رياض سعد
صور مقزّزة للنفس ومقاطع فيديو رهيبة تقشعر لها الابدان عرضتها مواقع التّواصل الاجتماعي وبعض الفضائيات ، تظهر استمرار جنون العدوان الصهيوني والوحشية الاسرائيلية الخارجة عن أيّة ضوابط إنسانية وأخلاقية ودينية ومعايير دولية ؛ إنها وحشيّة قتل الطفولة البريئة بغير وجه حقّ، بل فقط من باب الإمعان في التلذّذ بالقتل وأشكاله البشعة , وممارسة العقاب الجماعي الغاشم ؛ تقليدا لعصور الظلام البربرية .
فقد نقلت قناة الجزيرة : مشاهد طفل فلسطيني يرتجف ويبكي من شدة الخوف إثر استيقاظه على صوت القـــصف الإسرائيلي على قطاع غزة ... ؛ اذ استيقظ وهو مرعوب وقد غُطي وجهه وشعره و جسمه بالغبار المتطاير ؛ اثر سقوط الابنية والدور على رؤوس ساكنيها العزل .
ان الطفولة تُنحَر يوميا على ايدي بني صهيون ؛ واشلاء الاطفال تقطع بسبب الاجرام الاسرائيلي المستمر ؛ انهم خرجوا فعلاً من زمرة البشر، وارتضوا بأن يكونوا من الملعونين في الدّنيا والآخرة، الخارجين تماماً من قاموس الله، يدعون انهم احباب الله وشعبه المختار وابناء اسرائيل واتباع موسى ... ؛ و هم يذبحون عباده ويقتلون اطفاله بكلّ تفاخرٍ وعنجهيّة واستعلاء وامتهان لحرمات الله وحدوده وتجاهل لحقوق الانسان والطفولة البريئة .
ولا زالت الفضائيات تنقل لنا مشاهد الاجرام الصهيوني بحق الطفولة الفلسطينية ؛ اذ يعالج الاطفال المصابين من دون تخدير , وصراخهم يملئ ارجاء المستشفيات , وقد تم استهدافهم وهم جرحى يرقدون في مستشفى المعمداني , وقد هرب الاطفال من منازلهم خوفا من القصف العشوائي الصهيوني ؛ ومع ذلك لم يسلم الاطفال من القصف حتى وهم في المستشفيات والساحات العامة ... ؛ ومن اشد المشاهد مرارة ؛ ما عرضته بعض القنوات عن طفل فلسطيني جريح يصرخ بأعلى صوته المبحوح : يا كمال يا كمال ..اخي كمال مع السلامة مع السلامة ... ؛ هكذا ودع الطفل الفلسطيني المصاب جثمان شقيقه بعد استشهاده ؛ اثناء القصف الصهيوني الغاشم ... !!
ومن المشاهد الحزينة المؤثرة ؛ لطبيب فلسطيني كان يمارس عمله في المستشفى واذا به يتفاجأ بوجود ابنه بين الشهداء أثناء عمله في المستشفى ... ؛ لا يزال مسلسل الذّبح مستمرّاً، ولا تزال سكّين الجهل والبربريّة يحملها صنفٌ ممّن يسّمون بشراً... .
نحن في القرن الحادي والعشرين ولا زالت الطفولة في فلسطين مستباحة من قبل الصهاينة وتذبح يوميا ، تنحر الطفولة وتذبح في غزة كل يوم ، ويتم قصفهم بالقنابل الفسفورية والمحرمة ؛ ويسكت من يسكت، ويتمّ التّجاهل من البعض، وتطلق عبارات الإدانة والشَّجب الخجول من البعض الآخر، في زمن يتغنّى بحقوق الإنسان ، فيما الأطفال يقتلون كالنّعاج ... ؛ و لم تكتف الولايات المتحدة الامريكية بعدم الشجب والادانة , بل زودت اسرائيل بالأسلحة المحرمة لقصف اطفال فلسطين , بل وذهب بعض مجرمي امريكا الى مشاركة اسرائيل في جرائمها البشعة ضد الطفولة الفلسطينية ايضا ؛ اذ اقدم احد المجرمين الامريكان - رجل سبعيني - في ولاية إيلينوي الأميركية على خلفية الحرب في غزة ؛ بطعن طفل فلسطيني - عمره ست سنوات - 26 طعنة وأرداه قتيلا ، في حين أصاب والدته بجروح خطيرة، وهو يردد عبارات معادية للمسلمين والفلسطينيين...!!
وقال ممثل مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية "كير" إن الضحيتين يعيشان في الطابق الأرضي من المنزل منذ عامين، وإن المشتبه به هو مالك المنزل...؛ ووصف "كير" الجريمة : بأنها "أسوأ كابوس لدينا"، داعيا إلى وقف الخطاب المعادي للإسلام والفلسطينيين لدى السياسيين الأميركيين وفي وسائل الإعلام.
إنها ذهنيّة الإجرام، والتعطّش للدّماء والعنصرية ، ذهنيّة لم تكن لتفارق أصحاب النفوس المريضة والعقول المنغلقة والمشاعر المسلوبة الميّتة... ؛ ويبقى السّؤال : كيف السَّبيل لإيقاف هذا المسلسل الصهيوني الإجراميّ البشع ...؟!
https://telegram.me/buratha