المقالات

أحمد البشير وصناعة التفاهة المعاصرة..!

383 2024-09-10

حسين سالم ||

‏أحمد البشير يمثل الصورة الأوضح لعصرٍ باتت فيه التفاهة هي القوة الحاكمة، حيث الرداءة أصبحت قاعدة ثابتة، والعمق الفكري تحول إلى ترف لا يلتفت إليه سوى القلة. في زمنٍ يتم فيه تهميش الأذكياء وتجاهل العظماء، يسجل البشير أعلى المشاهدات، لا بفضل فكرٍ مبدع أو رسالة سامية، بل عبر تقديم هزلٍ فارغ يغازل الذوق العام المتهاوي.

‏بينما كانت البلاد تتهاوى تحت سطوة داعش، كان يسخر من قادة حملوا على عاتقهم مسؤولية النصر، ويعلّم جيلًا جديدًا كيف يسخر بلا وعي، ويتقن فنون الشتائم الرخيصة وكأن السخرية من أبطال حقيقيين هو الطريق الأسهل للنجاح.

‏يقدم البشير لجمهوره جرعاتٍ مكثفة من السخرية السطحية والشتائم المبعثرة، وكأنه يعيد صياغة الشباب ليصبحوا نسخة من هذا الهزل، متجنباً بذكاء أي مواجهة حقيقية مع قضايا أكبر وأعمق. فهو لا يجرؤ على انتقاد الولايات المتحدة أو ألمانيا، الدول التي تروج للمثلية والانحلال الأخلاقي، لأنه يعرف جيداً أن المساس بهذه القوى يحتاج إلى شجاعة لا يملكها. يتحدى كل ما هو سهل وآمن، لكنه يخشى مواجهة الواقع الصعب، سواء كان هذا الواقع مرتبطًا بالسياسة العالمية أو حتى بالتراث الذي يروج له البعض دون وعي.

‏والأدهى، أنه يهرب من مواجهة الغرائب الحقيقية مثل “رضاع الكبير”، مُفضِّلًا الانغماس في تفاهة مريحة، لأنه يعلم أن السخرية الحقيقية تتطلب شجاعة يفتقر إليها.

‏مفضلاً البقاء ضمن دائرة الأمان التي توفرها له السخرية من الأمور السطحية. لقد بات أشبه بمرآة تعكس التفاهة التي اجتاحت مجتمعاتنا، حيث لا مكان للعمق، ولا قيمة للعقول التي تسعى لفهم الحياة بأبعادها الحقيقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك