( بقلم : د.سيف الدين احمد )
لا اعتقد ان مدرسة علمية تعرضت للتشويه والاقصاء والاغتيال والسجن كما تعرضت له مدرسة اهل البيت وحبلها الممتد المرجعية الدينية فقد تعرضت المرجعية في العراق منذ تاسيسها ولحد الان ولا اعتقد ان مدرسة كالحوزة العلمية كانت مراقبة ومرصودة من قبل الحكومات والانظمة المتعاقبة على حكم العراق ليست فقط لانها شيعية بل لانها قاومت الاحتلال الانكليزية لان المسز بيل لازالت تحكم عقول الانحطاط وعقول الاستسلام فالمعركة بين الحوزة وبين اعداء الحوزة جذرتها مسز بيل عندما رفضت الحوزة العلمية المهادنة والاستسلام لغزو البريطانيين عام 1914 م
ولعل العداء للحوزة استصحبه عداء لاهم اعمدة الحوزة العلمية مرجعية السيد محسن الحكيم وابنائه فنجد حكومة الملكية المشروطة قيدت الحوزة العلمية بل حاولت تشويه صورة المرجع الحكيم الا ان اهل العراق كانوا يعرفون الحكيم زعيمهم في ثورة النجف عام 1914كما كان قائد احدى اهم جيوب المقاومة التي قادها السيد الحبوبي وبعد وفاة الحبوبي صار السيد المرجع الامام الحكيم في وجه الحوزة العلمية حتى صار العداء الاستعماري للسيد الحكيم وجها من اوجه الوراثة فكان الطغاة والمردة يتوارثون حقدهم على الحوزة العلمية وال الحكيم طاغية بعد طاغية ثم تطور الصراع في عهد البعثيين حتى صارت سمة حكومة البعث عداءها لال الحكيم فقد حاول عبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف ضرب المرجعية وحاولا التعرض للامام الحكيم الا ان الامر جاء من الله تعالى حيث احرق عارف بطائرته وكثيرا ما سمعت جدتي رحمها الله تعالى تقول ( صعد لحم نزل فحم ) اي احرق الله عارف بناره لانه حاول التعرض للمرجعية ثم جاء قاسم وحاول التحرش بالمرجعية لكن عقلية عبد الكريم قاسم المفتوحة وجدت ان الصراع مع المرجعية يعني الصراع مع العراق كله فصارت مسألة المرجعية ليست من القضايا الدينية بل صار لها بعد وطني لما رأت الحكومات المتعاقبة مدى تفاعل الناس مع المرجعية ومدى تفاعل المرجعية مع الناس وبعد قدوم البكر وصدام اعتى الطغاة على الارض صار من منهج هذه الحكومة الاعتداء على المرجعية الدينية وصار سب المرجعية اشبه بسب امير المؤمنين عليه السلام من قبل الامويين وصار السب سمة علو للمرجعية على مبدأ ( اذا اتتك مذمتي من ناقص ) وكانت المرجعية الهدف الذي يستهدف البعث حتى راح يتهمها بالصفوية والتبعية لايران وباقي التهم التي يعرف العراقيون مدى كذبها وتفاهتها وكان خط الحكيم وال الحكيم هو الخط المستهدف وان ال الحكيم الشرفاء العلماء الاتقياء الكثير منهم قضى في سجون النظام وعلى مقاصل الجلاد دون ان يذلوا للنظام لحظة واحدة بل صار تشبيههم بالصحابة الاوائل الذين صبروا على ظلم قريش هو السمة البارزة لهم بل صاروا والصحابة المقربين من الرسول صنو واحد في الصبر والجلد والوثوق بالله تعالى وكان العراق مصيرهم ورفعت العراق هدفهم وظلوا حتى عمدوا بدمائهم مسيرة العراق طوال اعوام المحنة والحصار وكان علمهم السيد محمد باقر الحكيم شهيد المحراب المدافع الاول على العراق مقابل اعداء العراق من البعثيين والصدامين وكانت المعارضة كلها تختزل باسم شهيد المحراب بل كان العراقيون يتابعون اقواله ومقالته رغم ان مجرد ذكر اسم السيد الحكيم كان جناية في نظر البعث توجب الذبح والسوق الى الاعدام ونسي الجميع العراق والعراقيين في فنادق لندن وباريس فيما بقي العراق بوجدان ال الحكيم فشكل شهيد المحراب الاحزاب وجمع الاشتات ومنع الجميع من الضياع والتشظي فظل العراقيون متحدون تجمعهم محاضرات شهيد المحراب ويحملون السلاح لمقاتلة نظام صدام وماسمعنا يوما ان فيلق بدر الظافر او مجاهدي المجلس الاعلى قد هدموا دارا او فجروا مفخخة على العراقيين بل كان العرقيون في قلب الحكيم كما كان الحكيم في قلب العراقيين وكان الحكيم يخاف على العراقيين حتى ممن يكره ال الحكيم فكان ينظر شهيد المحراب للعراقيين على انهم عراقيون ثم ابى الحكيم الا ان يكون في العراق في وقت كان العراق حلقة نار تاكل كل شيء وكل جميل وقد اشار الكثير على شهيد المحراب ان يبقى ولكنه كان دعى ربه ان يكون قطعة قطعة من اجل الاسلام والعراق فاعطاه الله ما اراد ليلحق بالصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا ثم رفع المشعل بقية السيف السيد عبد العزيز الحكيم ونائبه السيد عمار الحكيم .
المشاهد ان فترة الاربع سنوات الماضية حاول البعثيون ان يجدوا ما يجعلونه حملة اعلانية ضد المراجع العظام لكن اداء المرجعية كان متميزا فقد حفظ هذا الاداء العراق من التشظي والضياع بل الانهيار واعترف الغريب والقريب والمعادي والموالي بان المرجعية كانت صمام الامان ولعب الجميع على وتر الطائفية لكن المرجعية ومسيرة تيار شهيد المحراب كانت تجب العراق ان يقع في فتنة طائفية واستهدفت المرجعية واستشهد وكلاء المراجع العظام كما استشهد العدد الكبير من اعضاء وانصار تيار شهيد المحراب لكنهم صبروا من اجل العراق وكان العراق على شفا جرف هار من الطائفية وقاب قوسين او ادنى من لتشرذم والضياع لولا حكمة المرجعية واداء تيار شهيد المحراب فلم يجد اعداء العراق الا تلك الحملات المحمومة على المرجعية وال الحكيم في الاعلام وفي بعض الصحف المأجورة وكانت المرجعية وال احكيم ذلك الخيال الراكب على حصان النصر يديرون دولتهم بحكمة انهم ام الولد وابوه انهم ام العراق وابوه وغيرهم ليسوا الا رعاع الناس قتلوا العراقيين بالامس ويعتدون على المرجعية وال الحكيم لانهم اي الاوغاد من البعثيين لانهم هزموا وضاعت دولة البعث على يد المرجعية المباركة وال الحكيم وهي صورة واضحة ليس لاحد ان يخفيها بل هي اظهر من شمس النهار واوضح من يوم الجمعة الذي سمته العرب بالعروبة فهم العرب الاقحاح وابناء ذلك النبي الامي القرشي الذي يجدونه في التوراة والانجيل والقران والزبور لا في كتب البعث وعفلق او صدام المقبور.
https://telegram.me/buratha