لو أرادنا أن نجرد شهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحكيم (رض) من كافة خصائصه العلمية والنسبية،
ووقفنا على منقبة واحدة من مزايا شخصيته الفذة ، لكفى بها لتجعلنا نقف أمام ذكراه وقفة إجلال وإكبار .
هذه الخاصية المميزة التي تمتع بها هذا
العالم الجليل هو شجاعته التي أهلته ودفعت به لقيادة المعارضة الاسلامية العراقية ، بوجه أعتى نظام عرفته المنطقة بعنجهيته وظلمه واستبداده (نظام صدام المقبور)
فلماذا كانت هذه الميزة من أبرز خصائص هذا الشهيد الكبير
هذا ما سنحاول تسليط الضوء عليه
في الفقرات ادناه؛
1- ان شهيد المحراب قد تصدى لمعارضة بل ومجابهة نظام صدام المعروف بشراسته وقوته وامكانياته المخابراتية والعسكرية الهائلة.
في الوقت الذي كان بعض زعماء الدول المجاورة يتحاشى ازعاجه ويتجنب سخطه.
2- من الواضح أنه لم ينبري لمعارضة صدام كما يفعل بعض المعارضين
الذين يستقرون في احدى العواصم الغربية ويكتفون بالمعارضة الفكرية او الاعلامية .
وانما تصدى لمقارعة هذا النظام عبر الكفاح المسلح وجاهر بالعمل على اسقاطه وليس مجرد العمل على تحقيق مطلب معين كاجراء الانتخابات او السماح له بالعمل السياسي
3- عارض صدام وهو يعلم أن صدام مدعوم شرقا من الاتحاد السوفيتي وغربا من الولايات المتحدة وان ازاحته تعني
الاضرار بمصالح هاتين الدولتين العظميين.
ومع ذلك استمر في نهج الكفاح السياسي والمسلح حتى مع انهيار الاتحاد السوفيتي واحكام الولايات المتحدة قبضتها على العالم وهي داعمة لحكومة البعث وبالاخص في مواجهته للجمهورية الاسلامية.
4-عارض نظام البعث وهو يعمل أن الغرب يرى بمشروعه الاسلامي امتدادا لمشروع الامام الخميني(رض) الذي دخل في مواجهة شاملة وشرسة مع الاستكبار العالمي وان فرص نجاح المعارضة بتحقيق هدفها محدودة في ظل هذه القراءة
5- كان للبعد الايدلوجي اثر آخر في مفاقمة تحديات مشروعه بمعارضة نظام العفالقة فلعله لو كان يحمل مشروعا ليبراليا او حتى يساريا لكانت مهمته اسهل و لوجد من يعاضده فيه من هذا المعسكر او ذاك.
6- اتخاذه للجمهورية الاسلامية في ايران معقلا لانطلاقته في مواجهة نظام صدام
كان من اكبر التحديات التي واجهها
فمن جهة ان المعارضة انبثقت في اجواء الحرب المفروضة على ايران وماخلفته
من اثار واعباء اقتصادية وسياسية عليها
ومن جهة اخرى ان اغلب دول المنطقة لم تكن مرحبة بالتحول الجديد في ايران
بل وجدت ان الثورة الاسلامية تشكل تهديدا صارخا لانظمة الحكم فيها.
فكيف يمكنه اختراق هذا الحاجز السميك من التحديات ليصل الى غايته او على الاقل الى التعريف بمشروعه
7- واجه شهيد المحراب ورفاقه في المعارضة معضلة النظرة المريبة من محيطهم العربي لانتمائهم الى مذهب اهل البيت ع ما افقدهم التعاطف مع حركتهم والشعور بمظلوميتهم
8- كان ما يجري على اسرته واصدقائه ومقريبه وعموم اتباع اهل البيت ع داخل العراق يشكل عامل ضغط نفسي فضيع ليس بوسع اي احد تحمله.
ومن جملة هذه الضغوط هو محاولات ابتزازه وتهديده بقتل ابناء اسرته للتخلي
عن قيادة المعارضة لكنه كان يستبسل في المقاومة والثبات على مشروعه
حتى مع اعدام المقربين منه بنحو متكرر
9- لم يسجل على شهيد المحراب انه داهن صدام ولو للحظة من اجل التخفيف عن اهله في العراق او تغيير موقفه الشخصي منه
10- رغم أن صدام ومن خلال علاقاته الدولية ضرب العراق بطوق حديدي من التكتيم والتعتيم الا ان شهيد المحراب تمكن من خرق هذا الطوق واوصل صوت المظلومية التي كان يعانيها اتباع اهل البيت ع بل جميع العراقيين من ظلم حزب البعث المقبور الى الهيآت الدولية
11- تمكن ببراعة من استيعاب تداعيات العراقيين الذين وقعوا في الاسر عند الجمهورية الاسلامية اثناء الحرب المفروضة.
وأهل الكثيرين منهم للانخراط في مشروع المعارضة لنظام صدام البائد
12-بعد انتهاء الحرب بين العراق وايران ونظرا لم احصل من تحولات دولية
كان اهمها انهيار الاتحاد السوفيتي
برزت الحاجة للتقارب بين البلدين
لسبب وآخر
كان الموقف هنا محرجا للغاية
ومع ذلك استمر شهيد المحراب في تصديه لقيادة المعارضة حتى النهاية
13-العامل النفسي والضغوطات المختلفة والمتنوعة التي كان يعاني منها المجاهدون مع طول مدة الفراق والغياب عن اهلهم وذويهم من التحديات الكبرى التي واجهها شهيد المحراب وهو يحافظ على معنويات المجاهدين وتماسكهم .
هذا باختصار من أهم ماكان يواجهه شهيد المحراب ومع ذلك بقي شامخا صلب الارادة في معارضته للمقبور صدام الى ان من الله على العراقيين بسقوط نظامه المقبور
https://telegram.me/buratha