( بقلم : سعد البغدادي )
لست من المتفائلين بتحقيق زيارة المالكي للخليج واحسب انها لن تتم . والاسباب كما اعتقد ان النظام الحاكم في السعودية لاينتهج في تعامله السياسي الابعاد السياسية بقدر انه نظام ديني مذهبي تتغلب لديه المصلحة الطائفية على الاعتبارات السياسية وبالتالي فان السعودية سوف لن تسمح باختراق شيعي كما ترغب ان تسميه في ادبياتها الاعلامية لمنطقة الخليج من خلال دولة الامارات او البحرين فهي ما تزال تمثل شرطي الخليج في هذه المنطقة. ربما تكون قطر هي الوحيدة التي شقت عصا الطاعة عن النظام القبلي الحاكم في السعودية.
المعلومات الاولية التي نملكها ونرجو ان لا تكون صحيحة ان السعودية ابرقت الى دولة الامارات ان تعتذر عن استقبال المالكي وان يؤجل زيارته الان الى المنطقة. طبعا سوف نتعرف اكثر على الدور السعودي في ابتزاز دول الخليج ما يعرفنا عن طبيعة الصراع الدائر في منطقة الخليج فالسعودية التي تملك تاثيرا واسعا تحت عدة مسميات. على دولة الامارات والبحرين وبشكل اقل على دولة الكويت قادرة على ان تهز عروشها وهي خاوية وان تزعزع الامن فيها من خلال تنظيم القاعدة ذراع السعودية في الخليج .هذا الدور او التاثير سوف لن يسمح لهذه الدول ان تعيد علاقاتها الطبعية مع العراق.
المحور الاخر في الخليج هي قطر التي بدءت تلعب دورا اكثر عقلانية من النظام الديني السعودي خاصة بعد نجاحها في حل الازمة اللبنانية في مؤتمر الدوحة فانها قادرة مع سلطنة عمان على الخروج من شرنقة النظام السعودي.لكن لماذا السعودية تعادي العراق دائمافي عام 1980 وبعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران زار فهد حاكم السعودية انذاك بغداد وقدم كل المعونات والاغراءات المادية لصدام من اجل خوضه حربا ضد ايران مقابل الاستمرار في الحكم الى يوم يبعثون . فهد كان يعتقد بصحة نظريته ببقاء النظام البعثي الحاكم . استمرت هذه الحرب لمدة ثماني سنوات ادرك صدام انه خسر الكثير من شعبيته الامر الذي دعاه لان يحتل الكويت ومن ثم السعودية . ورغم العدوان الصدامي على الكويت والسعودية الا ان فهد كما يقول جيمس بيكر في مذكراته طلب من الامريكان حماية نظام صدام من السقوط عقب الانتفاضة الجماهيرية التي اندلعت بعد حرب الكويت وحجته كانت ايضا دينية. ومنذ ذلك الوقت تحاول السعودية ارجاع النظام البائد باي شكل وباية صورة كانت . فرعت كافة المنظمات الارهابية ومنها تنظيم القاعدة الارهابي كما انها مولت التنظيمات البعثية والمتطرفة ولم تتورع عن فعل اي شئ للاطاحة بالنظام الشيعي الحاكمحسنا
وبعد خمس سنوات على تحقيق الانتصار العراقي امام قوى الارهاب لم يعد امام دول الخليج سوى التعامل بشكل واقعي في السياسية مع ما يجري في العراق وبعيدا عن النهج المذهبي او الطائفي. الا ان السعودية تحاول ان تنفخ الروح الميتية في النظام البائد . هي لم تكتفي بما تفعله بل تذهب لابعد من هذا الامر وهدفها ان تسقط التجربة العراقية
https://telegram.me/buratha