المقالات

إنهم يتآمرون على اليمن


 بقلم أحمد الحباسى كاتب و ناشط سياسي .

الشعوب مواقف و في هذا المجال يأتي الشعب اليمنى في طليعة الشعوب المناضلة المتشبعة بالمبادئ الإنسانية الكبرى و الذي تجده مناصرا لكل القضايا العادلة و في طليعتها طبعا القضية الفلسطينية . بطبيعة الحال في عالم تحكمه المؤامرات و المخططات القذرة و المصالح الأنانية الضيقة لا بد للشعب اليمنى أن يدفع فاتورة ثقيلة مقابل وقوفه المبدئي مع أشقاءه في فلسطين أو في العراق أو في سوريا كما لا بد أن نذكر أنه ليدفع هذا الشعب أثمانا باهظة جدا فقد تحالفت عليه قوى الشر المتمثلة في النظام السعودي و العدو الصهيوني و دولة الإرهاب الأمريكية إضافة إلى بعض الدول المعروفة بتذيلها للموقف الأمريكي مثل بريطانيا و فرنسا و ألمانيا . ربما يتساءل البعض لماذا يتحالف نظام آل سعود مع الصهاينة و الأمريكان و المؤلفة قلوبهم معهم و هل أن مساندة الأعداء لا تعد وصمة عار في جبين نظام امتهن تجارة حبوب الهلوسة و الكابتاغون يوفرها للجماعات الإرهابية التي تقاتل في سوريا و العراق و في أماكن كثيرة في العالم .

من الواضح أن نظام آل سعود يكره الثورة اليمنية و يكره عبارة الثورة كره العمى مع أنه نظام أعمى القلب و البصيرة و هذا النظام لا يريد أن يسمع عن مقدسات مثل حرية التعبير و حرية الرأي و حرية الضمير و حرية الانتخاب و حرية ممارسة حق الاختلاف لان مقدساته لا تنحصر إلا في الهرولة نحو التطبيع مع الصهاينة و الرضوخ إلى تعليمات الأمريكان التي جعلت أحد كتاب البلاط لا يخجل حين يتحدث بأن إسرائيل لم تعد العدو مع أن تصريحه المخجل يتعارض أيما تعارض مع أصوات الرصاص المسكوب على غزة و ضجيج تفجيرات المستشفيات و دور الأطفال و إقامات العجز و المسنين كما يتعارض مع ملايين الأصوات المرتفعة في كامل المعمورة الساخطة على الكيان و المنددة بوحشيته البربرية . هذا النظام السفيه الذي خلق من رحم الخيانات و الدسائس و المؤامرات و الإذلال و الذي كرست وجوده المخابرات البريطانية و عوضتها مخابرات العدو الصهيوني حاليا همه الوحيد ليس الاعتداء الهمجي على الشعب اليمنى فحسب بل القضاء على ثورته قضاء مبرما .

لقد ولّى زمن كان مجرد الحديث فيه عن كيان اسمه إسرائيل جريمة لا تغتفر و بات كتاب البلاط السعودي يتبارون في نحت مقالات تمجد التطبيع و فوائده و تعتبر مقاومة هذا الكيان النازي عبثا ما بعده عبث . لقد ولّى زمن اللاءات الثلاثة : لا صلح ، لا تفاوض ، لا استسلام و جاء بدله زمن النعم الثلاثة : نعم للتطبيع ، نعم للصمت على الوحشية الصهيونية ، نعم لتقديم الغطاء السياسي لعدوان الصهاينة. بطبيعة الحال و كما وظفت قطر قناة الجزيرة لتضليل الرأي العام و تشويه النظام السوري فقد قامت قناة العربية سيئة الصيت بنفس الشيء تقريبا بحيث قامت بحملات تعتيم كبرى على كل جرائم القصف السعودي لليمن و ما انجر عنه من سقوط شهداء و جرحى من كبار السن و من الأطفال كما قامت بحملات تضليل كاذبة للرأي العام السعودي و اليمنى معتبرة أنها حققت انتصارات حاسمة ضد الشعب اليمنى الذي دافع عن نفسه محققا انتصارات كشفتها وسائل الإعلام الأجنبية المحايدة بأبسط أنواع الأسلحة مقابل طيران العدو السعودي الذي أنفق عليه نظام آل سعود تريليونات المليارات فى صفقات شراء قبض فيها أمراء هذا الكيان المجرم رشاوى كبرى فضحتها عديد التقارير الإعلامية .

لقد كان معلوما أن مجرد إلقاء اللوم على الكيان الصهيوني بعد اقترافه لكل المجازر هو فعل خادش للحياء بالنسبة لرعاة البقر الأمريكان و بعد المؤلفة قلوبهم مثل بريطانيا و ألمانيا النازية و فرنسا بحيث تتحرك الماكينة الإعلامية الأمريكية للشجب و الإدانة و فرك أذن كل من سولت له نفسه إيذاء مشاعر الصهاينة بالإدانة أو الاستنكار . لذلك لم يكن مفاجأة أن تتحرك الأساطيل العسكرية و كل أنواع أسلحة الاستطلاع و المراقبة و الإسناد لتمكين قوات الاحتلال الصهيوني من سيل من المعلومات التي تساعدها في تعقب المجاهدين الفلسطينيين في غزة و اغتيالهم غدرا و في معرفة مكان منصات الصواريخ اليمنية الموجهة لاعتراض و ردع السفن التجارية المتجهة للموانئ الصهيونية في نطاق اتحاد جبهات المقاومة لتشتيت القوات الصهيونية و دفعها إلى عدم تسخير كافة قوتها العسكرية ضد المقاومة الفلسطينية الباسلة في كامل قطاع غزة المحاصر . لقد اتحدت قوى الشر ضد اليمن كما وجدت هذه القوى دعما لا محدود من محميتها السعودية في ما يشبه اتحاد جبهات الشر ضد المقاومة العربية عموما و الفلسطينية خصوصا.

لقد آن الأوان أن تقوم الشعوب العربية الرافضة لحكم هذه الكيانات المتكلسة التي ثبتت خيانتها المعلنة لقضايا الأمة بدورها لاجتثاث هذا الأورام الخبيثة التي باتت تشكل خطرا داهما على مستقبل الأجيال القادمة . لقد ثبت عبر التاريخ أن الشعوب لا تقهر و أن الطغيان لا يستمر حين يجد من يتصدى له بقوة و عزيمة و إصرار و لعل الذين لا يؤمنون بهذا الشعار واهمون . إنه من المؤسف إن لم نقل من المخجل أن يكتفي الشعب السعودي مثله مثل بقية شعوب الخليج بالمشاهدة في حين يقطّع العدو الصهيوني أشلاء الأطفال و المرضى و العجز في ما أثبتته و وصفته أصوات الأحرار في العالم بكونه تطهير عرقي ضد شعب محاصر منعت عنه دول الطوق الغذاء و الدواء متذرعة بذرائع مخجلة تصيب المتابع بالغثيان. نحن نشعر أن الشعب اليمنى يسعى و يتطلع إلى تقديم مزيد من العون لكن نحن ندرك ما تركه العدوان السعودي على اليمن من دمار لذلك نرفع القبعة إلى شعب جبّار مثل الشعب اليمنى و هذا أضعف الإيمان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك