علي الخالدي
الدولة الحصينة هي حلم اي وجود او تجمع بشري, وهي هدف كل الحضارات التي مرت على مدار القرون والسنين المتعاقبة. إن المحمية تعني احاطة مكون ما, بجميع شروط البقاء على الحياة, وحماية ذلك المخزون من الانقراض والهلاك, لذلك تجد الحيوانات مثلاً تحمي وجودها في الجحور او اعالي المرتفعات, وبناء الملاذ الامن في العصور القديمة والوسطى, كانت تعتمد الانسانية فيها على القلاع والحصون الشامخة, إذ تغلف حواضرها بالجدر والاسوار العالية, حيث يتم غلق ثكنات المجتمع على انفسها عسكرياً, ليبعد خطر زوالها واندثارها, ولكن سقطت جميع تلك الجدران, بعد الانفتاح عبر الشبكة العنكبوتية “الانترنيت” وتطور السلاح الثقافي والفضائي والصاروخي. إذ الدولة الحصينة هي فكرة بشرية قديمة, وهدف جميع الانبياء والرسل, والاسلام هو من حول تلك الفكرة والحلم الى واقع, منذ بزوغ فجره الاول, لحماية المخزون الرسالي المتمثل بمحمد واله “صلوات الله وسلامه عليهم” والمحمية هي “الدولة الاسلامية” التي بناها رسول الله صلى الله عليه واله, والتي تسعى لبقاء حياة العدل, والذي كان يفترض ان يغمر انبعاثه الارض, وقد انهارت وتوقفت بعد رحيله, نتيجة لفقدان اهم جدران وركائز الدولة الحصينة, وهي القيادة الإلهية العادلة, التي هي تمثل الاسلام وهي من تقود الحياة, واستمرار الوجود والنسل الطاهر. بعد ان ضرب الشيطان الاكبر “امريكا” بمخالبه على جميع اطراف الكرة الارضية, خاتما اكثر من 1400 عام من الافساد, وظن انه قد تمكن من خنق وقتل نور الله, واصبح تاج مملكة الارض من نصيبه, إذ قال تعالى: (وظن أهلها أنهم قادرون عليها) جاء الاذن والامر الالهي بهدمه وتدميره بقوله عز وعلى: (أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس) سورة ص لآية 55 وذلك بقيام الدولة الحصينة من جديد, بعد ان ارتفع منسوب الوعي والايمان بالرسالة المحمدية الاصيلة, بالقيادة الالهية الحقة التي هي ظل الامام المهدي عليه السلام, وانعكاس رحمته, والمتمثلة بقائد الثورة الاسلامية, السيد علي الخامنائي حفظه الله تعالى, خليفة القائد المؤسس السيد الامام الخالد روح الله الخميني قدس سره الشريف. إذ اليوم اصبح للمسلمين عزة ومنعة ودولة حصينة, تقيهم استبداد الفراعنة واستدراج شياطين الارض, سببه وجود مرتكز القيادة المرجعية (السيد السيستاني دام ظله) والقيادة السياسية (السيد الخامنائي) وقد شهدنا امر الله فيهم, في قوة اقتدار الجيوش التي صنعوها في تدمير اعداء الله, من التكفيريين وغيرهم الله يعلمهم, في العراق “الحشد الشعبي” واليمن “انصار الله” وسوريا “اللجان الشعبية” ولبنان “حزب الله” وفلسطين “حماس والجهاد” وكيف تمكنت تلك الليوث من حماية الوجود الاسلامي في المنطقة وغرب اسيا, وباقي اطراف الارض. ختاماً ان طوفان الاقصى الذي حقق حلم الاسلام, الذي كسر اخر طوق لإبليس الارض, حيث بدأ يحطم الجيوش التي لا تقهر, التي دنست اولى قبلتي المسلمين “القدس الشريف” حيث نعتقد ان معركة طوفان الاقصى لا تنتهي الا بالظهور الشريف.
https://telegram.me/buratha