المقالات

ويأبى العــــــــــراق

1072 13:50:00 2008-07-03

( بقلم : سيفي الكاظمي )

العراق وكما هو منذ الازل وعبر تاريخه الطويل بلدا في غنى عما يدل عليه بلحاظ ما يملك من مؤهلات ومقومات ومرتكزات وكما يعلم من عرفـــــه ماضيا ســاحرا وجذابا تجسد ت فيه كل معالم وصور الابداع والارتقاء الحضاري وحاضرا واعدا لاريب في أنه سيكون مماثلا وربما مكملا لما مضى وبتعبير أدق ان ماضيه كحاضره وحاضره كماضيه فــــلا فجوة او جفوة او حتى انقطاع بينهما وانما ( وبالرغم من بعض الفترات التي ينقطع فيها الارتباط او الانسجام أو الفراغ تحت وطأة وضغط ظروف قاهرة وعوامل غالبا ما يكون مصدرها الحروب والاستبداد والاطماع الخارجيه ) تواصل وتفاعل ومحبه تمخض عنها استمرار هذا الكيان وسطوع مجده الذي تألق كثيرا وسيستمر بتقديم ماهو أسمى مادامت هذه الوشائج قائمة حسب منطق الحــتم ولغة العصر ,ومع ذلك يمكننا القول بأنه قد صمــــد وقدم ما يمكن أن نسميه بألادلة وهي بشكل عطاء متميز وانجازا ت يكنــى بها على مدى الدهر . رغم الكم الهائل مما لايقاس ويطاق من التحديات والمصائب والمحن التي مرت به وواجهته وعصفت به ولازالت منذ ما قبل (هاروت وماروت ) ولحد فترة ما بعد سقوط الطاغيه .

 وما بين الثنائي هاروت وماروت والطاغية سلسلة طويلة ومعقدة بالطبع وهي تعج بما لا يعد ويحصى من الوقائع والاحداث والصور التي شهدها الانسان العراقي وترابه ولو قدر لهذا التراب ان ينطق ويروي ما عنده لما سكـــت لهول ما شهد وعانى . ولازال هذا الهول قائما وبذات الحجم والمفردات يلاحق هذا البلد اينما يتوجه وكيف يختار لكي يركعه او ينال منه مقتلا وكأنه قدره المفروض أو توامه الذي لا يحيا الا بجانبه لأنه وكما هو واضح صاحب رسالة ولديه مؤهلات تجعله دائما بالمقدمة . وبالطبع هذا لايســــر من يحيط به او يبغضه حسدا أو غيرة . فهذا هو العراق وهذه هي محنـــــه وأبتلائاته الذاتيه منها والخارجيه .

 ومع ذلك فهـــــو وبقدر شهرة عراقيته كمـهـــد وممهد لكثير من الرسل والرســـــالات وكموطــــن أساسي للحضارات الاولى التي منه سادت وأبدعت ثم أنقرضت ثم ستعود قطعا ولكن بما يناسب العصر الراهن . وأخيرا بكونه كان مركزا للخلافة والامامة ومن ثم سيكون عاصمة لدولة الامل الموعود .ولاشك بأن هذه الاهمية التي يتمتع بهامكنته من خدمة البشرية وقدم لها ولعموم التراث الانساني أنجازات رائعة لايمكن حصرها بجانب معين او التقليل من شأنهامهما تغيرت الظروف او تبدلت الاحوال وسواء كان العراق (باســــطا ) اى بيديه مقومات القوة والقدرة على ممارسة النفوذ أو (مبسوطا )اى أنه مغلوبا على أمره . وهي تدل على العراق والعراق يدل عليها . لذلك فهو في غنى عن الاعلام والاضواء ورشوة التاريخ وحتى لغة وصخب الانترنت وما اشبه .فهو وبقـــــــدر كل ذلك ولأهميته المطلقة عاش فترات طويلة في الظلام الدامس بكل ما يعنيه من تخلف وجهل وتأخر وكل ما يشير الى ان البلد في حالة أزمة او مرض والسبب اما غزو خارجي أو حاكم ظالم ومستبد وفي كليهما تتوقف الحياة وينهار كل شيى ليس في الراق فحسب وانما في كل مكان وللعراق حصة الاسد منها وبالطبع يكون تأثيرها بالغا ولفترات قياسية احيانا . وتفاصيلها مدونة في كتب التاريخ .

المهم ان البلد لم يسلم من التبعات رغم قوة ومتانة حصانته الذاتية وقوة تأثيره في المنطقة وعظمة أنجازاته فقد تعرض كثيرا للبلاء والتفكك والتشرذم وحتى تقلص نفوذه وضياع اواقتطاع الكثير من ممتلكاته واراضيه . فبألامس كان مركزا وللاكثر من امبراطورية ودولة كبرى ومترامية الاطراف بل ولاكثرمن نصف العالم (سوبر بور )أما اليوم فمساحته لاتتجاوز (446/444 )كم ولازال البعض يحلم بضم المزيد منها بل ويحاول فرض قراره ومصالحه واهدافه عليه رغم انه بحجم الشخاطة او النملة . بعد ان كان هومصدر الحكم والقرار والعاصمة الفعلية لهم جميعا . وكانت بغداد هي من يصدرمنها الحكم والقرارات أما اليوم فهي تتلقى .وهذا الامر ليس بجديد اوغريب . فقد سبق وان عاش العــــراق ولاكثر من مرة ما يعيشه اليوم . فلا غرابة اذن وهذه سنة الحياة (كدولاب الهواء ) فلاثبات او مطلق في الصعود او الهبوط فأن كان اليوم له فغدا عليه وهكذا هو حال الامم والشعوب والدول والانظمة وحتى البشر بشكل عام . والعـــراق كما الجميع .ولكن بفارق انه تعرض اكثرمن غيره لهذا الدولاب ودفع الكثير ..ولكنه في النهاية ينــــــهض ويتعافى وينطلق من جديد واكثر قوة ومتانة من ذي قبل ويتحول ظلامه الى نهاردائم يقدم للبشرية نموذجه الراقي

