عدنان علامه ـ لبنان ||
نسف أمريكا لقوة القوانين وتفعيل قوانين القوة لن يمنعا إيران ولبنان من الرد؛ فترقبوهما‼
أمريكا زودت إسرائيل حتى اليوم بما يزيد عن 600,000 طن من الصواريخ والقذائف التي تسببت بمقتل وفقدان 150,000 فلسطيني. أي بمعدل 500 فلسطيني يوميًا.
ووفقا للجمعية النووية العالمية، كان الانفجار الصادر عن قنبلة “ذا ليتل بوي” التي ضربت مدينة هيروشيما يعادل انفجار 16 ألف طن من مادة تي إن تي.
وبعملية حسابية بسيطة لقد تم إلقاء ما يزيد عن 37 قنبلة ذرية كالتي أطلقت على هيروشيما. وهي مجموع وزن الصواريخ الذكية الدقيقة الأمريكية التدميرية التي ألقيت على قطاع غزة ورفح والذي لا تتجاوز مَساحتهما 365 كلم٢.
وبالرغم من كل ذلك فإن المجتمع الأممي والدولي لا يزال صامتًا صمت أهل القبور؛ ولو أن قنبلة نووية تكتيكية واحدة أستعملت منذ 7 اكتوبر لإبادة الشعب الفلسطيني؛ لاستيقظ الضمير الأممي والعالمي حتى يدين ومن ثم يعود إلى سباته.
إن إبادة ما معدله 500 شخص فلسطيني يوميًا ترضي وحشية، همجية، سادية وعظمة جنون سفاح العصر ونيرونه نِتِنياهو، والتي هي بمثابة وجبة طازجة يوميًا لا تثير غضب العالم “المتحضر” وإشمئزازة لأن الضحايا فلسطينيون. وقد إستباح دمهم الوحش الهمجي نِتِن ياهو وبمباركة ومشاركة أمريكية وأممية وأوروبية كاملة.
وحتى تكتمل فصول عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي المستمرة مند 307 أيام؛ قامت أمريكا بنسف القانون الإنساني الدولي، وتعطيل مفاعيل قرارات محكمة العدل الدولية، وَمحكمة الجنايات الدولية، ووصل الأمر إلى تهديد إتخاذ قرارارت بحق أي قرار يتهم إسرائيل أو أي شخص يحمل جنسيتها.
وقد أقدمت أمريكا أيضًا على إلغاء المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة والمتعلق بحق أي دولة بالرد إذا ما تعرضت لأي إعتداء.
كما وصل الأمر بأمريكا إلى حجب الحقائق عن الشعب الأمريكي، فألغت المادة 19 من مواد حقوق الإنسان؛ وأصدر مجلس النواب قرارًا يمنع بموجبه ويجرِّم إستخدام إحصائيات وزارة الصحة بغزة عن الشهداء والجرحى.
فأمريكا نسفت القوانين الدولية وفرضت قوانين القوة والغطرسة والطغيان والإستبداد وحتى الإستعمار ؛ وبدأت بفرض كافة الضغوطات إلى أن وصلت أمس إلى التهديد بوقوفها إلى جانب إسرائيل إذا ما نفذت كل من إيران ودولة لبنان تهديداتهَما بالرد على إسرائىل.
لا تدرك أمريكا بأن حضارة إيران تمتد لأكثر من 5000 عام قبل الميلاد، وأن لبنان قد إخترع الحرف وعلًم العالم القراءة والكتابة وكان مقبرة للغزاة على طوال التاريخ ولا بد َن التذكير بالإنسحاب المذل لقوات الإحتلال الإسرائيلي في العام 2000 والهزيمة التاريخية في العام 2006 بالرغم من الدعم الكوني؛ وأن أمريكا وإسرائيل دولتان حديثتا العهد وتاريخهما مفعم بجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية ولا يموتان بالقدم.
فإلغاء أمريكا للقانون الدولي لا يمنع إيران ولبنان من تطبيق قوانين الإسلام المحمدي الإصيل أو إلإستعانة بقانون حمورابي؛ فحق إيران ولبنان بالرد على العدوان هو حق شرعي وإنساني، لأن الإنتصار للحق والدفاع عن المظلوم هم من صلب عقيدتهما؛ فلا يستبدلون رضا المخلوق بمعصية الخالق ولو إجتمع العالم كله ضدهما.
ولا بد من التذكير بما قاله الإمام علي عليه السلام : “الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم، وعلى كل داخل في باطل إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا به”.
وقال (عليه السلام): “أيها الناس! إنما يجمع الناس الرضا والسخط، وإنما عقر ناقة ثمود رجل واحد، فعمَّهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا”.
وإنَّ غدًا لناظره قريب
https://telegram.me/buratha