المقالات

خضير "طاهر" ... كل اناء بالذي فيه ينضح

2635 14:45:00 2008-07-03

بقلم:محمد التميمي

يمثل خضير "طاهر" الكاتب الحاضر دائما في موقع كتابات، نموذجا قد يعتبره البعض غريبا، وقد يعتبره البعض الاخر جزءا من ظاهرة سلبية لاغرابة فيها،عبر موقع كتابات عنها اصدق تعبير من خلال ما يطرح فيه من قضايا مختلفة بلغة هابطة للغاية اخلاقيا ومهنيا، تعكس طبيعة وخلفيات اصحابها ليس الا. لماذا يعتبر البعض خضير "طاهر" نموذجا غريبا؟..

ربما لسبب بسيط يتمثل في ان التصور القائم لدى عموم الناس ان الكاتب انسان مثقف ولابد انه يمتلك خزينا معرفيا جيدا، الى جانب معايير وضوابط وقيود اخلاقية تجعله يستخدم للتعبير عن افكاره ورؤاه وموقفه لغة تختلف عن اللغة التي يستخدمها اناس اخرين من شرائح وفئات اخرى في المجتمع ، وانه –أي الكاتب-لابد ان يستخدم الادلة والوقائع الدقيقة والارقام والمعلومات المؤكدة لصياغة مواقفه وتصوراته ورؤاه، تجاه الاخرين، سواء كانت بالاتجاه الايجابي، او الاتجاه السلبي، لان الامانة وشرف المهنة تحتم ذلك، فلا يمدح كثيرا بمناسبة ومن دون مناسبة لما يراه صحيحا وصائبا، ولايذم بأسلوب القذف والتشهير والتجريح من خلال اللجوء الى العبارات والمفردات السوقية الهابطة، وكأن المصالح والحسابات الخاصة هي التي تحدد بوصلة مواقفه من هذا الطرف او ذاك.

وهناك مصاديق واضحة بالنسبة لهذا الامر مع خضير "طاهر"، فهو جعل من رئيس جهاز المخابرات العراقي محمد عبد الله الشهواني حالة فريدة ونادرة في الوطنية والاخلاص والنزاهة والصدق والشرف، بحيث انه لم يكن عسيرا على أي قاريء بسيط لما كتبه بهذا الشأن ان يستنتج ان هناك مصلحة ما لـ"طاهر"، وبالفعل هو افصح عن ذلك، فهو كان يريد ان يأتي الى العراق-بحسب ادعاءه، وكان يبحث عمن يوفر له الحماية ويتكفل بنفقات سفره واقامته وتجواله في العراق، وبكل شيء، وخاطب الشهواني برسالة مثل تلك التي كان يخاطب بها الملوك والاباطرة في حقب سابقة. ويبدو ان رسالته اثارت حمية ونخوة رئيس جهاز المخابرات، لذلك بادر الى تكفل كافة تكاليف سفره واستنفار جهاز المخابرات لتوفير الحماية اللازمة له!.

ومن غير الواضح بالنسبة لنا وللكثيرين فيما اذا كان الشهواني قد دفع تكاليف رحلة خضير من جيبه الخاص ام من ميزانية جهاز المخابرات التي لا علاقة لها بميزانية الدولة العراقية.ماذا لو لم يستجب الشهواني لالتماس خضير "طاهر"؟.. لاشك انه لوكان الامر كذلك لرسم صورة مغايرة له تماما، ولتحدث عن طبيعة عمل جهاز المخابرات، ولقال ان جهاز مخابرات الشهواني لايختلف عن جهاز مخابرات برزان، ولقال ان جهاز مخابرات الشهواني يمول من وكالة المخابرات المركزية الاميركية ومن اجهزة مخابرات عربية واجنبية من بينها جهاز الموساد الاسرائيلي، وان جهاز مخابرات الشهواني بدفع اموالا طائلة لمواقع انترنت ولكتاب، لتشويه صورة رجالات الدولة العراقية والناس المخلصين،ومن دون ان يسوق أي دليل، كما يفعل حينما يخصص مقالات مطولة لكيل شتى انواع السباب والشتائم لاشخاص بعض غادروا الحياة الدنيا وبعض مازالوا على قيد الحياة، معروفين بالوطنية والنزاهة والتأريخ المشرف، ومن دون ان يكلف ويجهد نفسه بتقييم مواقف هؤلاء الاشخاص ووضعها في الميزان.

ان افتراض قيام خضير "طاهر" برسم صورة سيئة عبر كتاباته لمحمد الشهواني فيما لو كان قد تجاهل طلبه، هو في حال تم التيقن من ان خضير ليس له أي ارتباط وظيفي بجهاز الشهواني، وهذا ما تؤشر المعطيات الى عكسه تماما. اما لماذا يعتبر البعض الاخر خضير "طاهر" جزءا من ظاهرة سلبية لا غرابة فيها؟.. فذلك انطلاقا من مفهوم الشطر الثاني لبيت الشعر المشهور للشاعر ابي الطيب المتنبي ".. وكل اناء بالذي فيه ينضح"..فـ"طاهر" كان من الممكن ان يناقش القضايا التي يطرحها، ومواقفه من هذا الشخص او ذاك بطريقة مهنية وموضوعية اكبر دون اللجوء الى عبارات ومفردات قد يأنف من يمتلك قدرا من الخلق الاجتماعي الرفيع، والبعد المهني، الذي يعطي لمهنة الكتابة حرمتها ومكانتها، بعدم دفعها الى مستويات متدنية في سلم السلوك الاخلاقي القويم

ولكن من الخطأ ان يلام الكاتب "طاهر" على ما سطره ويسطره قلمه، فهو يعبر من خلال كتاباته عما في داخله من نزعات، ويعبر عن طبيعته شخصيته، وعن حقيقة خزينه المعرفي والثقافي، ومن غير المنطقي ان نطلب منه اظهار شيء يتناقض مع ما يختزنه ويحتويه كيانه الداخلي.الاناء الذي فيه ماء لابد ينضح ماء، ولايمكن ان ينضح شيئا اخر.و"طاهر" مثل الاناء الذي لاينضح الا بما فيه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الكناني
2008-07-06
كلنا يعرف خضير الوسخ المتسكع في شوارع السيده زينب وكان من أرذل الناس خسة في الطبع ولولا موائد السيده وأهل المعروف لكان شحاذا في البزوريه وشوارع الشام وحجته اني تجاوزة الخمسين ولم أستطيع العمل وعندما أنتقلنا الى أمريكا لم يتغير منه شيء بل أنقلب على من أواه وأشبعه سبا وتجريحا وعندما هم به المؤمنين هرب من مشكن الى جهه مجهوله أتركوا هذا السافل وما يقول وسألوا عن عائلته وما خلف ورائه في الأردن من مصائب يعير بها أهل العراق أنه وأهاه من أصحاب علم ولو لا الحياء لعدننا اسماء الماجدات من عائلته الكريمه
ابو مصطفى
2008-07-03
خضير طاهر يتفق مع كل ماهو امريكي اسرائيلي بعثي , ويعادي كل ماهو شيعي سواء كان في ايران او العراق او لبنان, ويعشق الذل امام النساء يعني ماكل أهانات وكفخ ويعشق القواطي ذات النكهه المعتقة, ويعشق شغلة ثالثة ما استطيع ذكرها لانها فضيحة.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك