الشيخ جاسم ابوضحى
اروع ما قاله امير البلاغة والعلم والحكمة وباب مدينة العلم الامام علي عليه آلاف التحية والصلوات والسلام في خصوص الدولة ومسؤولية الأمة تجاهها هو
( كيفما تكونوا يُوَلّى عليكم )
فالامام علي عليه السلام وضع مسؤولية نمط الحكم والدولة على عاتق الأمة . فالامة مولدة للحكم والدولة ومولدة مسارها العام .
وذلك اما بصورة مباشرة وهي المساهمة في صنع الدولة والحكم سواء بالقوة او البيعة او الانتخابات . واما بصورة غير مباشرة وهي عزوفها عن المشاركة في صنع الحكم والدولة وترك مصيرالدولة بيد مجموعة من الفاسدين والطغاة ليبنوا الدولة ويشكلوا الحكومة على هواها ومصالحها ومقاسها ومتبنياتها ورؤاها . وغالباً ما يكون هؤلاء الفاسدين من فئة الظلمة والطغاة .
وعليه ان مسؤولية بناء الدولة وتشكيل الحكومة ومؤسساتها وكذلك مسارالدولة العام وحكومتها هي من صميم واجبات الأمة. فكيفما كانت درجة وعي الأمة ونضوجها وحضورها في الساحة ومشاركتها في صنع الدولة والحكومة او عدم حضور الأمة في الميدان وعدم مشاركتها في بناء الدولة وتشكيل حكومتها تكون نمط الدولة وسياستها العامة .
فإذا كانت الأمة واعية بمسؤوليتها وناهضة بواجباتها ومساهمة في إيصال شخصيات نزيهة وكفوءة ومخلصة ومضحية الى مجالس المحافظات تكون قد ساهمت في تشكيل حكومة محلية نزيه وكفوءة ووطنية تخدم الشعب .
واذا كانت غير مكترثة بمسؤوليتها وواجباتها وتاركة العمل الانتخابي فانها قد عرضت تشكيل الحكومة المحلية الى قدر مجهول يتلاعب به نفوس ضعيفة طامعة لاتشبع من المال الحرام المسروق ولاتمل من الفساد ولا تردعه وازع من خيانة البلد والشعب .
وعليه فالمشاركة الواعية في الانتخابات واختيار الأصلح لمجالس المحافظات مسؤولية شرعية ووطنية ينبغي دركها والنهضة بها . واي تفريط بها تفريط لمصلحة الشعب وتمكين للفاسدين والطغاة من مقدرات الشعب .
https://telegram.me/buratha