المقالات

الحتمية التاريخية والحاكمون

1020 12:08:00 2008-06-19

( بقلم : جودي المحنه )

تؤكد الحتمية التاريخية اوديناميكية التاريخ إن أانتصار أرادت الشعوب حتمية وان الأنظمة التي تتقاطع مع هذه الأ رادات ستئول إلى زوال بفعل صراعات طبقية ومعانات متراكمة وضرورات زمنية ونرى على مر الأزمنة وفي أرجاء المعمورة انحسار كبيرا في نصيب الأنظمة الديكتاتورية أوالملكية وأنظمة السلاطين وما شابه ذلك وهذا مرهون بارتفاع وعي وثقافة تلك الشعوب وتوفر عناصر الاستعداد للرفض والمقاومة، والتحرر من هذه الأنظمة المتسلطة على رقاب الناس دون سند شرعي او قانوني بل مجرد كيانات قبلية اعتمدت مواريث باطلة بنيت على أساس النفود والظلم والاستحواذ والنسلط على كل شيء ومصادرة حريات الناس وسلب أرادتهم، وغالبا ماتتحالف هذه الأنظمة مع مؤسسات سانده مثلا مؤسسات دينية داخلية مقابل دعم ورعاية تلك المؤسسات بالمال والامتيازات لتبرير وجودها وتكريس تسلطها من خلا ل فتاوى( أولي الأمر منكم ) او التحالف مع قوى خارجية دولاً وحكومات تمنحها امتيازات وتسهيلات وامولاً من بلدانها وهي أموال شعوبها(وهب الأمير مالا يملك) مقابل حمايتها واستمرار حكمها وتبرير أفعالها والوقوف حتى بوجه المنظمات الدولية الإنسانية لو تعرضت لتلك الأنظمة في انتقاد او أجراء أوتعميم معلومة تمس جنابها او معاليها وتبتكر هذه الأنظمة أساليب التشبث بالحكم وفق متطلبات المراحل.. حيث توجه بعضها إلى مسارات دستورية وإنشاء مجالس نيابية في بلدانها على أساس انتخابات حرة مع احتفاظها بامتيازاتها التاجية لتتمكن من الاستمرار والاستناد على قاعدة شرعية وقد يكون ذلك مقبولاً ألىحين ولكنه لن يستمر إلى مالا نهاية. لان الزمن والتطور الإنساني لن يحتمل مثل هذه الأنظمة بعد، وهذا وفق مؤشرات دراسية وعلمية وتاريخية دقيقة وقد يشكل عامل التطور التقني وثورة الاتصالات عاملا مهما لاانهاء مثل هذه الأنظمة الآن.. فلا يجتمع التخلف والتطور العلمي ولا النور مع الظلام. واغلب معانات هذه الأنظمة تأتي من عوامل التطور الحاصلة اليوم في كافة مجالات الحياة والتي لا تنسجم وهيكلية وثقافة وفرمانات دولها. وتسبب لها إحراجا بسبب مايحصل من تقاطعات مع مصالحها،لقد أمست هذه الأنظمة غريبة على شعوبها.. وباتت تتلاحق أسئلة الناس عن مبررات وجودها، لماذا يتحكم فرد او أفرادا من عائلة واحدة بمصير بلد وشعب .؟ ماهي أطروحة هؤلاء وفلسفتهم في حكم الناس و ماهي مؤهلاتهم الفريدة غير المتوفرة ببقية أفراد ذلك الشعب.؟ ومن منحهم ذلك الامتياز..؟ سنجد أن وراء ذلك أرادات أجنبية وصنيعة خارجية.. وستجد هؤلاء حراسًا أمناء لمصالح الأجنبي التي هي أساسا ثروات شعوبهم التي منحوها بالزمة لأصدقائهم وباتوا يحرسونها أنفسهم ولكنهم يرتدون أزياء الحكم ومستلزمات الجلالة والسمو.

المفارقة أن هؤلاء الحاكمون بيوتهم زجاجية ولكنهم لايترددون في رمي بيوت جيرانهم الطينية بالحجارة.. تمتلك هذه الأنظمة حساسية فاعلة تجاه الديمقراطية وحقوق الإنسان والمجالس النيابيه وفصل السلطات وتداول السلطة عبر صناديق الاقتراع والتنوع ألاثني والديني والاعتراف بالآخر وأنصاف المرأة واحترام حقوقها. وتسعى جاهده لتجاهلها، و تعاني الخوف من تداول مصطلحات الحداثة والتغيير .. فهي الحاكمة بأمره الناهيه بعلمه( الآمرة بالمعروف الناهية عن المنكر)كما تتوهم او توهم الناس .الراعية للإرهاب الداعمة لفتاوى التكفير وذبح الناس والقتل الجماعي.. هؤلاء هم أولي الامر الذين جعلوا من دين الله مقاسات ثيابهم ومبررات تحكمهم بالناس ومثل هذا لاينطلي على الشعوب بعد اليوم فهل هم راحلون ؟ قبل حلول الآوان لينعم خلق الله بالحرية والعدل والمساواة..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك