن يريد الانتصار عليه أن يبيع نفسه لله تعالى، وهنا يكمن الفارق الكبير بيننا نحن المسلمين، وبين اليهود، الذين يتشبثون بالحياة حتى وصفهم القران الكريم (وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةٖ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ يُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةٖ ...)

لذا الانتصار بعيد كل البعد على من يبخل بنفسه ويعشق الحياة وبين من يرهنها وقفاً لله وقتلاً في سبيله.

 

ما نشاهده اليوم من التهافت على إعتناق عُرى الشهادة بين اتباع مدرسة علي (عليه السلام) لن نجده في مدرسة أخرى، فكلما رحل شهيد جاء من يسد مكانه، كي تستمر المسيرة، حتى ينتصر الحق، ويزهق الباطل، الذي يعلمنا التاريخ أنه سيهُزم مهما علا وتجبر، وكذلك المستقبل يخبرنا بأنه لا مكان للظالمين فيه.

 

قاموسنا الجهادي الموروث من رسولنا العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) مُلأ بكلمات الحزم والعزم والتوكل والايمان والصبر والمجالدة، بل لن تجد فيه كلمة خنوع أو خضوع أو يأس أو استسلام أو الركون للظالمين، فمهما كانت ضرائب الصمود، ووعورة الطريق فلن يجد اليأس طريقاً الى قلوب المجاهدين ابداً، لان النصر هو تأدية التكليف الشرعي، وبيع الأنفس لله تعالى، فبكل تأكيد ستتهاوى كل حصون الجبناء، أمام ثبات وإيمان المجاهدين.

 

ويقيناً كل ما زادت الظروف صعوبة على خط المقـ.ـاومة، كلما خرج علينا رجال اشاوس لا يخيفهم تهديد ولا وعيد، هكذا أنتجت الأزمات رجال تنحني لهم الدنيا، رجال لا يهمهم أمر الموت إن وقع عليهم أو وقعوا عليه وهذا مايرعب الطغاة والمستكبرين.

 

الإنتصار لا يأتي فجأة، إنما هو استحقاق، نتيجة مقدمات تؤدي للانتصار، وأهمها هو ذلك الذي يسعى لرضى الله تعالى، ويكافح لزوال الظلم، ويعرض حياته للخطر، دون تراجع أو تهاون في أداء تكليفه الشرعي، فالذي يشتري النصر عليه أن يوقف حياته وقفاً دون ثمن دفاعاً عن توحيد الله وتصدياً للظالمين، أما من هو أشد الناس حرصاً على الحياة، سوف لن يصل إلى نصر، وأنما سوف يذوق الموت غصةً بعد غصة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك