بقلم : سامي جواد كاظم
الانتقاد سلاح يمكن ان يستخدم وبغرضين الهدم والبناء ، والهدم له اصوله كذلك وبين هذا وذاك هنالك انتقاد من نمط شاذ وهو الشتائم والكلام الجارح الخارج عن الادب والخلق . اكبر كم هائل من هذه الانتقادات وبكل انواعها مورست مع حكومة المالكي وتحديدا شخص المالكي . صحيح انا لي اكثر من مقال امتدح المالكي ولكن هذا لا يعني ان حكومته خالية من الاخطاء بل انها تخطئ واعترف بهذه الاخطاء المالكي قبل غيره .
المهم هنالك امور تصدر من الحكومة او اننا نريد من الحكومة ان تصدر قرار معين وهذا الامر فيه غمط لحق الحكومة ورئيسها في اكثر الاحايين وذلك لعدم علمنا بالظروف المحيطة بالحكومة والتي تعد هي الاقوى على اتخاذ القرار . ولكن من كل هذا نجد ان هنالك بعض الخطوات والقرارات التي اتخذتها حكومة المالكي نجد انها قمة في الروعة والايجابية ، وانا شخصيا اعتقد لو تهيات الظروف الصحيحة للمالكي لصدرت منه قرارات اكثر ايجابية للشعب العراقي .
وتحصيل حاصل فنحن في العراق كنا نحلم في امكانيتنا على نقد مسؤولينا وكنا نتحاشى ذلك واذا ما تجرأ احد على ذلك في زمن الطاغية يكون كمن سار بقدمه الى حتفه هو وذويه ، ونلاحظ العكس ان هنالك الكثيرين ممن يثنون على الحاكم مع علمهم بظلمه وهذا يمارس بين الخوف والتملق .
واليوم في أي منطقة تسيطر عليها مليشية معينة لا يستطيع اهاليها انتقاد رؤوس هذه المليشية لان الرد سياتي وبسرعة بين الاغتيال ةالتفجير والتهجير ،على عكس المالكي والذي الكل يستطيع ان يوجه الانتقاد له وبعيدا عن صحة الانتقاد او خطأه المهم ان ما يدور في خلدنا قبل توجيه الانتقاد هي الطمانينة التي نشعر بها من عدم وجود رد قاس وظالم من قبل المالكي لانتقادنا اياه وهذه فضيلة تكفي المالكي فخرا .
في احدى لقاءات التلفاز مع المالكي وهو يعلق على ردود الافعال للمواطنين على الحكومة يقول انا ابتسم واعطيهم الحق لانهم لا يعلمون بما يدور في الحكومة من امور ، وانا اعلم ذلك ويكفينا ان نستدل على هذه الامور هم الوزراء الشذوذ الذين فرضوا على المالكي او الذين سيفرضون مستقبلا ، وهذا يعني انه هنالك اجندة خارج الحكومة لها علاقة بما يدور في الحكومة وهذه الاجندة لها ما يجعلها انها تتصرف ومن غير رادع لها اذا ما كانت تصرفاتها سلبية .
عندما يمارس معايير مزدوجة للحكم على الحالة الواحدة يكون الحكم باطل وهذا ما اقدمت عليه بعض الكتل البرلمانية التي تدوي بالباطل اذا ما رفض المالكي لهم طلب او قرار ، ولكن على مايبدو ان صولة الفرسان التي شنت على الخارجين عن القانون ابتداءا من محافظة البصرة هي نقطة التحول في مواقف هذه الكتل وهذا التحول هو المعبر الحقيقي عن طائفيتهم بدليل خصم المالكي في البصرة والتي لم يستطع هذا الخصم من فرز الصالح عن الطالح حتى لا تختلط الاوراق عليهم .
ولكن الحقيقة التي استطيع ان اقولها على المالكي كانت له قبل هذه الصولة صولة اسمها صولة الفارس فقط وفحواها توقيع المالكي على قرار اعدام الطاغية في ظروف ما كانت مناسبة لتوقيع مرسوم الاعدام الا انه في حالة احقاق الحق شمر عن ساعده واستل قلمه ووقع على القرار الذي تهرب منه غيره .والامر المستغرب هو تعليق لصادق الموسوي من خلال موقعه على الانترنيت كتب عبارة تحت صورة المالكي ( الرجل الذي قتل صدام ) والاصح الرجل الذي اقتص من صدام ، فكلمة القتل توحي على ان فاعلها قاتل .صولة اخرى للمالكي كانت مع احداث شعبان الاخيرة في كربلاء عندما امر بالقاء القبض على بعض اعضاء مجلس محافظة كربلاء لضلوعهم في الاحداث الاخيرة ومن غير تاني او تردد .
وهذا يعني ان السيد المالكي لا يعير اهمية لماهية المخطئ فالعدالة لا بد من ان تاخذ مجراها ولكن ضمن ما متاح له مع دراسة ردود افعال القرار الذي يزمع اتخاذه فهنالك قرارات صحيحة الا ان تفعيلها يلهب الشارع العراقي لذا يكون التاني اوجب كما هو الحال الان ففي الوقت الذي لا تستطيع الدولة من اخلاء المباني الحكومية سابقا الان اصبحت قادرة على تنفيذ مثل هكذا امر وفعلا ساري التنفيذ . واقولها اذا ما انتخب رئيس وزراء غير المالكي في الدورة القادمة فان البديل سيجني ثمار الاشجار التي غرسها المالكي .
https://telegram.me/buratha