ماجد الشويلي ||
مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
يمكن تلمس معالم الرؤية الامريكية لمستقبل العلاقة مع العراق خاصة على الصعيد الامني، من خلال ما اشارت له السفيرة الامريكية (ألينا رومانوسكي) وهي في معرض تقييمها وتقريرها لما تم تناوله من مواضيع بين السيد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ونائب الرئيس الامريكي السيدة (كمالا هاريس )على هامش مؤتمر ميونخ الذي يعقد سنويا في المانيا .
والجدير بالذكر أن ايران وروسيا لم تتم دعوتهما للمؤتمر هذا العالم .
السفيرة الأمريكية حرصت على تسليط الضوء على النقاط الحساسة والجوهرية في هذا اللقاء ، بنحو كان لاسقاطات رؤيتها المعهودة بهذا الشأن أثر واضح على صياغة المفردات.
وهي كالآتي ؛
أولا :- ادعت السفيرة الأمريكية أن اللقاء تطرق لأهمية إرساء قواعد الشراكة القوية والدائمة بين البلدين.
بدعوى أنها منصوص عليها في اتفاقية الاطار الستراتيجي .
وبالنظر الى عودة الحديث عن اتفاقية الاطار الستراتيجي فان ذلك يعني بالضرورة فصل مسار المحادثات حول بقاء الولايات الامريكية عن مسار المباحثات بشأن انهاء مهمة التحالف الدولي.
ثانيا:- لم تكتف السفيرة الأمريكية بالحديث عن أهمية الشراكة للبلدين (العراق وأمريكا) بل زعمت أن هذه الشراكة ضمانة لشرق أوسط مترابط .
وهي تعني ب(المترابط )دمج اسرائيل مع منظومة التطبيع العربي مع حتمية عزل ايران وسوريا عنها .
اذ لايمكن بحال أن تفكر امريكا بمصلحة ايران حتى تجعلها جزءا من هذا الترابط كما لا يمكن لايران أن تفكر في الاندماج بمنظومة أمنية او اقتصادية تكون اسرائيل جزءا منها.
في الوقت الذي يمثل اندماج العراق بهذه المنظومة الصيغة المثلى لتطبيعه مع اسرائيل بالنحو الذي يتماشى مع خصوصياته وتعقيداته الداخلية.
على قاعدة (ليس بالامكان أفضل مماكان)
ثالثا:-تحدثت عن حث الحكومة العراقية على منع الهجمات على الافراد الامريكيين واشادت بالجهود المبذولة بهذا الشأن لحد هذه اللحظة.
مايعني انها تنتظر من الحكومة مزيدا من الضغط على المقاومة ، لا بل انها تسعى للايقاع بين الحكومة وقوى المقاومة
وجعلت من هذا الامر معيار لتقييم
صلاحية الحكومة العراقية للمضي معها بالمحادثات الثنائية.
رابعا:-ادعت ان امريكا ستتخذ جميع الاجراءات اللازمة لحماية أمن أفرادها ما يعني بالضرورة أنها عازمة على الابقاء على قواعدها في العراق ولن تتخلى عنها
خامسا:- ثم أنها تحدث عن شراكة أمنية دائمة وكأنها ولأهمية الملف الأمني أخذت تتحدث عن تدابير أمنية خاصة بين البلدين لضمان مواقف أمنية متجانسة بشأن ملفات المنطقة
ما يعني استمرار هيمنتها الامنية على القرار العراقي واخذها بزمام مبادراته الستراتيجية
وما يرتبط بذلك من شؤون التسليح والتدريب والتحالفات الدولية وغيرها
سادسا:-تناولت الحديث عن الشراكة في مجال الطاقة ودمج العراق بشكل أوسع اقتصاديا في المنطقة.
ما يعني بالضرورة ارتباط العراق اقتصاديا بالكيان الصهيوني الغاصب خاصة بعد تطبيع السعودية المزمع اعلانه عقب انتهاء الحرب في غزة.
وكما اشرنا سلفا ان هذا الاندماج الاقتصادي سيكون على حساب محاصرة ايران وروسيا وسوريا ولبنان واقصاء الصين بعيدا عن المنطقة جهد الامكان
https://telegram.me/buratha