السيد أحمد رضا المؤمن ||
(ينتشر الهدى من حيث ينتشر الضلال)
مقولة عظيمة للمرجع الكبير آية الله العظمى السيد عبد الحسين شرف الدين “قدس سره الشريف”
فكلما وجدت ضلالاً ينتشر هنا أو هناك كلما تفائلت بأن ذلك سيكون سبباً لإنتشار الهدى كردة فعل عكسية ، بشرط وجود الهداة الذين يستغلون حالة الضغط الجماهيري المعاكسة لحالة الضلال والرغبة بالإستقامة والهدى .
خذ مثلاً معركة تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي القائمة منذ فترة ، فهي برأيي معركة محسومة إن شاء الله لصالح أنصار التعديل بما يناسب كل مذهب وحرية إختيار كل مواطن قانون الأحوال الخاص به .
ولكن تصاعد أصوات المعركة بين الفريقين لا يخلو من فوائد بدأنا نلمس ثمارها ، ومن تلك الفوائد :
١/ تنبيه أبناء المذهب الشيعي في العراق لحقوقهم القانونية المصادرة من مذاهب وقوانين أخرى وأهمية الدفاع عنها وعدم إهمالها والإستهانة بها .
٢/ تثقيف أبناء المذهب وإنتشار الثقافة الفقهية بينهم بما يتعلق بقانون الأحوال الشخصية المزمع إنجازه وإقراره والتعرف على الردود الصحيحة للكثير من الشبهات والأكاذيب .
٣/ كشف الأقنعة وحقيقة كل شخص وكل مؤسسة إعلامية وسياسية للرأي العام وكشف سرائرهم تجاه المذهب والعقائد وطائفيتهم ومستواهم الأخلاقي وحتى الفكري الضحل فضلاً عن إرتباط الكثير منهم بمشاريع السفارات والمخابرات الغربية .
٤/ ظهور طاقات وكفائات فكرية وثقافية وإعلامية وسياسية وحقوقية وفنية وغير ذلك أصبحت تتنامى وتتقن الرد والحوار مع الرأي الآخر بأشكال تحقق إيصال المعلومة الصحيحة وفضح أكاذيب المقابل .
٥/ هذه الحملة كشفت أيضاً أن غالبية الشيعة في العراق هي غالبية إسلامية تعتز وتدافع بشراسة عن هويتها الإسلامية العقائدية والحقوقية والفكرية وهو الأمر الذي أثار رعب العلمانيين بمختلف مسمياتهم ورغم إمكانياتهم الإعلامية والمالية الهائلة .
وهذه النقاط أعلاه تنطبق تماماً على معارك أخرى سابقة ولاحقة مثل قانون تجريم التطبيع مع العدو الصهيوني أو قانون تجريم الشذوذ الجنسي وهكذا ..
إنها والله معارك شرف لا بد أن يخوضها المؤمنون ببسالة وشجاعة ووعي وأن يستفيدوا منها بجعلها سبباً لنشر رايات الحق والهدى والسلام والعزة في كل زمان ومكان خصوصاً وأننا ننهل من عين صافية طاهرة لا يقربها رجس ولا نجس هي عين أهل البيت عليهم السلام .
https://telegram.me/buratha