بقلم : سامي جواد كاظم
الحرية والديمقراطية والنقد البناء والنقل الصادق كلها ادوات للنهوض بالعمل الاعلامي الناجح والذي يعتبر الصحافة احدى مسمياتها والذي يمارسها يسمى صحفي . تطالعنا الاخبار بين الفينة والفينة عن اعتداءات تعرض لها هذا الصحفي او ذاك المراسل ، ومن اشكال هذه الاعتداءات مثلا التوقيف من قبل رجال الامن او منع التغطية واتعس ما تعرض له الصحفيون هو الاغتيالات ، وبين هذا وذاك يعلو صوت مرصد الحرية او الحريات للصحفيين باعتبارها منظمة تهتم بشؤون الصحفيين وتحديدا مراعاة حرياتهم واذا ما تعرض أي صحفي لاي انتهاك يتعارض وعمله الصحفي تظهر بيانات التنديد والاستنكار بل وحتى رفع دعوى قضائية ضد من اعتدى على الصحفيين .ولوقمنا بمقارنة بين ما تلقى الصحفيين من اعتداءات وبين اعتداءات الصحفيين من خلال وسائلهم الاعلامية على المتابعين للاخبار او على الشخصيات التي تكون مادة الخبر لوجدنا ان اعتداءاتهم اكثر مما تلقوه من اعتداءات.الكذب في الاعلام كالملح في الطعام ، ما من وسيلة اعلامية معينة تستطيع ان تمارس العمل الاعلامي من غير ان تمتلك مهارة الكذب والنادر اليسير من هذاك الذي يساير الحق والصدق .
هذه الاكاذيب التي يمارسها الصحفي هل هنالك من رادع لهم ؟، طبعا من المستحيل ذلك لان طبيعة بث الخبر بشكل ملتوي يجعل منه كالحرباء ولا يستطيع أي متضرر من الاخبار الكاذبة ان يحصل على رد الاعتبار من الصحفي الكاذب الا ما ندر . الكذب ليس بالضرورة طمرالحقيقة او اظهار شيء لم يحدث ولكن عندما تركز وسائل الاعلام المرئية مثلا على مشهد شاذ لا علاقة له بالخبر او ان هذا المشهد النادر لا يعد بالشيء الذي يذكر امام الحدث الكارثة فهذا تمويه للحقائق او ان المراسل عندما يعد تقريره يستخدم افلام من الارشيف لا تتفق وطبيعة الحدث الذي حدث .
الاسلوب الاخر هو استخدام مفردات اللغة العربية بطريقة مرنة تجعل الغير دقيق في معنى كلمات اللغة العربية يفهم صورة مغايرة للحقيقة والتي يراد لها ان تصل للمتلقي طبقا لغاية الصحفي .
احد الاساليب التي يستخدمها الاعلامي وهو الصحفي بعينه مثلا عندما يبث خبر معين يضيف معلومة لهذا الخبر قديمة بحيث يجعل توجه فكر المتلقي الى المعلومة مع ربطها في مضمون الخبر مثال على ذلك ( بثت احدى وسائل الاعلام هذا الخبر ـ اغتيل استاذ في كلية الاعلام في منطقة باب المعظم على ايدي مسلحين ملثمين ، ويذكر ان الاستاذ كان غالبا ما ينتقد التحالف الكردستاني .. انتهى الخبر ) لاحظوا طريقة التمويه بذكر اخر جملة والتي تعتبر الدس بحد ذاته حيث ان غاية المذيع الذي يعمل بامرة الوسيلة الاعلامية التي بثت هذا الخبر هو العمل وفق رؤى الممول لهذه الوسيلة .
اما مسالة تضمين الخبر صرح مصدر مسؤول رفض الكشف عن اسمه فحدث ولا حرج واستخدام الفعل المبني للمجهول ويكفيه مجهولية الفاعل تعد من ( دهاء ) الصحفي . وكم من خبر يبث ينسب الى مسؤول معين يعقبه خبر تكذيب من نفس المسؤول وهكذا جرت العادة من غير رادع للصحفي الكاذب .
من ذا الذي يوقف هؤلاء الصحفيين وهم كثر عند حدهم ؟!نعم نحن نؤمن بحرية الصحافة كما وندين كل من يعتدي على الصحفيين ولكن في الجهة المقابلة من يوقف هذا الكم الهائل من الاكاذيب والاستهتار والتجاوز على أي شخصية مسؤولة سوى كانت متفقة او معارضة للحكومة .فلو كثف المرصد اهتمامه على اعتداء الصحفيين على الغير بنفس درجة تكثيف اهتمامه على من يتعدى على الصحفيين عندها يكون قد مارس الحرية الحقة والصحيحة .
https://telegram.me/buratha