وكذا الحال بالنسبة للاستبداد (الدكتاتوريه) الذي عصف بالعراق كثيرا وهو يقف في مقدمة الاسباب التي ساهمت في صنع مآسي العراق وتخلفه وتمزيقه وتطاول من يحيط به عليه وحتى قتل ابنائه وتخريب بنيته التحتيه وتمزيق نسيجه الاجتماعي ؟ وفي ما مضى كان النمـــــرود طاغية زمانه احدهم ثم جاء (الحجاج )وما أدراك من هو ثم الطاغية الاكبر (صدام ) الذي فاقهم جميعا في سؤاته التي لاتعد ولاتحصى والتي كلفت العراق ما لايعد ولا يحصى ايضا . وبنهايته انتهى الاستبداد والى الابد وانتهت معه افكاره ومؤسساته واشخاصه وكل ما يرمز اليه شخصا وحزبا وقرية ومدينة وطائفة وحتى رشــــــــوة .وكل ما يرمز الى حقبته السوداء التي استمرت الى ما بعد سقوطه ولازالت ولكنها تسير الى حيث انتهى رمزها وهي متوقعه وحتميه ايضا .هذه الســــــواده التي عمت العراق وحصل بسببها ماحصل والتي كلفته ثمنا باهضا لايمكن استيعابه بسهولة دون ان يمر عليه وقت طويل .و بالطبع هي من ذات الايادي التي كان يقودها الطاغية المقبور وهي التي تتحمل كامل المسؤولية . وينبغي ان تكون كوزر وتبعات في الذاكرة دوما ولابأ س بمتحف خاص يضمها كمفردات وشواخص للاجيال المقبلة وللبشرية عموما بأعتبارها مصدر خراب العراق وشقاء ابنائه وتآمر الاشقاء وطمعهم فيه .

المهم أنهم سبب كبوته الحالية وهي الان موثقة ومعروفة ليس في ذهن وضمير كل العراقيين فحسب وأنما وكما سجل التاريخ قبل ذلك للطغاة والقتلة ســــــؤ ما جنته آياديهم وأفكارهم فأنه ســـجل أيضا وبكل ما تقدم من تكنولوجيا ماحصل بالضبط وبالارقام وستكون بلمسة أو ضغطة على (الماوس )امام كل من يطلبها لاحقا أويريد ان يعرف ما في التاريخ عن العراق على الاقل .

وما يهم الان ان هـــذه الكبـــــوة في طريقها الى الزوال وبالتناسب مع تنامي قوة العراق وعودة العافيــــة اليه وقدرة أبنائه على لملمة جراحاتهم وتضميدها بهمة عالية بغض النظر مما حصل وما هي هوياتهم وانتمائاتهم . وستكون نهضته بعدها بأحسن مما كان .ومن المؤكد ان تأخرهاالى هذا الوقت لعظم التجربة الجديدة وحجم التركة وفداحة الخطب جراء حقبة سوداء فرضت على العراق زمنها بكل ما فيه من تأخر وعتمة ونالت منه كثيرا . ولكنها في النهاية أنتهت تلاحقها اللعنة حتى وهي في قعر جهنم .

والذين أستغلوا هذه الكبوة ونشروا الخراب في كل مكان وصلوا اليه يبدوا أنهم لم يعرفوا العراق جيدا ولم يقرأو تاريخه بل ولم يعرفوا عراقية ابنائه .وهؤلاء الذين يسمونهم بالقاعدة وبقية من حملو االسلاح بوجهه دون ادنى ذرة شرف او اي اصول يستندون اليها وغاب عن ذهنهم نتيجة الجهل والافكار الضالة والمنحرفة ان أزمة العراق مؤقتة وما يمر به مرت به كل الامم والشعوب ثم ان العراق سبق وان عاش هكذا أزمات وخرج منها سالما معافى . صحيح انهم قتلوا وخربوا ونسفوا وتحت يافطات وشعارات مع الاسف انهم ربطوا اعمالهم وافعالهم بها ونحن نجلها كثيرا ومع ذلك انهم بالنهاية سوف يدفعون الثمن وهاهم يتقلصون في جيوب منفصلة هنا وهناك وهم في طريقهم الى لفظ ما تبقى لهم من انفاس وأخيرا لايصح الا الصحيح والعراق هو كلمة الفصل وحبه والانتماء اليه معيار كل فضيــــــــــــــــــــــلة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك